إن الحديث في قضية الاسلام، دين، التوحيد وفي بيان أهمية التوحيد وشرحه، وتسهيل فهمه لكل الناس، وتحذير الناس من الشرك، والتفصيل ببيان مظاهره، والتحذير من دعاة الشرك والقبورية، إن الحديث عن ذلك في كل زمان ومكان هو مما يجب أن يكون محل عناية كل داعية أراد بنفسه وبالناس خيراً.
وإن من المؤسف أن كثيراً من الدعاة في زماننا المعاصر لم يجعلوا هذه القضية قضيتهم الأولى.. والواقع شاهد على ذلك .. والبعض منهم صار حديثه في التوحيد وما يضاده من الشرك المنتشر عبارة عن «عمومات» لا تبرأ بها الذمة ولا تتضح بها الحجة. وقد خلق الله الخلق لأجل توحيده وإفراده وحده بالعبادة. وتوحيد الله هو أعظم الحقوق وأول الواجبات التي يجب أداؤها ويجب الاجتهاد في حث الناس على أدائها. أول واجب على العبيد **معرفة الرحمن بالتوحيد ومن فهم أن الكلام في توحيد الله تعالى والتحذير من الشرك ودعاته وتصحيح العقيدة يأتي أو يقوى في موسم ثم يتضاءل ويضعف بعد ذلك، فإنه لم يفقه ما دل عليه كتاب الله تعالى ولا ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم .. ولم يعرف الأسس الرئيسة والمبادئ الأولى للدعوة في الإسلام. وإن الحديث عن أهمية التوحيد ومكانته ووجوبه وثمراته وفضله.. وعن ضرورة تدريسه في المقررات الدراسية من الأساس إلى المرحلة الجامعية .. وعن أهمية نشر الكتب وبث المعرفة في ذلك بلا حدود .. وعن ضرورة عناية وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمقروءة به والتفصيل في ذلك من الأعمال الصالحة التي يوفق لها دعاة الحق والسنة، وإنه يجب الإكثار من ذلك والمواصلة فيه والحث للعناية بذلك. هذا وغيره لا حرج في الحديث عنه على الملأ ومن فوق المنابر، كما أنه لا حرج في الرد على دعاة الباطل من أمثال الصوفي الجفري الذي تطاول على بلادنا وأهلها، وذكر أنه يعبث في بلادنا في مقرراتها الدراسية .. فإن الرد عليه وعلى غيره من أمثال «المهرج» «المتشنج» المدعو الخنجر وغيرهما من المبطلين ومن الذين يضيقون ذرعاً ويشمئزون بذكر التوحيد والتحذير من الشرك، وذلك بتفنيد باطلهم وكشف تلبيساتهم هو من فروض الكفايات التي يجب القيام بها. وفي حال وجود الخطأ أو الخلل من الحاكم أو من نوابه من الولاة أو الوزراء، فإن الواجب الشرعي المعلوم أن يسلك الداعية والناصح الطريق السليم من مناصحتهم بتنبيههم أو إعلامهم أو تذكيرهم أو وعظهم كل ذلك وغيره مباشرة أو عن طريق من يصل إليهم ممن يظن أن في حديثه معهم الاستجابة وتدارك الخطأ.. فإن أخطاء الولاة ليس المحل لإنكارها المنابر ولا الساحات العامة ولا فضاء «الانترنت» كساحات الفيسبوك وبرامج التواصل العامة .. وإنما نصيحة الحاكم تكون بين الناصح وبينه .. وهذا أصل مقرر في عقيدة أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح استناداً لنصوص شرعية ثابتة وردت في ذلك ومقاصد شرعية مرعية. وفي قضية الساعة «قرار حذف دروس الإسلام دين التوحيد»، فهناك جهود متواصلة عبر الطرق الرسمية لمناصحة الجهات المختصة.. منها على سبيل المثال جهود بمجمع الفقه الإسلامي وغيره أسأل الله أن ينفع بها. «ومن كان مستناً فليستن بمن قد مات فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة» والموفق من وفقه الله.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة