· رمى المنافقون الجموعَ التي خرجت لتشيع جثمان المناضلة فاطمة احمد ابراهيم بالشيوعية للتقليل من حجم و عمومية المشاركة و عِظَم الحدث، فتساءلوا، عن عمد،:- أين كان كبار الشيوعيين؟ .. و كان حرياً بالمنافقين أن يتساءلوا: أين كان كبار الشعب السوداني كله؟ فالشعب السوداني كله هو الذي كان هناك..
· لقد أعاد المنافقون إلى ذاكرتي أبياتٍ من قصيدة للشاعر الفلسطيني/ كمال ناصر تقول:- " يا رفيقَ العمرِ هل أنت شيوعي... هل تعمدتَ رفيقاً في القطيعِ.. لا تخَفْ، و اسخرْ من الجرمِ الفظيعِ.. فأنا قدَّمتُ قربانَ خشوعي.. و أنا اليومَ، على رغمي، شيوعي........ كل اقطاعٍ هنا أيضاَ شيوعي!!"
· و بهذا الوصف، يكون شيوعياً هو كل سوداني حضر تشييع جثمان المناضلة/ فاطمة، بل و كل سوداني يرفض الظلم و الذل و القهر و قتل الأنفس التي حرمها الله قتلها إلا بالحق و كل من يرفض حكم اللصوص..
· إن الشيوعيون كانوا نهراً في مصب الشعب السوداني يوم التشييع ! و التشييع كان مهيباً.. ضم ممثلين لكل أطياف الانتماءات السياسية و الاجتماعية السودانية ( النزيهة).. الكل كان حاضراً بكثافة.. و كان الحزن العميق حاضراً و الاصرار على رفض القهر و الأنظمة الجائرة كان حاضراً و الغبينة كانت حاضرة..
· و حين شاهدت الجموع ركب النائب الأول لرئيس الجمهورية غطت مآسي السودان الحالية المكان، و تحركت الغبينة ( المنضبطة) فهتفت الجماهير بعفوية القلوب المتآزرة هتافاً أقنع الركب بأنه لا منتمٍ لتلك الجماهير، و أن تواجده في ذلك المكان كان خطأً و سوءَ تقديرٍ لموقفٍ خطير.. و حين أدرك حقيقة غربته، انسحب تاركاً الوجعة لأصحاب الوجعة!!
· و لم يقع أي مكروه، و الحمد لله، رغم الكثافة الجماهيرية و الغبينة المكتومة.. و بذلك أكد الشعب السوداني أنه شعب ( صفوة) و ليس داعشي التوجه و لا من حملة السيخ، كما جماعة الطيب سيخة، و لو كان كذلك، لسالت دماء كثيرة في مقابر بكري..
· لقد أجبر النظام الجميع على كرهه طوال ما يقارب ال30 عاماً.. إذ ضيق على معايش الجميع و أعمل فيهم نهباً و قتلاً و تشريداً، و وسع من ثرواته و مدد سنوات سلطانه الغاشم.. و ما المناضلة فاطمة سوى واحدة من ملايين السودانيين الذين ضيق عليهم النظام و شردهم بعيداً عن البلد الذي أحبت.. و أحبها كرام أبناء البلد..
· و مع ذلك يتباكى المنافقون على رفض الشعب السوداني / الشيوعي لمشاركة متنفذي النظام في التشييع!
· إنه الغباء المُرَكَّب في التذاكي أن انتظر المنافقون من الجماهير أن تستقبل ركب الظَّلمة بالورود و الرياحين كون أن الظلمة تكبدوا مشاق التشييع و إبداء الحزنٍ ك( مكرمة) سلطانية كان المنافقون ينتظرون من الجماهير أن تستقبلها بالشكر و العرفان و الورود و الرياحين!!
· يا للمنافقين من أنذال!
· ثم، هل اعتقد الطغاة أن الناس كانت ستفسح لهم المجال للخطب المنافقة اعترافاً بسلطاتهم المغتصبة و تنازلاً عن الثروات المنهوبة و الجاه الكذوب و تقبُّلاً لواقع السودان الأليم.. و لذلك هرعوا لإظهار تعاطفهم مع الشارع العام في الفقد الجلل؟
· إن الطغاة لا يقرأون نبض الشارع إلا بما يرضي غرورهم، و وفق سوء التقدير يبنون مواقفهم.. و لا غرابة في أن يشارك ركب النائب الأول لرئيس الجمهورية في تشييع جنازة الأيقونة/ فاطمة أحمد ابراهيم.. مصطحباً سوء تقديره معه، لكسب الشارع الذي تُوُقع له التواجد بكثافة في التشييع.. لكن الجماهير صرخت:- " فاطمة دوغرية..."!
· فاطمة السمحة هي فاطمة ( الدوغرية) ملكة القلوب الحية، في حياتها و ملكة القلوب الحية في مماتها..
· و رغم الكثافة الجماهيرية لم يقع مكروه لركب النائب الأول.. و أكد الشعب السوداني أنه شعب ( صفوة) محب للإنسانية والانسان.. و ليس داعشي التوجه و لا من حملة السيخ من رهط الطيب سيخة، و لو كان من ذلك الرهط، لسالت دماء كثيرة في يوم التشييع..
· و مع ذلك يصف عبدالباقي الظافر من حضروا التشييع قائلاً:" .. لكن الرجرجة والدهماء حولوا ساحة الحزن إلى مظاهرة سياسية.. على أثر الهتافات العدائية غادر الوفد الحكومي ساحة العزاء.. درج السودانيون على التسامي فوق الخلافات في مثل هذه المناسبات. احترام الضيف مقدم على كل شيء.. "
· إنه يستجير بالأخلاق السودانية للدفاع عن من ذبحوا تلك الاخلاق!
· و لو شاهد هذا الظافر غبينة الشعب تعكسها الوجوه، و العيون تحدق في النعش يومها؟ و لو استمع الى الهتافات ( المدركة) للظروف المحيطة بالزمان و المكان حينها؟ لو فعل، لعلم أنه هو الذي من المفترض أن يدَرج ضمن قائمة الرجرجة و الدهماء!
· فالمشيّعون كانوا أصحاب رؤى للحياة الكريمة و هم مالكون لأصواتهم التي لا تباع و لا تشترى في الصحف و القنوات التلفزيونية للتعبير عن رؤى حكومة جمهورية ( بشيرستان)،كما تفعل أنت يا عبدالباقي الظافر و كما يفعل من يلفون لفك للحصول على الفضلات التي يجود بها عليكم سلاطين زمانهم المهيمنين على كل الثروة و كل السلطة و كل الجاه المزيف!
· إن عبدالباقي الظافر و سادته مجرَّدُون تماماً من الاخلاق السودانية الموروثة.. و السماحة السودانية.. و منها جاءنا المثل القائل: ( ما بنبح في بيتو الا كلب!).. إكراماً للضيوف غير اللصوص و غير القتلة..!
· فاخرس يا عبدالباقي الظافر، و لا تحدثنا عن الأخلاق السودانية.. اخرس!
· ثم، بأي صفة ذهب أولئك الذين تدافع عنهم للمشاركة في تشييع جنازة تعج بالغاضبين عليهم و على ذبحهم الفضيلة و نشرهم الفقر و الجوع بين الناس..؟ هل ذهبوا لحضور التشييع بوصفهم حمَلة الأخلاق السودانية و المدافعين عنها؟.. إن تلك الاخلاق تستنكر " قتل القتيل و المشي في جنازتو!".. و قد سلكوا كل السبل لقتل المناضلة/ فاطمة مادياً و معنوياً.. لكنهم فشلوا، و أتاها قدر الله سبحانه و تعالى..
· و سوف تظل حية معنوياً ما بقي هناك من يدافعون عن كرامة الانسان و حقوقه في السودان..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة