استطاعت وسائل التواصل الاجتماعي في إذكاء روح الثورة في تونس ومصر في العام ٢٠١٠ حين نجح الشباب في البلدين في تكثيف رسائل ثورية مقنعة ومحفزة للتغيير. وتمكنت تلك الوسائل من إنجاز التغيير الذي تسرب لمصلحة الدولة العميقة التي عادت باستخدام أدواتها القديمة.
وتمكن الشباب السوداني من تنفيذ حملة عصيان مدني استجابت لها قطاعات كبيرة من جماهير الشعب السوداني، وبالرغم من اللغط الذي دار حولها والأكاذيب التي حيكت فيها إلا أن رد الفعل الحكومي الغاضب أكد تفوق الشباب في تلك الجولة.
وكانت أمام الحكومة السودانية عدة خيارات لمجابهة تلك الرياح الاسفيرية وبالطبع باستخدام وسيلة غير إيقاف خدمة الإنترنت التي تمثل المصدر الأول للسيولة، ويمكن للنظام من خلالها التحكم في الكتلة النقدية، من ناحية شغل الثوار المفترضين بأهيف المواضبع و " تشيت الكورة"، ونجح النظام في عدة جولات من شغل الشباب بمواضيع تلهيهم عن الهدف الذي يحمله كل سوداني شريف يسعى للتغيير ولحياة أفضل.
والملاحظ للرسائل الرقمية يجد كماً ضخماً من الرسائل المزورة المفبركة مدعومة بصور قديمة، ومستجلبة لبث الرعب وإخافة المناضلين، وتمثل ذلك في حادث المرحومة أديبة وحوادث الاختطاف وبيع الأعضاء.
وكل ذلك يدل على أن النظام يدير حملته بعلمية واحترافية عكس حملات المناضلين التي تحركها العاطفة وردود الأفعال يدون تخطيط في غياب أهداف محددة.
وفي الفترة الأخيرة برز تطبيق " الواتساب" كمنافس حصري " للفيس بوك " وبرزت تراجي مصطفى كمتحدث بارع يوجه الكل ويوبخ الجميع عدا رئيس النظام ونائبه ويشكك في المناضلين على الأرض، وصاحب ذلك حملات أخرى تدعو للفوضى وتحذر من الاحزاب السياسية المفترض أنها عماد أية عملية ديمقراطية وصمام الأمان لأي تغيير مرتقب.
المطلوب من الحادبين الراغبين في إنجاز التغيير التخطيط السليم لإدارة حملات جديدة عمادها الصبر والتفكير الاستراتيجي وعدم الركون فقط لإغرائها وسهولتها ودعمها بوجود قوي على الأرض وإلا فمصيرها أن تصبح كهواية فقط وشهوة للكتابة ويذر الفتنة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة