حين إشترى الغُرباء حديقة القصر الجمهوري! بقلم أحمد الملك

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-08-2024, 06:14 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-21-2017, 03:18 PM

أحمد الملك
<aأحمد الملك
تاريخ التسجيل: 11-09-2014
مجموع المشاركات: 267

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حين إشترى الغُرباء حديقة القصر الجمهوري! بقلم أحمد الملك

    02:18 PM September, 21 2017

    سودانيز اون لاين
    أحمد الملك-هولندا
    مكتبتى
    رابط مختصر



    بعد أن إختفى النهر وإختفت حديقة القصرخلف الأسوار العالية من بعده، وقبل
    ظهور الجنجويد في القصر، تعوّد السيد الرئيس على قضاء معظم وقته في غرفة
    مكتبه. يحاول بعث الحياة في ذاكرته الميتة من خلال الصور التي يقتفي فيها
    خطى الحياة في الوطن في القرن الماضي. فيرى عمال لقيط القطن يغنون في
    العربات الضخمة التي تحملهم من أقاصي الوطن، ويرى ريح الشمال المحمّلة
    بالغبار تعبر فوق سنابل القمح الواعدة، يرى الصبية يلعبون في الطرقات
    البعيدة في طريقهم للمدرسة. يكتشف في كل مرة ان أياد خفية تعبث بأوراقه
    ومقتنياته القديمة. حتى الصور كان يتم إستبدال بعضها تدريجيا بصور لا
    يمكن تحديد زمانها ومكانها، يظهر فيها أناس بلا ملامح يستحيل الجزم بأنهم
    وجدوا أصلا على ظهر البسيطة، يلاحظ أن الصور الجديدة كانت تزيل تدريجيا
    حواجز الزمن من ذاكرته، فتختلط الصور والأزمنة. حتى أنه يعود ليتفرّس في
    الصور ويقارنها بصورته في المرآة ليتأكد أن صور وضع حجارة الأساس
    للمشاريع المنسية. وأن غناء عمال لقيط القطن وعمّال مواسم الحصاد المنسية
    في السهول، وغناء الصبية في الأودية البعيدة المهجورة هي صور عهده الأول
    المنسي. رأى صورة غير واضحة عرف أنها لم تستبدل مثلما حدث لمعظم صوره.
    رأى نفسه واقفا مع رجل يرتدي جلبابا وعمامة ويضع فوق عينيه نظارة سوداء،
    تذكر بعض تفاصيل يوم غائم في ذاكرته، حين وفد الى القصر مغن ضرير ومعه
    عازف على الربابة، لم يتذكر مناسبة حضور الرجل الى القصر، ربما كان أحد
    الأعياد، عيد الفطر أو عيد الأضحى أو ذكرى عيد الاستقلال. فالمكان يبدو
    معدا لاستقبال الزوار. كان الرجل يغني بصوت ملائكي حزين فيبدو العالم كله
    وكأنه يشاطره أحزانه، تزرف حتى السماء قطرات المطر في الخارج! يستمع الى
    صوت أحد مستشاري عصر الجفاف الأول: إنها معجزة سيدي الرئيس، السماء تمطر
    دون وجود سحابة واحدة. هذا المغني الضرير هو ثروة قومية سيدي الرئيس.
    أصدر قرارا جمهوريا بتعيينه مستشارا لشئون المطر، لم يفهم بعض مساعديه
    كيف يمكن إنزال المطر بالغناء، بدلا من صلاة الاستسقاء. قال أحد مستشاريه
    من الملتحين: سيدي الرئيس نحن نحاول تأصيل سلوك حياتنا وأسلمتها، لكن
    إنزال المطر عن طريق الغناء سيؤدي الى علمنة الدولة، كأننا بدلا من أن
    نتجه الى الله ليزيل البلاء، نتجه الى الشيطان!
    في ذلك الصباح إستيقظ السيد الرئيس سعيدا على صوت بلبل يغرّد فوق شجرة
    الحناء! يا له من حلم! إستعاد دفعة واحدة أمجاده الغابرة، حين كان
    بإمكانه إصدار قرارات توصف في نشرات الأخبار بأنها تاريخية، وكانت جيوشه
    المدربة تحرس حدود الوطن ولا يستطيع أية إنسان أن يعبرالحدود دون علم
    جنوده. قبل أن يتغير كل شئ ويتحول هو شخصيا الى قلم برتبة جنرال، على يد
    سماسرة الشركة الوطنية، كل ما يقوم بعمله هو وضع إمضائه على قرارات جرى
    تنفيذها في الواقع قبل سنوات. ذات مرة بعد أن وضع إمضائه على قرار
    جمهوري، دفعه فضول عابر لإلقاء نظرة على الورقة التي قام للتو بوضع
    إمضائه عليها. رأى إسم أحد أصدقائه القدامى: اللواء عبدالرحيم نور الدين،
    نظر بسرعة الى أعلى الصفحة ليعرف موضوع القرار، فوجده مصادقة على حكم
    بالإعدام أصدرته محكمة عسكرية بحق عشرة من الضباط شاركوا في محاولة
    إنقلابية.
    أمسك بالورقة بعيدا عن يد مندوب الشركة الوطنية الممدودة اليه، وقال
    بنبرة حاسمة : يجب تخفيض هذه الأحكام، كيف يمكنكم إعدام أفضل ضابط في
    جيشنا؟ هذا الرجل كان مفروضا أن يكون ....
    قاطعه مندوب الشركة الوطنية بهدوء: بودي تنفيذ رغبة سعادتكم لكن ذلك
    مستحيل سيدي الرئيس لقد تم تنفيذ هذه الأحكام منذ اشهر!
    عرف أنهم ينفذون الأحكام أولا ثم تعقد المحاكمات بعد ذلك! معظم المحاكمات
    التي رأى أجزاء منها في جهاز التلفزيون كان المتهمون فيها كلهم موتى، عرف
    أنهم: يستأجرون متهمين بالساعة أو يحضرون مساجين من السجن المركزي لتمثيل
    دور المتهمين! وكل ذلك لمحاولة تنظيف وجه النظام أمام منظمات حقوق
    الانسان ودحض إدعاءات تعرّض المتهمين للتعذيب.
    قضى قيلولته غارقا في حزنه ودموعه على صديقه القديم عبد الرحيم، مساء
    كفكف دموعه، شعر بعزاء أن الرجل الذي يعرفه جيدا، قام بما هو متوقع منه،
    ما كان لشخص مثله أن يقبل بما يحدث من حكومة الشركة الوطنية التي استولت
    على الحكم من خلف ظهره، وتركته مجرد لافتة، مجرد خيال مآتة لا يفزع ولا
    حتى طائرا وحيدا، للإيحاء بأن كل شئ موجود في مكانه، قبل أن يقوموا
    بتفكيك كل شئ، وخوفا من أية محاولة إنقلابية، قاموا أولا بتفكيك الجيش،
    وكانت حجتهم: لم يطلقوا طلقة واحدة سيدي الرئيس منذ عقود، منذ أن حل
    السلام في ربوع وطننا بسبب حكمتكم سيدي الرئيس، حتى أن بنادقهم لم تعد
    تطلق النار ، لا بسبب الدعاية المغرضة حول الأسلحة الفاسدة التي زعمت
    صحافة أحزاب عهد الفوضى أن وزير الدفاع قام بإستيرادها، أو بسبب الشائعة
    الكاذبة التي زعمت أن وزير الزراعة إستورد مع السماد والبذور المعالجة
    وراثيا ومبيدات الجراد، ذخيرة فاسدة من الصين. لكن بسبب الصدأ سيدي
    الرئيس!
    نحن نستورد كل شئ من الصين سيدي الرئيس، حتى سراويلنا نستوردها من الصين،
    بدلا من أن نلبس مما نصنع، حيث العمالة الوطنية تكلفتها عالية، ولتخفيف
    التلوث، قررنا أن نلبس مما يصنع الصينيون، ولم يحدث أن استوردنا منهم
    شيئا فاسدا. لا توجد سراويل فاسدة في أسواقنا، انها إشاعات ضارة تطلقها
    فلول الأحزاب المنحلة سيدي الرئيس حتى أنهم يقولون أن المبيدات لا تقتل
    الجراد، وأن الجراد كان يشاهد منتعشا في المزارع بعد رشه بالطائرات! لأن
    الجراد كما تزعم الشائعة يصبح أكثر إنتعاشا ونشاطا بعد الحمّام المجاني
    الذي يحصل عليه من طائرات الرش سيدي الرئيس!
    حين سمع صوت غناء البلبل، شعر بفرح طاغ لفكرة أن الحديقة عادت الى حضن
    الوطن، وربما عاد النهر أيضا! أزاح الستار بجانب فراشه قليلا حتى يرى ما
    يحدث بالخارج دون أن تكشفه كاميرات الشركة الوطنية. رأى البلبل على بعد
    أمتار قليلة من نافذته واقفا فوق علم دولة أجنبية خارج حدود الوطن!، وكان
    يغني بنفس الحماس والقوة التي كان يغني بها في السابق فوق أشجار الجهنمية
    والتمر الهندي، حين كانت تلك الأشجار تضرب جذورها في أرض الوطن وتمتص
    الضوء اللازم لنموها من شمس الوطن!
    يا للكارثة هل أصبح بلبلي الأثير أجنبيا؟ هل أصبح البلبل عميلا لدولة
    أخرى؟ كيف يغني فوق علم دولة أجنبية بنفس حماسته حين كان يغني فوق علم
    وأشجار الوطن! إنه أول بلبل يصبح طابورا خامسا!
    يشعر أنه يستعيد مع صوت غناء البلبل بعض هيبة سلطته الغابرة، يصدر قرارا
    جمهوريا بأن يعود البلبل ليغرّد في أرض الوطن.
    قام بنفسه بطباعة القرار على الآلة الكاتبة العتيقة في مكتبه، أحضر مندوب
    الشركة الوطنية منذ أشهر جهاز كمبيوتر لكن السيد الرئيس لم يتمكن من
    التعود على العمل عليه. بدا له الجهاز الشيطاني مثل كاميرا أخرى من
    كاميرات الشركة الوطنية التي تحصي أنفاسه. حتى أنه كان يقوم مساء بوضع
    بطانية سوداء فوق الجهاز حتى لا يستطيع مراقبة تحركاته. بعد أن قام
    بطباعة القرار وضع إمضائه عليه ، لم يظهر مندوب الشركة الوطنية في ذلك
    اليوم، بحث داخل القصر عن الحارس الصغير الذي كان يساعده في إرتداء
    ملابسه العسكرية فلم يعثر عليه. وجده أخيرا يجلس في مدخل القصر، أعطاه
    القرار الجمهوري الذي بدا أقرب الى أمر قبض على طائر البلبل، طلب منه
    المساعدة في القبض على البلبل وإستعادته ليغني في الوطن.
    قال الحارس الصغير: لا يمكننا دخول الحديقة يا سيدي، سمعت زملائي الأقدم
    مني يقولون إن الدخول ممنوع الى الحديقة التي تتبع الآن لدولة أخرى إلا
    إذا حصل من يريد الدخول على فيزا للدخول من تلك الدولة!
    أثناء تجواله المسائي في الذاكرة، التي يحاول عن طريق إعادة النجوم الى
    أماكنها القديمة فيها، إعادة ترتيب الوقائع القديمة التي إختلطت في
    ذاكرته مع صور عصور مختلفة. رأى أثناء بحثه، قفص عصافير في إحدى غرف
    القصر.تأكد أنه لم يكن يحلم وقضى النهار التالي كله بحثا عن القفص حتى
    عثر عليه، لم يتذكر صاحب القفص، إستخدم لعبة النجوم فرأى في ضباب الذاكرة
    سيدة جميلة تجلس في بهو القصر فيما عندليب حزين يغني داخل القفص! لم
    يتعرف على السيدة الجميلة ولم يتمكن من تحديد الزمان الذي وجدت فيه. لكن
    الصور وإشارات الضوء كانت تشير الى زمان سعيد، فقد رأى النهر يغمر بمياهه
    الطينية الجروف ومزارع الموز، وعصافير الحديقة تغني، ورأى النجوم تختفي
    خلف سحابات خريف كان يغرق الوطن كله في موسم الدميرة.
    في الصباح التالي، وجد الحارس الصغير أمام بوابة القصر، أشار له بيده،
    فتبعه الشاب الصغير الى مكتبه، شرح له خطته لإستعادة البلبل ليغرد في أرض
    الوطن، وعد الشاب الصغير بمنحه وساما وترقية خاصة اذا ما نجح في إستعادة
    البلبل، كما سحب درج مكتبه وتناول عدة وريقات مالية دفع بها للشاب
    الصغير، لم يشأ الحارس الشاب إحراجه، فالأوراق المالية كانت خارج التداول
    منذ سنوات، قامت الشركة الوطنية خلالها بتغيير العملة الوطنية عدة مرات.
    وضع الحارس الأوراق المالية في جيبه ووعد السيد الرئيس خيرا. وأوضح:
    لن يمكنني التسلل الى الحديقة الا ليلا حين يخلد حراسها للنوم، ولا أدري
    إن كان بإمكاني العثور على البلبل مساء. وصف له السيد الرئيس الأشجار
    التي إعتاد البلبل أن يغرد ويبني أعشاشه فوقها. ثم أعطاه القفص ليضع
    البلبل فيه.
    في الليلة الاولى لم ينجح الحارس في الدخول الى الحديقة، شرح للسيد
    الرئيس أن الحديقة كان بها إحتفال إمتد لوقت متأخر من الليل، سأله
    الرئيس: من كان هنالك؟
    قال الحارس: كان هناك غرباء ، كانوا يرقصون طوال الليل، وشارك في الرقص
    معهم عدد من رجال الشركة الوطنية سيدي الرئيس!
    قال السيد الرئيس مندهشا: كيف يرقصون مع تلك اللحي الطويلة؟!
    إبتسم الحارس الشاب وقال ببساطة : في الليل تختفي لحاهم سيدي الرئيس،
    يتركون اللحي في سياراتهم حين يكون هناك إحتفال تقيمه إحدى الدول
    الأجنبية الكثيرة التي تقاسمت الوطن!
    لكن السيد الرئيس كان يريد أن يفهم لماذا إشترى الغرباء حديقة القصر؟
    قال الحارس: سمعت أنهم ينقبون فيها عن الذهب أو معادن أخرى أغلى ثمنا،
    كما أنهم أبقوا على الجزء الذي كانت تقام فيه الاحتفالات على نفس حاله،
    معروضا للإيجار، يقوم كل راغب في إقامة حفل أو مهرجان بإستئجار الحديقة
    سيدي الرئيس!

    في اليوم التالي أحضر الفتى البلبل، عرف السيد الرئيس أن الحارس نجح في
    مهمته بمجرد أن إستيقظ على صوت غناء البلبل، يغرّد في الوطن، شعر بأنه
    يستعيد زمام سلطته الغابرة. ويستعيد كل صور ذاكرته التي مسحت منها تاصيل
    عهود ما بعد رحيل المستعمر الانجليزي. يجلس على مكتبه بنشاط، يقرأ آخر
    تقرير وصل الى مكتبه. رغم أنه مضى عليه أكثر من عقدين من الزمن، لكنه بدا
    وكأنه أرسل اليوم. كان آخر تقرير من اللجنة التي أمر بتشكيلها من عدد من
    الخبراء للبحث عن النهر المختفي وإعادته ليعبر الوطن من أقصاه الى أدناه.
    قال: أنا مستعد تماما لممارسة سلطتي القديمة، شئ واحد فقط بقى لأستعيد
    سلطاتي كلها: أين الوطن!
    لكن غناء البلبل تناقص، رغم أن السيد الرئيس كان يطعمه بنفسه من بقايا
    فتات الخبز وقطع البسكويت، وبعد مرور ثلاثة أيام توقف البلبل نهائيا عن
    الغناء، لم يجد السيد الرئيس شخصا يستنجد به الا الحارس الصغير. قال
    الحارس إن البلبل يشتاق لحريته، إنه يغني للحرية. لا يستطيع المسجون أن
    يغني
    لكننا إن أطلقنا سراحه، قال السيد الرئيس، مستوحيا عبارة الحارس الصغير:
    سيهرب ويغادر حدود الوطن! لا يستطيع المسجون أن يغني!
    أوضح الحارس: أفضل ان يكون خارج حدودنا ونسمع غنائه، بدلا من أن يكون
    بجانبنا ولا نسمع غنائه.
    فكر السيد الرئيس قليلا، ثم أمر الحارس أن يطلق سراح الطائر، إستدار
    الطائر في الهواء عاليا، لا أثر للجدران في الهواء، ثم هبط وبدأ يغني مرة
    أخرى فوق شجرة التمر الهندي، لم يجد السيد الرئيس فرقا ، فالصوت الحالم
    كان يملأ الهواء، دون أن يميز بين هواء الوطن وهواء البلد المجاور. كان
    غناء الطائر يعيد الحياة الى الوقائع الخامدة ، فتنهض ذكريات القرن
    الماضي في ذاكرته ويتلمس العالم العائد من حوله خطاه المتعثرة على خيوط
    ضوء الفجر الوليد.


    من رواية: الحُب في زمن الجنجويد.


    للحصول على نسخ بي دي اف من بعض اصداراتي رجاء زيارة صفحتي

    https://www.facebook.com/ortoot؟ref=aymt_homepage_panel























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de