ليس دفاعاً عن عرمان و لكن إحقاقا للعدالة فالساكت عن الحق شيطان أخرس بقلم عبير المجمر (سويكت)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 06:46 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-08-2017, 09:21 PM

عبير سويكت
<aعبير سويكت
تاريخ التسجيل: 08-07-2016
مجموع المشاركات: 616

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ليس دفاعاً عن عرمان و لكن إحقاقا للعدالة فالساكت عن الحق شيطان أخرس بقلم عبير المجمر (سويكت)

    08:21 PM August, 08 2017

    سودانيز اون لاين
    عبير سويكت-France
    مكتبتى
    رابط مختصر



    يعتبر السيد ياسر عرمان أحد رموز المعارضة السودانية و من أكثر الشخصيات التي شغلت الوسط السياسي و الإعلامي إيجابيا و سلبياً و تدور في أذهان المواطن السوداني العديد من الأسئلة و علامات الإستفهام حول هذه الشخصية التي حاول إعلام المؤتمر الوطني وأمنه و جهاز إستخباراته أن يظهرها بمثابة الأزمة الرئيسية في مشاكل السودان و العائق أمام تحقيق السلام و الإستقرار في مختلف بقاع الوطن لذلك كان لا بد من طرح هذا الموضوع من جميع الزوايا السياسية و الإجتماعية و الفكرية و الإنسانية فإذا نظرنا إلى القضية العرمانية كظاهره إجتماعية قديمة و حديثة في آن واحد و رجعنا إلى الوراء لدراسة هذه الحالة منذ فترة الشباب إلى الآن نجد أنه أحد ضحايا المجتمع السوداني فهو يعتبر أحد أكبر الضحايا التي حاولت أن ترفض و تقاوم الإسلام السياسى و الفكر المتطرف و ضحية للمفاهيم السودانية الخاطئة الموروثة و الفئات التي تصر على التقوقع في الماضي الأليم الموروث و ترفض التجديد و الانفتاح نحو العالم من حولها و أيضاً ضحية الفئات التي ترفض سماع صوت الإنسانية المنادي بالمساواة و الحرية و العدالة و الديمقراطية و من ثم مثل السيد عرمان أكبر نموزج لضحايا العنصرية في السودان و عدم تقبل الآخر الذي ظهر عند انشقاق الحركة الشعبية شمال إلى قسمين ، و التحليل النفسي للشخصية العرمانية يوصلنا إلى أنه يتمتع بذاكرة الفيل ذاكرة قوية جداً و بذكاء حاد بالفطرة و قوة شخصية و بروح ثورية متحدية لا تقبل الإنهزام ، و عرف عنه الثبوت على المواقف و المبادئ و الأفكار التي يؤمن بها دون تراجع أو تزحزح و شبه بالأسود التي يصعب ترويضها أو السيطرة عليها ،يجيد السباحه بجدارة في أعمق و أقذر البحور السياسية و إمكانية تبلله وارده و لكن خروجه من الضفة الأخرى مؤكد ، يمتلك ثقه زائدة بالنفس و صفها البعض بالتكبر ،و من عاصروه أيام الجامعة و أركان النقاش يؤكدون على إجادته فن الخطابة و القدرة على التأثير و بث روح الثورة في المستمع إليه، و أركان النقاش تشهد بأنه سياسي محنك منذ نعومة أظافره خلق ليكون سياسياً عبقريا و مناضلا ثوريا ، لكن إنسان مثله يحمل أفكار مسارها مضاد للإسلام السياسي المنافق و الفكر المتطرف في وقت يحكم فيه التيار الإسلامي علنيا و خفيا و يمسك بمقاليد السلطة بيد من حديد يجعل من الصعب لشخصية مثل عرمان أن تتنفس فهو بمثابة زهرة الديمقراطية و الحرية والعدالة الاجتماعية و المساواة التي نبتت في غير موضعها لذلك حاولوا إقتلاعها من جذورها مرات عديدة عن طريق المضايقات و المعاكسات و السجن أحياناً ، و بما أن الشخصية العرمانية تتمتع بروح الانفتاح الروحي و النفسي و الفكري و الثقافي و الإجتماعي جعلت منه منفتح علي الآخر المختلف عنه عرقيا و دينياً و ثقافياً فكانت له صداقات حميمة بالإخوة الجنوبيين حتي قبل الإلتحاق بالحركة الشعبية أما الروح الإنسانية التي بداخله تطغي عليها قوة الشخصية و الصلابة و الصمود فتحجبها عن الظهور و لكن أظهرها تعاطفه و إيمانه بقضايا المهمشين و الهامش و الروح الثورية بداخله الرافضة للسياسات اللاإنسانية من قمع و كبت الحريات و عدم المساواة و العدالة الاجتماعية و الديمقراطية جعلته يرفع مع رفاقه شعارات الثورة و النضال حتى ينعم الجميع بسودان جديد يسع الجميع لكن للأسف السياسات القمعية الديكتاتورية كانت و ما زالت تطارد كل من يرفع راية التمرد ضد سياساتها القهرية الديكتاتورية فتحاول أن تدمرهم بشتي الأساليب الخفية منها و المعلنه فتطلق إعلامها المضلل و أصحاب الأقلام المأجورة الناطقة و الكاتبة بالزور و أصحاب الأجندة الشخصية من بعض من يسمون أنفسهم بمعارضين و لا تتردد هذه الأنظمة المنافقه في أن تبث سمومها عبر رجال الأمن و الإستخباراتية الذين يتم زرعهم بطريقة إستراتيجية خبيثة لإصابات أهداف معينة فتجدهم تارة في الصحف الإلكترونية و المنابر و وسط تجمعات و قروبات أبناء النوبة و تارة أخرى بكثرة في الأوساط و المنابر الجنوبية الإعلامية منها و الفكرية و الإجتماعية بهدف تنفيذ سياسية (فرق تسد ) عن طريق نشر الإشاعات و الأكاذيب و أتباع سياسات التحريض و التاليب و الضغط على الأماكن الحساسه التي توجع و زرع الشكوك و الظن و الفتن من أجل تفريق و تشتيت الكيانات المعارضة كالحركة الشعبية على سبيل المثال ، و للأسف هذه الأنظمة الفاشستية لا تتردد في إستعمال أقذر الأساليب الإبليسية اللاإنسانية تاركة وراءها العديد من ضحاياها و ضحايا المجتمع الذي يسير في مسارها من غير أن يحس أو يدري لانها صارت تتحكم فيه بالرموت كنترول من على بعد فأصبح يرضخ لها بطريقة غير إرادية و يصدق أقاويلها الفاسقه الكاذبة التي تسعى من خلالها إلى تنفيذ أجندتها بالبقاء في السلطة و الحكم الي الأبد دون أن يعارضها أحد أو يعلو عليها صوت وأحد ، إذن فليفق الشعب السوداني العظيم حتي لا نصبح جميعاً ضحايا لهذا النظام و نعيش و نموت مسلوبي الإرادة و الحرية فإلى متي يسكت الشعب السوداني على هذا الظلم و الهوان ؟إذا أنت لم تعرف لنفسك حقها هوانا بها كانت على الناس أهونا .

    عبير المجمر (سويكت )
    8/08/2017



    أبرز عناوين سودانيز اون لاين صباح اليوم الموافق 08 اغسطس 2017

    اخبار و بيانات

  • كمال عمر: رئيس البرلمان ديكتاتور ولائحته استبدادية
  • وزير الصحة ولاية الخرطوم يدشن الحملة الكبرى لمكافحة البعوض والحشرات بالولاية
  • وجّهت بالقبض على أي شخص لا يحمل البطاقة المصرية السلطات المصرية تواصل حملاتها التصعيدية بمثلث حلايب
  • معتمد امبدة يدشن مشروع إفطار عزة للتلميذ بمدرسة رابعة العدوية بنات أساس
  • وزارة التربية: نواجه تحديات في السلم التعليمي والمنهج الجديد
  • حسبو محمد عبدالرحمن يعلن مصادرة السيارات غير المقننة في دارفور دون تعويض5
  • لجنة برلمانية تؤكد أن الوضع الاقتصادي غير ميئوس منه عبد الرحيم حمدي يتوقع أن يصل سعر الدولار إلى (5


اراء و مقالات

  • تيارات الفكر و أثرها في مشروع النهضة في السودان 1- 6 تيار القومية العربية و دوره في نهضة السودان
  • الأراضي الرطبة- قناة جونقلي ومعاهدة رامسار بقلم الكاتبة :درة التاج عثمان
  • حرامية السودان (2) بقلم الطيب محمد جاده
  • المبادئ التي تعرقل محاكمة الفاسدين والمجرمين من أعضاء النظام الحاكم مستقبلا بقلم د.أمل الكردفاني
  • الحالة الفلسطينية واستراتيجيات النهوض بقلم: طلال أبو ركبة*
  • الجنجوِيدى حَسَبُو نائب رئيس السودان يَعْلِنُ مَوْجَةً أخْرَى من الشَرِّ ! بقلم عبد العزيز عثمان
  • فى إنتظار الموظف .. بقلم عمر الشريف
  • التطبيع مع إسرائيل بين رؤية الدكتور يوسف الكودة والدكتور محمد علي الجزولي بقلم يوسف علي النور حسن
  • ولو بالقوة ..!! بقلم الطاهر ساتي
  • الرد على (مساعد السديرة) .. (2) بقلم د. عارف الركابي
  • خطاب لمدير مخابرات سلفا بالخرطوم بقلم إسحق فضل الله
  • مع شرطة المرور بقلم الصادق الرزيقي
  • ولكن من يزور البجراوية ؟..!! بقلم عبدالباقي الظافر
  • الزعبوط !! بقلم صلاح الدين عووضة
  • بين المهدي ومنصور خالد ! بقلم الطيب مصطفى
  • اللا دينية الثالثة بعد المسيحية والاسلام بقلم د.أمل الكردفاني
  • خور الورل : البركان الثائر!! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • معركة الأقصى قيادة رشيدة وشعبٌ عظيمٌ بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي
  • وقفة توضيحية لهذا الرجال الهمام البلال الزين صغيرون. بقلم يوسف شوبرا
  • إسترخاص ليس إلا .. !! - بقلم هيثم الفضل
  • ثم دفنوه ..!! بقلم الطاهر ساتي
  • حمير الوالي ( حميركو ) بقلم هاشم علي السنجك
  • هل نعيد بناء مشروعنا الوطني، وكيف ننهض به؟!بقلم الدكتور أيوب عثمان كاتب وأكاديمي فلسطيني

    المنبر العام

  • مسلسل عشم، هل هو من ضحايا حالة الانفصام و أوهام التوجه الحضاري؟؟
  • اغرب تصريحين
  • من متوفي دماغيا بمستشفى في مكة : استئصال الكليتين والرئتين والقلب للاستفادة من الصمامات
  • لماذا يعزف المغتربون السودانيون عن تحويل العملات الصعبة بواسطة البنوك ؟
  • فستان اللاجئات ... Refugee Dress
  • في رحاب الصادقين ..(2) الشهيد محمد حسن هيكل
  • شايفك كتّرتها
  • الشرطة. تلقي القبض علي خاطف وقاتل الطفل
  • ساهمت قطر بشكل أساسي في بقاء الحكم الكيزاني للسودان حتى الان
  • رسالةٌ “صادمةٌ” من الجبير إلى المُعارضة السورية: الأسد باقٍ وعَليكم التعايش مَعه..
  • وول ستريت جورنال: بن سلمان وبن زايد: هكذا تعارفا.. هكذا يريدان إعادة تشكيل المنطقة
  • نافذة صلاح جادات الاخبارية ... اخبار اليوم ... صور وفيديوهات .
  • عبدالرحيم حمدى قال سيصل سعر الدولار ٥٠ جنيها اذا استمر الوضع هكذا
  • مغالطات حول زيارة البشير الى المغرب
  • غندور: فريق محامين أميركي خفّض غرامة تفجيرات نيروبي لملياري دولار
  • برلمانيون : نفايات الخرطوم (وصمة عار) ومخجلة للحكومة
  • حسبو يعلن مصادرة سيارات “بوكو حرام” غير المقننة في دارفور دون تعويض
  • الطفل بدرى المخطوف(صور)
  • داعشي: حكومة عبد الرحيم تصر على دعم الظالم ودهس المظلوم
  • قبل مثولها امام البرلمان ليت الوزيرة تحاسب المتسببين فى تلف الذرة بالقضارف
  • هل تسمح دول حصار قطر للبشير بترشح مرة اخرى عندهم الجيش السودانى والفريق طه
  • أحداث معسكر خور الورل بولاية النيل الابيض ... !!
  • عرض عام مختصر للمدة التي حكم فيها نظام مايو ٦٩ - ٨٥ (بالفيديو)
  • اكتشاف قرية قديمة عمرها 14 ألف عام في كندا...ويقدر الباحثون أن القرية أقدم من أهرامات الجيزة
  • عبدالرحيم حمدي زول كيشة في الإقتصاد .. ما فاهم غير سياسة تحرير العملة

    Latest News

  • SPLM-N condemns killing of rebel NCO in Sudan
  • Suffi sects Deny establishment of political party
  • Purchasing power weakens again in Sudan’s Kordofan
  • Investment Minister Disusses Horizons of Joint Cooperation with Delegation of (PTA Bank)
  • Sudanese MPs protest Parliamentary procedures
  • King Salman receives president of the Republic in Tanjier
  • Sudan V-P in North Darfur to prepare for illegal arms collection
  • Minister for Foreign Affairs receives Swiss Ambassador to Sudan























  •                   

    08-09-2017, 11:37 AM

    يا هؤلاء


    للتواصل معنا

    FaceBook
    تويتر Twitter
    YouTube

    20 عاما من العطاء و الصمود
    مكتبة سودانيزاونلاين
    Re: ليس دفاعاً عن عرمان و لكن إحقاقا للعدالة ف (Re: عبير سويكت)

      كل قرد يركب شجرته و كل عبد يعرف سيدو
                      

    08-10-2017, 12:32 PM

    خيارات عرمان


    للتواصل معنا

    FaceBook
    تويتر Twitter
    YouTube

    20 عاما من العطاء و الصمود
    مكتبة سودانيزاونلاين
    Re: ليس دفاعاً عن عرمان و لكن إحقاقا للعدالة ف (Re: يا هؤلاء)


      الرئيسية تحقيقات
      تحقيقات
      خيارات ياسر عرمان الحزب الشيوعي..أول الطريق
      بواسطة قناة المدارية - July 17, 201700



      الحلقة الاولى : الحزب الشيوعي .. أول الطريق

      ياسر عرمان : انضممت للحزب الشيوعي في 1978م وكان عمري أنذاك (16) عاما، ولأئحة الحزب لا تجيز انضمامي له في هذه السن، ولكن المناضل الكبير والمحترف الثوري العظيم الراحل عبدالحميد علي، أخذ قرارا بضمّي للحزب

      تحقيق : عطاف عبد الوهاب

      حدثت تحولات كبيرة داخل الحركة الشعبية قطاع الشمال هذا العام 2017 ، منذ أن أعلن عبدالعزيز الحلو نائب رئيس الحركة الشعبية استقالته من منصبه بالحركة الشعبية ، واتهم مالك عقار رئيس الحركة وياسر عرمان الامين العام بخفض سقف التفاوض ، وإضعاف موقفه بتمرير عدد من الأجندة عبر ضباط من أبناء الإقليم، مؤكدا أن هناك أشياء غامضة ولا يفهم دوافعها ، قاطعا بأنه لا يستطيع العمل مع رئيس الحركة و الأمين العام، كفريق واحد لانعدام المصداقية لديهم و تآكل عنصر الثقة بينهم وعدم وجود مؤسسية في العمل ..

      لم يكتف الحلو بذلك بل شن الحلو هجوما عنيفا على سير العمل في الأمانة العامة للحركة الشعبية و ملفات العلاقات الخارجية و ملف الإعلام و طريقة اختيار لجان التفاوض في ملف الترتيبات الأمنية و تعين المسؤولين في المكاتب الخارجية، وبالإضافة لتجاوزات بالملف المالي داخل الحركة الشعبية ..

      ثم توالت الاحداث وفي 18 مارس 2017 ـ واعترف رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان ـ شمال ، مالك عقار، إن نائبه عبد العزيز الحلو تقدم فعليا باستقالته، لكنه لم يؤكد قبولها من عدمه، موضحا أن ما أثاره في الاستقاله يجري مناقشته داخل أجهزة الحركة ، وفيما بدأت الانظار تترقب ما سيحدث فاجأ مجلس تحرير جبال النوبة بكاودا في مطلع يونيو الجميع بقراره حل المجلس القيادي للحركة الشعبية وعزل رئيس الحركة مالك عقار والأمين العام ياسر عرمان من منصبيهما وحرمانهما من دخول مناطق الحركة ثم سمى المجلس الفريق عبد العزيز الحلو رئيساً للحركة الشعبية وقائدا عاما للجيش الشعبي كما أفاد بذلك بيان صادر في السادس من يونيو ..

      ثم أصدرت عدد من التجمعات من بينها مكاتب الحركة الشعبية بالخارج ومعسكرات النازحين واللاجئين والشباب والطلاب بيانات أيدت قرارات (مجلس التحرير) التي تولى بموجبها الفريق عبدالعزيز آدم الحلو رئاسة الحركة وقيادة جيشها بديلا لمالك عقار الذي تم اتهامه بعدم احترام المؤسسية والتسبب في اندلاع معارك داخلية بين مقاتلي الحركة في النيل الأزرق.

      لكن قيادات من الحركة الشعبية بولاية النيل الأبيض والشمالية والجزيرة أصدرت بيانات متفرقة أكدت فيها تمسكها بالأمين العام ياسر عرمان بجانب مالك عقار الذي قال في بيان مطول في التاسع من يونيو إن الحلو عزله وعين قيادات أخرى على “أساس غير ديمقراطي”، مشيرا إلى ان القرارات التي اتخذت في غياب أجسام مهمة للحركة الشعبية في جبال النوبة لا تعدو كونها محاولة لمحاصرتها وتقسيمها على أساس قبلي ..

      القادم من طابت ..

      تلك الأحداث التى عصفت بالحركة الشعبية قطاع الشمال وخلاصتها أنها (صراع حول السيطرة على المال وإدارة العلاقات الخارجية وملف التفاوض ) كما يراها معظم المراقبين إضافة إلى أخذ الخلاف منحًى إثنيا أيضا كما قال مالك عقار نفسه و تحول الحديث عند بعض قيادات الشعبية أن مجموعة الأنقسنا – وهي قلة – في النيل الأزرق تريد أن تسيطر على بقية المجموعات في الحركة الشعبية ، ثم الحديث عن أبناء النوبة ، وسيطرتهم على كاودا ، واتهامات هنا وهناك بان عبدالعزيز الحلو ليس من أبناء النوبة ، وطوال فترة التراشق الإعلامي بين الفصيلين ، لم يظهر ياسر عرمان مصرحا أو متحدثا ، وفي خضم هذه الاحداث المتلاحقة تتخلق الكثير من الاسئلة عن المستقبل القادم لياسر عرمان وسط هذا الصراع ؟ وما هي خياراته ؟ وكيف يمكن ان يخرج من هذه الازمات التى تعصف بالحركة الشعبية استنادا على تاريخه فيها ؟ خلال هذا التحقيق نبحث عن مستقبل الرجل وخياراته امتدادا من تاريخه السياسي، وقراءة لتحركاته الآنية وسط المجتمع الاقليمي والدولي ..

      ميلاد ثان للسودان الجديد

      بعد العدد الكبير من البيانات والبيانات المضادة بين مجموعتي مالك عقار وعبدالعزيز الحلو ، أخرج ياسر عرمان مقالا قصيرا كتبه على صفحته الرسمية بالشبكة العنكبويتة ، قال فيه “منذ أن صدح دكتور جون قرنق دي مبيور برؤيته الثاقبة والآسرة معا (رؤية السودان الجديد) في يوليو 1983م، والتي هدفت في الأساس لتحرير وتوحيد السودان، جابهت تلك الرؤية تناقضات التاريخ والجغرافيا والسياسة والثقافة والمجتمع، ومع ذلك شقت طريقها نحو الجموع واستأثرت بأفئدة وقلوب الفقراء والمهمشين على تباين مواقعهم، نساءً ورجالا في المليون ميل مربع، ولم تخطئ طريقها نحو المثقفين، وقدم الآلاف أرواحهم تحت راياتها، مع ذلك فقد تغير العالم وتغير السودان، وعلى مستوى الممارسة حصدت هذه الرؤية نجاحات وخيبات عديدة ، والآن تقف هذه الرؤية العظيمة في مفترق الطرق شمالا وجنوبا، وتواجه تحديات وصعوبات جمة ليست هي الأولى من نوعها، ولن تكون الأخيرة، مثلما واجه الفكر الإنساني تحديات على مر الأزمنة. ويمضي عرمان في مقاله بالقول : رؤية السودان الجديد أمام خيارين لابد أن ينتصر أحدهما، فأما أن تصعد نحو ميلاد ثانٍ يفتح أمامها أبواب التجديد والانفتاح على الحقائق الجديدة على مستوى الممارسة والنظرية، وأن تستقي دروسا جديدة من الممارسة والنتائج التي تمخضت عنها سلبا وإيجابا لتواصل تقدمها نحو الأمام، أو يصيبها الجمود في عالم متغير على مدار الساعة واليوم.

      ويخاطب عرمان الاصدقاء والأعداء معا فيقول : وإذا أراد أصدقاؤنا أو خصومنا أن يعلموا ماذا سنفعل فإننا بالقطع سنتجه مع كل الراغبين نحو بداية جديدة وميلاد ثان لرؤية السودان الجديد، ننظر بذهن صافٍ ومتقد، وجمعي وجماعي لنعبر بها ومعها نحو ميلاد ثاني، ولا يوجد في مدينة اليوم غير هذه الرؤية للمضي نحو المستقبل، ولن يتأتى ذلك الا بنظرة نقدية شاملة تأخذ معاول الهدم للبناء والتجديد لكل ما جرى منذ 16 مايو 1983م إلي يومنا الراهن، حتى نبحر إلي ضفاف جديدة دون أن نفقد وجهتنا وأساسياتها والتي تتجه نحوها أجيال جديدة لها لغتها وأحلامها وأساليبها، ويختتم عرمان حديثه مؤكدا على ان الأزمات كانت دائما فرصا جديدة وستقول الحركة الشعبية الكثير في مستقبل الأيام، وكل ذلك يتطلب جهدا جماعيا لنصل معا الي ميلاد ثانٍ لرؤية السودان الجديد..

      عرمان في آخر عبارة قال ” ولولا تجارب الأمس صعودا وهبوطا لما حصدنا حكمة اليوم ” وعليه فإننا نسعى في هذا التحقيق لملامسة تجارب الماضي التى مر بها ياسر عرمان لنعلم ما هي حقيقة الحكمة التى يراها اليوم والتى سينطلق منها في خياره القادم

      بداية الطريق

      حسنا ما الذي جعل ياسر عرمان المنحدر من حلة سعيد بطابت يسارع في الانضمام منذ وقت مبكر ما بين 1983 و 1986 إلى صفوف الحركة الشعبية لتحرير السودان ؟ وقبل أن نتحدث عن هذا الخيار يجدر بنا التذكير بأن عرمان التحق في منتصف السبعينات لصفوف الحزب الشيوعي السوداني كخيار أول بعد تفتق ذهنيته السياسية إلى الحزب الشيوعي السوداني حيث كان مدافعا ومنافحا عن الأفكار اليسارية وتوجهات الشيوعي كيف لا وهو من أبرز قيادات الجبهة الديمقراطية بجامعة القاهرة في الثمانينات من القرن المنصرم . ولكن قبل الخوض في انتمائه للحزب الشيوعي علينا أن نعرف شيئا عن أصول ياسر سعيد عرمان

      الأصول

      عرمان ينتمي إلى قبيلة الجعليين العربية في شمال السودان ولد في حلة سعيد بمدينة طابت بولاية الجزيرة، يقول أبوه سعيد عرمان : حلة “سعيد الحسين ” تقع بين الكتير وطابت ، علي بعد 2 كيلو منها . والأسرة نزحت إلي مشروع الجزيرة من مناطق الجعليين وتحديدا من “حصاية الدامر” من فروع الشاعديناب والجابراب و جدي حسين ود حمد رجل عالم من علماء الدين والإفتاء وهو شخصية معروفة اما اسم عرمان فهو اسم عربي فصيح من أسماء العرب و رغم اننا منحدرون من قبيلة الجعليين إلا أن هنالك علاقة مصاهرة قديمة تربطنا بالشايقية الحواشاب في أب دوم مركز مروي *والحلاوين *والطيباب في طابت والكبابيش

      الحزب الشيوعي ..الخيار الأول

      يذكر مصطفى سري في بروفايل بجريدة الشرق الاوسط متحدثا عن خيار عرمان للحزب الشيوعي انضمام ياسر سعيد عرمان إلى الحركة الشعبية عام 1987 جرت حوله نقاشات طويلة، ولكن قبل تلك المغادرة كان عرمان قد التحق بالحزب الشيوعي خلال دراسته في المرحلة الثانوية، وبحسب شقيقه أسامة فإن خالهما مأمون عالم الذي كان عضوا في الحزب الشيوعي كان له تأثير على ياسر الذي كان يدلف في الإجازات إلى مكتبة خاله العامرة بالكتب الاشتراكية وقضايا التحرر الوطني التي كانت تأخذ بألباب الشباب. ويقول صديقه وزميله في جامعة القاهرة فرع الخرطوم علي العوض: «ياسر فيه شخصية الزعيم السياسي بما يمتلك من كاريزما، إلى جانب أنه ملم بالجوانب السياسية السودانية والإقليمية والدولية»، ويعد انضمام ياسر إلى الشيوعيين في أواخر سبعينات القرن الماضي علامة بارزة في حياته، كما قال شقيقه أسامة، وأن سلوكه وطريقة تعامله جعلت أهله يحترمون خياره في الانضمام للشيوعيين على الرغم من مخاطره في ذلك الوقت، حيث كانت تحكم السودان وقتها حكومة الرئيس الأسبق جعفر نميري (1969 – 1985). والعلامة البارزة الثانية كانت اعتقاله من قبل جهاز الأمن في حكم النميري في عام 1981 خلال فترة دراسته الجامعية.

      المتمرد على القوالب القديمة

      في عام 1984 جرى اعتقال آخر لياسر عرمان من قبل السلطات وهو ما زال طالبا في الجامعة، لكن بعدها ظل عرمان كما يقول صديقه علي العوض «متمردا على القوالب القديمة وقاد صراعا داخل تنظيم الجبهة الديمقراطية – التنظيم الشيوعي وسط الطلاب – وداخل الحزب الشيوعي كذلك حول قضايا تتعلق بديمقراطية التنظيم والعمل القيادي»، ويعتقد العوض أن قيادة الحزب الشيوعي فيما يعرف بـ«مكتب الطلبة» فشلت في فتح نوافذ ديمقراطية للصراع، ويعتبر أن ذلك هو السبب الرئيسي الذي دفع ياسر ليغادر الخرطوم ويتجه إلى الجنوب للحاق بالحركة الشعبية في يناير (كانون الثاني) 1987م، ويقول علي عوض: «شعر ياسر أن وعاء الحزب الشيوعي لا يعبر عن طاقاته وإمكانياته الهائلة إلى جانب أن عقليته تفتقت عن قضايا التهميش والمهمشين في السودان بحكم علاقاته بالسودانيين من الجنوب. وكان علي العوض وكثير من أصدقاء ياسر منهم علي العوض وحسن نابليون وعلي أبكر ومجدي محمد أحمد، وشقيقه أسامة، في وداع الرجل في مطار الخرطوم متوجها إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا التي كانت على علاقة جيدة مع الجيش الشعبي لتحرير السودان حيث كانت تحت حكم الرئيس السابق منغيستو هيلا مريم الذي كان يحكم بالنظام الشيوعي

      شهادة عرمان

      لكن ماذا يقول ياسر عرمان عن انضمامه للحزب الشيوعي .. قال عرمان في حديثه لنا ” انضممت للحزب الشيوعي في 1978م وكان عمري أنذاك (16) عاما، ولأئحة الحزب لا تجيز إنضمامي له في هذه السن، ولكن المناضل الكبير والمحترف الثوري العظيم الراحل عبدالحميد علي، أخذ قرارا بضمي للحزب، لأن فرع الحزب الذي كنت أعمل به كان به عضوان، وكان يحتاج لشخص ثالث لاعتماده كفرع حزب، ولأن الراحل عبدالحميد علي منذ اللقاء الأول بيننا نشأت بيني وبينه علاقة استمرت حتى رحيله، كان جوهرها الاحترام والتقدير، وهو مناضل يستحق شعبنا أن يتعرف عليه وعلى سيرته الطويلة التي أمضاها في خدمة الشعب.

      إقرأ في الحلقة القادمة :

      لماذا توجه عرمان نحو الحركة الشعبية

      كيف قابل قرنق عرمان .. بداية المشوار الطويل
                      

    08-10-2017, 03:17 PM

    خيارات عرمان


    للتواصل معنا

    FaceBook
    تويتر Twitter
    YouTube

    20 عاما من العطاء و الصمود
    مكتبة سودانيزاونلاين
    Re: ليس دفاعاً عن عرمان و لكن إحقاقا للعدالة ف (Re: خيارات عرمان)

      الحلقة ( 2)

      “””

      (لقاء عرمان الأول مع الدكتور جون قرنق كان في المدرسة السياسية التي تقع على أطراف مدينة “قمبيلا” في الحدود الإثيوبية، كان لقاءً باهراً كما يصفه عرمان، في المرة الأولى أجرى معه مقابلة تجرى مع كل طلاب المدرسة السياسية تتضمن بيانات دقيقة عنهم).

      في مطار الخرطوم، وقف ياسر سعيد عرمان في أواخر العام 1986م، يودع كلا من شقيقه أسامة عرمان وأصدقائه علي عوض وحسن نابليون وعلي أبكر ومجدي محمد أحمد، فقد قرر الرجل الالتحاق بالحركة الشعبية بقيادة د. جون قرنق دي مبيور، وكانت وجهته إثيوبيا الدولة الصديقة للجيش الشعبي لتحرير السودان، حيث كانت أديس أبابا تحت حكم الرئيس الشيوعي الأسبق (منغستو هيلا مريام). قرار عرمان كما يقول صديقه علي العوض، جاء بعد شعوره أن وعاء الحزب الشيوعي لا يعبِّر عن طاقاته وإمكانياته الهائلة إلى جانب أن عقليته تفتقت عن قضايا التهميش والمهمشين في السودان بحكم علاقاته بالسودانيين من الجنوب، حيث كان عرمان متمرداً على القوالب القديمة وقاد صراعاً داخل تنظيم الجبهة الديمقراطية – التنظيم الشيوعي وسط الطلاب – وداخل الحزب الشيوعي كذلك حول قضايا تتعلق بديمقراطية التنظيم والعمل القيادي»، ويعتقد العوض أن قيادة الحزب الشيوعي فيما يعرف بـ«مكتب الطلبة» فشلت في فتح نوافذ ديمقراطية للصراع الأمر الذي جعل عرمان يقرر الذهاب.

      عرمان يتحدث

      تحدثنا إلى ياسر عرمان وسألناه عن توجهه للحركة الشعبية في بدايات مشواره السياسي والفكري، فقال إنه هو لم يأت قراراً مفاجئاً أو اعتباطاً، ولكن جاء لأسباب عديدة، حيث كان في بداية تلمسه المشوار في حركة الطلبة وتابع: وقتها ونحن في بداية الطريق بحركة الطلبة كان موضوع الجنوب قضية رئيسة وخلال تلك الفترة تعرفت على عدد مقدر من الطلبة الجنوبيين من ضمنهم الشهيد “مشور أروك طون” الضابط السابق في القوات المسلحة وقائد حامية حلايب، والأخ الأصغر للراحل “أروك طون أروك” أحد المؤسسين للحركة الشعبية، كذلك حينما أمضيت عام في سجن كوبر على أيام جعفر نميري، في الفترة من مارس 1984م، إلى فبراير 1985م، التقيت بعدد من المعتقلين الجنوبيين واستمعت في هذا العام بشكل منتظم لإذاعة الحركة الشعبية شدني إليها وجعلني أشد الرحال إلى تلك الحركة انحيازها، ولاسيما الدكتور جون قرنق ديمبيور إلى وحدة السودان على أسس جديدة، إضافة إلى كونها حركة تقدمية تقف مع العدالة الاجتماعية ومع المهمشين نساءً كانوا أو عرباً من الرشايدة.

      جماعة الخبز والسلام والتحرر

      ويمضي عرمان في كشف تحركاته حينها فيقول: اتصلت بمكتب الحركة الشعبية في الداخل وساعدني الراحل دكتور “بيتر نيوت” أستاذ القانون في جامعة الخرطوم آنذاك، والأستاذ المحامي والصديق (يوهانس يور أكول) الذي تابع إجراءات سفري إلى أديس أبابا، وعملت مع مكتب الحركة الشعبية في الداخل لفترة في عام 1986م، وحاولنا مع آخرين إنشاء تنظيم في الداخل يسمى (جماعة الخبز والسلام والتحرر) وانضم إلى ذلك التنظيم عدد كبير من الناشطين، وكنا نرى بناء جناح سياسي في المدن للحركة الشعبية متأثرين بتجارب أمريكا اللاتينية، ولكن مكتب الحركة في الخرطوم تردد في قبول هذا الاقتراح.

      لقاء عرمان بقرنق

      يقول ياسر : وصلت إلى أضخم معسكر للاجئيين يوجد به أكثر من (200) ألف، من الجنوبيين في (إتنغ) على الحدود الإثيوبية السودانية في منتصف يناير 1987م، وهو المعسكر الذي زاره الأستاذ والمبدع الكبير محمد وردي لاحقاً باتصالات مباشرة أجريتها معه وتابعتها مع دينق ألور والراحل القائد مارتن مانيل والدكتور جون قرنق.

      ويصف ياسر عرمان لقاؤه الأول ب د. “جون قرنق دي مبيور” رئيس الحركة الشعبية، فيقول : لقائي الأول مع الدكتور جون قرنق كان في المدرسة السياسية التي تقع على أطراف مدينة “قمبيلا” في الحدود الإثيوبية، كان لقاءً باهراً، في المرة الأولى أجرى معي مقابلة تجرى مع كل طلاب المدرسة السياسية تتضمن بيانات دقيقة عنهم، وكان ذلك بحضور سلفاكير وأروك طون أروك، بعد المقابلة طلب مني الدكتور جون قرنق الحضور مساءً إلى منزله لمزيد من الحوار، ذهبت إليه ودار بيننا حواراً مطولاً، ومنذ ذلك اللقاء ارتبطت بعلاقة وثيقة مع الدكتور جون قرنق تطورت على مدى السنوات حتى غيَّب الموت الدكتور جون قرنق، والذي مازال حاضراً رغم بعد المسافة والطريق.

      الخيار .. نقطة التحول

      التحاق عرمان بالحركة الشعبية هو الخيار الذي مثَّل نقطة تحوُّل كبيرة في حياته بعد أن أمضى عشر سنوات في صفوف الحزب الشيوعي وانضم إلى صفوف جناح الحركة العسكري، الجيش الشعبي لتحرير السودان، ولقدرات عرمان وانتمائه للشمال وإجادته للغة العربية وقبل هذا كله نيله ثقة د. جون قرنق أصبح ناطقاً رسمياً باسم الحركة الشعبية ونائباً للأمين العام لشؤون قطاع الشمال، ثم أميناً عاماً للقطاع . ولا ننسى أن نخبركم بأن ياسر عرمان عمل في القسم العربي للإذاعة التي أطلقتها الحركة الشعبية آنذاك في إثيوبيا، كما عمل أيضاً ممثلاً للحركة الشعبية في إريتريا .

      وجود ياسر عرمان في الحركة الشعبية كما يرى المراقبون أضاف إلى تجربته السياسية تجربة عسكرية فريدة بانخراطه في صفوف الجيش الشعبي حتى وصل الآن إلى رتبة فريق، وهي الرتبة التى يشاركه فيها ضباط الحركة مالك عقار وعبد العزيز الحلو، فكيف انخرط عرمان في العمل العسكري؟.

      الانخراط في العمل العسكري

      للإجابة على هذا السؤال يقول مصطفى سري، الصحفي بجريدة الشرق الأوسط: تم إلحاق ياسر بمركز التدريب العسكري، ومن ثم معهد الدراسات الثورية التابع للجيش الشعبي، بحسب إفادة رفيقه الذي التقاه بمركز التدريب “لوال مادوت” الذي قال إنهم كانوا مجموعة من 61 طالباً، تخرجوا من كلية الدراسات العسكرية وكان ياسر عرمان وحافظ إبراهيم من أوائل أبناء الوسط والشمال النيلي الذين التحقوا بالجيش الشعبي، حيث كان سريع الاندماج مع رفاقه من أبناء الجنوب وكثير المناقشات حول قضايا الأزمة السودانية والعوامل التي أدت إلى تفاقمها، ولم يتأثر بالظروف الصعبة في الجيش الشعبي بالأحراش ولديه استعداد للتضحية بحياته وقاتل في النيل الأزرق تحت قيادة القائد سلفا كير ميارديت، وكان مدركاً تماماً وبتحليل عميق لجذور الأزمة وحلولها بالتغيير الكامل في بنية السلطة في مركز الحكم بالخرطوم.

      خيار الزواج

      ربما أراد عرمان أن يقوِّي العلاقة السياسية والفكرية بعلاقة اجتماعية مع جنوب السودان، فقد تزوَّج ياسر من ابنة السلطان دينق مجوك ناظر عموم قبيلة دينكا نقوك التي تقطن منطقة أبيي، واشتهر الناظر مجوك بتمسكه بوحدة الشمال والجنوب، ومن أبنائه المسؤول الأممي الكاتب د. فرانسيس دينق والقيادي في الحركة الشعبية وزير شؤون الرئاسة بحكومة الجنوب د. لوكا بيونغ، وفي هذا الزواج يقول والده سعيد عرمان: الجنوبيون يمتازون بصفات حميدة كثيرة جداً من حيث الصدق والأمانة والاحترام والخلق العالي والكرم، ومن خلال ما لمسته في علاقتي بأسرة ياسر (الصغيرة) أستطيع القول بالفم المليان (الما إتزوج جنوبية .. مات بلا مرا)، بحكم العلاقة اللطيفة والكريمة، ويكفي فقط أن الزوجة تنادي زوجها ب (أبوي) تقديراً له .

      باقٍ بجوار قرنق

      رغم الهزات العنيفة ضربت كثيراً من سهول الحركة الشعبية في عهد مؤسسها د. جون قرنق، إلا أن عرمان كان من أقرب المقربين إليه وشارك في قتال كل الحكومات المركزية.. إضافة إلى مشاركته ضمن قيادات الحركة في المفاوضات المتعددة التي أفضت إلى تحقيق بـ«اتفاقية نيفاشا» ويقول بعض من الذين شاركوا في تلك المفاوضات إن عرمان كما كان في الحرب، بالفعالية ذاتها في المفاوضات، لا يتنازل عن أهداف الحركة الشعبية متجاوزاً الإثنيات والعرقيات والجغرافيا، ومع ذلك وبعد الاتفاقية لم يسعَ ياسر إلى المناصب على الرغم من أن زعيم الحركة خاض معه مناقشات كثيرة، لأن ياسر في ذهنه قيادات كثيرة في حركات التحرر الوطني رفضت السلطة التي أتت إليهم بعد انتصاراتهم، وظلت أسماء أمثال الجنوب أفريقي كريس هاني وآخرين في ذهنه .

      وفاة د. جون

      ربما مثَّل الثلاثين من يوليو العام 2005م، يوماً فارقاً في حياة ياسر عرمان، حيث سقطت فيه طائرة .د. جون قرنق عندما كان عائداً من أوغندا، لأن عرمان كان يريد أن يتفرغ لإكمال دراسته، لكن وفاة قرنق كما يرى المراقبون جعلته يعود مجدداً للمساهمة في مشروع الحركة الشعبية، ذلك المشروع المسمى السودان الجديد وهو الذي اختصره د. جون في عبارته الشهيرة : (الإسلام لا يوحدنا والمسيحية لا توحدنا، العروبة لا توحدنا، الأفريقانية لا توحدنا، بل السودانوية توحدنا)، ومن معين هذه العبارة شرب ياسر عرمان ورفقائه في الحركة الشعبية خاصة من أطلق عليهم فيما بعد (أولاد قرنق) لما تحمله من تحرير لكل مكونات الشعب السوداني بغض النظر عن العرق والدين واللون على أن تكون المواطنة هي أساس كل الخدمات، وتكون الحرية والمساواة والعدالة هي ديدن لكل أقاليم السودان.

      نحو رئاسة الجمهورية

      وبعد وفاة د. جون قرنق بوقت طويل.. خمس سنوات قضاها عرمان في البرلمان الذي سمي ببرلمان نيفاشا رئيساً لكتلة الحركة البرلمانية خاض فيها كثيراً من المعارك أهمها معركة قانون الأمن الوطني وقانون الصحافة، وفي الرابع عشر من يناير 2010 في اجتماعات المكتب السياسي للحركة الشعبية في جوبا تم اختيار مرشحي الحركة لكافة المستويات التنفيذية والتشريعية في جميع ولايات البلاد. ورشحت الحركة ياسر عرمان وهو رئيس كتلتها البرلمانية لرئاسة الجمهورية في انتخابات ذلك العام، كما رشحت رئيسها سلفاكير ميارديت لمنصب رئيس حكومة الجنوب، وقال باقان أموم حينها عن ترشيح عرمان بأنه تأكيد على دوره في الكفاح من أجل الحرية والجهود التي بذلها لتحقيق الديمقراطية في السودان وتأمين المرحلة الانتقالية بعد اتفاق السلام بين الشمال والجنوب، وقال عرمان نفسه عن هذا الترشيح أنا متأثر فعلاً بهذا التعيين. أعلم أنه عمل جاد. أنا واثق أن الحركة الشعبية من أجل تحرير السودان بإمكانها أن تربح الانتخابات في الجنوب وفي مجمل البلاد.” ولكن قبل أن يجف حبر تصريح عرمان هذا أعلنت الحركة الشعبية سحبه من الانتخابات في خطوة وصفها المراقبون بأنها نتاج صفقة بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية فما الذي حدث؟

      قرار المكتب السياسي للحركة الشعبية

      في مؤتمر صحفي عقده نائب رئيس الحركة الشعبية رياك مشار آنذاك بمقر الحركة بالعمارات أعلن عن سحب مرشحهم لرئاسة الجمهورية مع استمرارهم في العملية الانتخابية في كل البلاد عدا دارفور، وقال رياك إن الخطوة جاءت لاستمرار حالة الطوارئ بدارفور وعدم ضمان قيام انتخابات حرة ونزيهة فيها، ونفى وجود صفقات في انسحاب مرشحها. مشيراً إلى أن القرار اتخذه المكتب السياسي للحركة، مشدداً على عدم توفر ضمانات المشاركة لدارفور في الانتخابات وهذا أمر ينتقص من انتخاب رئيس الجمهورية مما دعا المكتب السياسي لاتخاذ قرار بعدم مواصلة ياسر عرمان للترشح لرئاسة الجمهورية المنافسة نسبة للوضع بدارفور، وشدد على وجود خروقات في العملية الانتخابية وتسجيل مستمر وتقليص لمناطق الاقتراع، وأكد على توجيه حزبه لمرشحه لرئاسة الجمهورية بإيقاف حملته الانتخابية للرئاسة ولم يذهب عرمان بعيداً عن حديث مشار ووجه اتهامات للمؤتمر الوطني بالسيطرة الكاملة على دارفور من خلال الأجهزة الأمنية، واعتبر أنه من الصعوبة أن تجرى انتخابات للرئاسة في البلاد لا تشارك فيها دارفور، ونفى عرمان في حديث لقناة (الجزيرة) حينها وجود صفقة بين الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني في قضية الانسحاب، واتهم المؤتمر الوطني بتزوير الانتخابات الرئاسية.

      حسناً .. ظل عرمان مرافقاً للدكتور جون قرنق حتى وفاته، وفي سردنا هذا رأينا كيف التحق ياسر للحركة الشعبية وإيمانه بفكرة السودان الجديد، لكننا نريد الوصول إلى خيارات الرجل في المستقبل بعد الانشقاق الأخير الذي قاده عبد العزيز الحلو، هذا الانشقاق الذي يشبه ما قام به لام أكول في العام 1990م، لكن جون قرنق بحنكته السياسية استطاع أن يعبر بالحركة الشعبية إلى بر الأمان، والآن هل يستطيع ياسر عرمان أن يسير في خطوات أستاذه وتلتئم جراح الحركة الشعبية أم أنه سيتوجه نحو طريق آخر يحمل ذات المواصفات وذات الهدف وأن تغيَّرت الوسائل فالغاية واحدة.

      اقرأ في الحلقة القادمة

      موقف عرمان من انشقاق الحلو

      ماهي الخيارات القادمة؟

      عرمان يتحدث: هذه خياراتي
                      

    08-10-2017, 05:13 PM

    abdallah alhelo


    للتواصل معنا

    FaceBook
    تويتر Twitter
    YouTube

    20 عاما من العطاء و الصمود
    مكتبة سودانيزاونلاين
    Re: ليس دفاعاً عن عرمان و لكن إحقاقا للعدالة ف (Re: خيارات عرمان)

      في هذه الفترة الوجيزة التي تسنم فيها عبد العزيز الحلو رئاسة الحركة الشعبية أثبت انه إنسان فاعل وذو جدوى وله رؤية وفكر متطور جدا في ما هو أصلح لابناء جبال النوبة وأخرس كثير من الأصوات التي كانت تشكك فيه وفي قدراته في محاولة يائسة لابعاده عن رئاسة الحركة الشعبية اختيار الحلو كان خيارا صائبا وذكيا من قبل أصحاب القضية والقابضين على جمرها ومعاناتها الآن فقط آن لهم أن يرتاحوا لان خيارهم هذا كان هو الخيار الأصلح والأنجع والاجدى أما محاولة إسباغ أي بطولات أو ادوار مفصلية مهمة في حل مشكلة جبال النوبة كان يقوم بها ياسر عرمان أو التبخيس من قدر عبد العزيز الحلو وقدراته عبر الاحتفاء بقدرات رغبوية خارقة ومتخيلة لياسر عرمان واسقاطها على شخصيته أمر تجاوزته المرحلة وطوت صفحاته الأيام الفائته فقليل من الانصاف لعبد العزيز الحلو لا يضير ياسر عرمان ولت أيامه وانصرمت فترة سيطرته على الحركة الشعبية والآن دور قيادات اخرى قد يكون لها أداء وقدرات وفكر أفضل من ياسر عرمان وطريقته في ادارة شأن الحركة الشعبية فأعطوا الحلو وادارتة فرصة فقيادة الحركة الشعبية ليست حكرا لياسر عرمان وعقار ولم يرثوها كابرعن كابر فلا داعي للتبخيس من قدر وقدرات الآخرين عبر نسب بطولات زائفة وقدرات خارقة لشخصية ياسر عرمان فبالعكس الكثيرين يروا في فترة عرمان وعقار الكثير من الهنات ومحاولة جعل مشاكل المنطقة مطية لتحقيق أهداف بعيدة عن ما يبتغيه ويرتئيه شعب جبال النوبة وقد يتحقق كل ذلك عبر الحلو وشخصيته المحايدة والقوية وقراراته التي قد لا تلقي كبير اعتبار لرؤى أحزاب بعينها لطالما عملت على السيطرة على الحركة الشعبية وتمرير أجندتها عبرها
                      

    08-10-2017, 05:20 PM

    خيارات عرمان


    للتواصل معنا

    FaceBook
    تويتر Twitter
    YouTube

    20 عاما من العطاء و الصمود
    مكتبة سودانيزاونلاين
    Re: ليس دفاعاً عن عرمان و لكن إحقاقا للعدالة ف (Re: abdallah alhelo)

      الحلقة الثالثة

      نهاية طريق.. بداية طريق آخر

      عندما بدأنا هذا التحقيق، وجّهنا أسئلة لياسر عرمان عن خياراته في المُستقبل، بعد الصراع الذي خسف بالحركة الشعبية، كنا نريد أن يساهم الرجل في قراءة مُستقبله استناداً على رؤيته هو بجانب رؤية غيره لأنّ (الكلام سمح من خشم سيدو)، لكن يبدو أن عرمان كان لديه رأي في العنوان الذي اخترناه لهذا التحقيق فقال لنا: لماذا اخترتم أن يكون العنوان “خيارات عرمان” بدلاً عن خيارات الحركة الشعبية؟ ومضى عرمان بالقول: لقد أمضيت (31) عاماً في الحركة الشعبية وخياراتي لا تنفصل عن خيارات الآلاف من أعضاء هذه الحركة العظيمة رغم ما تعرّضت له من صعود وهبوط لازم كل الحركات الثورية في مختلف أنحاء العالم، فقضايا تغيير المُجتمعات مُهمّة بالغة الصعوبة وغير مُستحيلة..

      تحقيق: عطاف عبد الوهاب

      اغتيال شخصية

      وأكد لنا عرمان أن خياراته ستكون دوماً جزءاً من خيارات الحركة الشعبية وقال: أجزم لك ان خياراتي ستكون دوماً جزءاً من خيارات الحركة الشعبية وحركة التقدم والاستنارة والبحث عن سودان جديد رغم المصاعب والتعقيدات، وأنني أعتقد بما لا يدع مجالاً للشك ان هناك من يسعون الى اغتيال شخصيتي وتجدني مُدركاً للمحاولات الطويلة والمستمرة لاغتيال شخصيتي وخلق صورة ذهنية مغايرة لما أقوم به على مدى سنوات من أجهزة رسمية وغير رسمية وأحياناً باسم العمل المعارض، ولكنني أثق في أن التاريخ والمستقبل سينصفانني، فقد أتت امرأة من اليابان البعيد لتنقب وتكتب عن زعيمنا الكبير علي عبد اللطيف، الذي لم توثق له وسائل الإعلام ما قال وفعل إلا في النذر اليسير، فإن الحياة منصفة ولو بعد حين.

      خيارات عرمان أم خيارات الحركة الشعبية؟

      الحَقيقة إنّنا عندما بدأنا في كتَابَة هذا التّحقيق كُنّا نعني ياسر عرمان تحديداً لأنّ الرجل قَادمٌ من الشمال، وفي خضم الصراع الحادث بين طرفي الحركة الشعبية مالك عقار من جهة وعبد العزيز الحلو من جهة أخرى، ودخول القبلية والصراع الإثني، بدا موقف عرمان مُستتراً، وتحدث الكثيرون عن مصير الرجل السياسي، خَاصّةً وأنّ الرجل لم يتحدث إلاّ “لماماً” رغم الكَم الهَائل من البَيانات التي خرجت من الطرفين وضَجّت بها وسائل الإعلام، وعليه فإنّ بحثنا عن خيارات الرجل هو عَملٌ صحفيٌّ بحتٌ لا علاقة له بأيِّ طرف من أطراف السياسة السودانية، ربما كُنّا نعيد ذلك المشهد عندما وَقَفَ عرمان، إلى جانب د. جون قرنق في الخلاف الشهير الذي ضَرَبَ الحركة الشعبية في العام 1991 عندما انشق رياك مشار ولا أكول عن قرنق وكانت حنجرة عرمان القوية في الإذاعة التابعة للحركة الشعبية مساعداً لبقاء الحركة قوية ولم تتأثر بانشقاق رياك مشار.. واليوم حق لنا أن نسأل عن خيارات عرمان؟

      مُحاولة تفكيك

      يخبرنا عرمان في محاولة لتفكيك عنوان التحقيق (خيارات ياسر عرمان): بدا لي العنوان الذي اخترته، ربما حمل مضمونا سلبيا كأنما ما كان أمامنا هو خلفنا، وكأن الخيارات تضاءلت وربما نكون قد دخلنا في مصيدة خُصُومنا، أو ربما قد وصلنا الى نهاية الطريق، هذا في محاولة لتفكيك العنوان ثم يواصل عرمان الحديث عن خياراته فيقول: خياراتي هي خيارات الحركة الشعبية، فنحن في هذا العالم في رحلة عابرة (Transit) وفي ضيافة هذه الأرض ولنا موعد مع شعبنا وهيهات أن ننسى الموعد، لأننا نحب هذه البلاد العظيمة شمالاً وجنوباً، ونحب محيطها أيضاً الذي يوصلنا الى الإنسانية جمعاء، وكنت دائماً أقول إن الحياة دون قضية لعنة، فالحياة جديرة بأن تعاش من أجل الآخرين، وتابع: إن السودان اليوم يحتاج الى سلام عادل ومواطنة بلا تمييز وديمقراطية يصنعها الجميع، والنظام الحالي لا مستقبل له.

      خيارات ياسر عرمان

      النظام الحالي لا مستقبل له، هكذا يقول عرمان، ولكن هل يأتي اليوم الذي يتحالف فيه عرمان مع النظام.. العميد في الجيش الشعبي هاشم بدر الدين وبحكم علاقاته الطويلة بكل الأطراف في الحركة الشعبية يرى أن عرمان فرد في مجموعة وهذه المجموعة مُرتبطة ببعضها واتخذت خطا محددا منذ بداية الحرب وحتى الآن ألا وهو الرهان على ما يُسمى بالمجتمع الدولي، ويعتقد هاشم ان رهان مجموعة عرمان على المجتمع الدولي هو سبب اضعافهم بفرض الضغوط عليهم لتقديم المزيد من التنازلات لمَصلحة النظام، وآخرها القبول بخارطة الطريق واستعدادهم لقبول وصول الإغاثة عن طريق الأمريكان، وتابع هاشم: النتيجة هى رفض الجيش الشعبي لنهج التنازلات والمساومات لإرضاء الأمريكان والاستمرار في عَملية تفاوضية غير مجدية، ثم يخلص هاشم بدر الدين إلى أن مجموعة عرمان ستجد نفسها مضطرة للسير في خط ياسر عرفات بعد خروجه من بيروت ومن مُخيّم نهر البارد في شمال لبنان ثم الدخول في مفاوضات سرية برعاية أمريكية حتى الوصول إلى صفقة يمكن تسويقها للرأي العام.

      Feedback

      وبالرغم من المثل الذي ضربه هاشم بدر الدين، إلاّ أنّ ذاكرة التاريخ السودانية سجّلت انشقاق مشار الشهير وموقف عرمان حينها، الى جانب قرنق في ذلك الخلاف الذي ضرب الحركة الشعبية في العام 1991 عندما انشق عن د. جون قرنق وشكّل مجموعة أخرى يقودها لام أكول تحت اسم (حركة استقلال جنوب السودان وانخرط الفريقان في قتال عنيف خلّف مئات القتلى وبعد ثلاث سنوات وفي العام 1994 بدأ رياك مشار يتفاوض مع الحكومة في نيروبي الى أن وقّع اتفاق الناصر عام 1996م مع النائب الأول حينها الزبير محمد صالح وتُوِّج الاتفاق في الخرطوم في العام 1997، وعمل مشار مساعداً للبشير حتى العام 2000 ثم ما لبث أن اختلف مع المؤتمر الوطني وعاد أدراجه الى الحركة الشعبية، وعليه هل يمكن أن نقول إن مجموعة عرمان يمكن أن تفاوض الحكومة لاحقاً وان يكون خياراً بعرمان)؟

      أمر مؤسف

      يقول ياسر عرمان: ان كنتم تسألوني عن خياراتي (فجحا أولى بلحم توره) وإذا تجاوزنا الإشارات السلبية التي قد يَضمرها البعض والشماتة التي يحملها خُصومنا لنا ولم يتركوا مناسبة إلاّ عبروا عنها، يمكنني القول إن ما جرى في الحركة الشعبية أمر مؤسف ويستوجب الاعتذار لأعضاء وأصدقاء الحركة، وكذلك المعالجة، وما كان ينبغي له أن يحدث في هذا التوقيت بالذات، غَض النظر عن مَن هو المسؤول، وهو لا يفيد إلاّ خُصُوم الحركة، وما أحدثه الانقسام الحالي لم يتمكن أعداء الحركة الشعبية من إحداثه على مدى سبع سنوات مستخدمين كل مواردهم.

      حديث هاشم بدر الدين ربما لا يسنده حديث عرمان لنا، فقد قال الأخير إن الحركة الشعبية كانت في أفضل أوضاعها السياسية قبل انقسامها وبالرغم من هذا فإن عرمان يعترف بأن ذلك لا يعني عدم وجود قضايا كانت تستحق المعالجة، ولكن ما جرى – كما قال – لن يؤدي الى إصلاح أو تطوير، بل هو تراجع وفي بعض جوانبه استلف من برنامج خصوم الحركة، ويرى عرمان بأن السؤال القائم هو: لماذا حدث ذلك وما هي الضمانات لعدم حدوثه في المُستقبل؟ هذا ما نعمل على الإجابة عليه وبشكل جماعي من كل المهتمين إيجابياً بأمر الحركة الشعبية، وبالنسبة لي ولرفاقي سنبذل قُصارى جهدنا ونستغل كل فرصة وسانحة لإعادة توحيد الحركة، وشخصي رئيس الحركة على استعداد للتنازل من مواقعنا من أجل وحدتها في إطار عملية سياسية صحيحة وديمقراطية.

      عرمان وكتابة المذكرات

      هناك من يرى ان ياسر عرمان لا مستقبل لديه وعليه فقط أن يكتب مذكراته الآن، ومن هؤلاء الكاتب الصحفي محمد محمد خير الخبير بشؤون الحركة الشعبية فيقول: أي خيار يتّخذه ياسر عرمان في ظل الوضع القائم ومنعه من دخول الأراضي التي تُسيطر عليها الحركة الشعبية ومنعه من التفاوض وتجريده من الأمانة العامة، أي موقف سيتخذه سيكون أضعف مما كان عليه بمعنى أن سلاح القوة تجرد منه وليس بيده، ولم يبق له إلا أن يخلق تنظيماً مدنياً، وفي هذه فقد سبقه المؤتمر السوداني، لان عرمان لو خلق حزبا جديدا برؤية السودان الجديد، فأنا أعتقد أنه سيكون أقل تأثيراً من المؤتمر السوداني وهو العمل الشعبي، ويرى محمد خير أن الحركة الشعبية تنظيم مركّب عبارة عن قوة عسكرية زائداً الجناح السياسي حيث ظل عرمان في الجناح السياسي، لكن عرمان يتحدث باسم المُقاتلين وقد ارتبط في المُفاوضات بإيقاف الحرب وعرمان فشل في هذا الأمر، وعليه قام مقاتلو النوبة بتجريده من منصبه، وفقد بريق السلاح الفعّال، وليست لديه أية خطوة أخرى يتحرك فيها سوى الشق المدني، ويرى محمد خير أن فكرة السودان الجديد نفسها مختلف عليها، ويُؤكِّد ذلك باعتقاد شماليي الحركة بأن الحركة تنعدم فيها الديمقراطية في ظل تنظيم مسلح، وهنا يبدو أنّ محمد خير يُشير إلى د. الواثق كمير ورسائله الشهيرة لرئيس الحركة الشعبية مالك عقار، ويمضي محمد خير بالقول: وحتى موقف عرمان من أمر الديمقراطية غامض جداً لأن وجوده في الحركة جاء بقرار ولم يأت بمؤتمر وحتى عزله لم يكن أمراً ديمقراطياً، وختم محمد محمد خير بالقول لقد قدمت لعرمان نصيحة بأن يكتب مذكراته.

      نهاية طريق.. بداية آخر

      لكن يبدو ان ياسر عرمان لديه رأي آخر مخالف لرأي هاشم بدر الدين ومحمد محمد خير، إذ يقول لنا: أما عن الخيارات المستقبلية، فالذين يرون أننا في نهاية الطريق فليكن ذلك، فنحن في نهاية طريق وبداية طريق جديد، وسنستفيد من تجارب الأمس لنشق طريقنا نحو المُستقبل، وخيارات الثوريين والحركات الثورية كان خُصُومهم يرونها دائماً مُستحيلة وغير مُمكنة حتى تكون ممكنة، لكنني أقول طالما كان هنالك ظلم وتهميش وحروب وأحداث كبيرة مثل انفصال الجنوب وجرائم الحرب والقهر الواسع للنساء والعَطَالة التي تضرب صفوف الشباب وانهيار الريف والحرمان الذي تُعانيه الأغلبية الساحقة من سكان المدن وهجرة ملايين الناس من الريف الى المدن في ظل انعدام الخدمات وانعدام فرص المواطنة المتساوية، وطالما يحكم السودان نظام مثل الإنقاذ، فإن خيارات الثورة والثوريين والتغيير تظل واسعة ومشرعة الأبواب والنوافذ، وهي ليست بخيارات شخصية، فزمن الأفراد محدود في هذا العالم، بل خيارات تخص الملايين من الجوعى والفقراء، ونحن سنسير في وسط هؤلاء ونُقدِّم مُساهمتنا المُتواضعة، ونحن اليوم أكثر خبرةً من الأمس، وتظل القضية قضية شعب وليس أفراداً، فقد ذهب رفاق عظام على رأسهم جون قرنق ويوسف كوه وعشرات القادة من القوى السياسية الأخرى والمجتمع المدني، ولم تغب القضايا التي ناضلوا من أجلها، ويؤكد عرمان أن عينه وعقله مُصوّبتان على فقراء المدن وثورات الريف، لأن الربط الربط بين هاتين المجموعتين – كما يقول – هو وحده الذي سيؤدي الى التغيير الجذري، والاضطهاد الإثني الذي يجب أن يقوي صلة هاتين المجموعتين ولا يفرقهما، كما يعمل البعض من قصيري النظر.

      الزول الفالح زي الولي

      عرمان وهو يرد على أسئلتنا قال أنا أتحدث إليكم وأنا في جوهانسبيرج، وحيثما أذهب في طرقات هذه المدينة غير الآمنة بحكم الفقر لا الفقراء، فإن جسمه يقشعر حينما يذكر النساء والرجال العظام الذين تجولوا في طرقاتها وحلموا بعالم جديد أمثال ولتر سوسولو، أوليفر تامبو، مانديلا، موسس كوتاني، البرتينا سوسولو وكريس هاني، وتابع عرمان: لقد كانوا فالحين وأصبحوا مثل أولياء الله الصالحين (الزول الفالح زي الولي).

      حسناً سنحاول أن نبحث في الحلقة الرابعة والأخيرة من هذا التحقيق إن كان عرمان وصحبه فالحين..

      اقرأ في الحلقة القادمة

      آخر ما قاله عرمان عن خياراته

      رؤية أصدقاء عرمان لمُستقبله السياسي
                      

    08-11-2017, 08:17 AM

    خيارات عرمان


    للتواصل معنا

    FaceBook
    تويتر Twitter
    YouTube

    20 عاما من العطاء و الصمود
    مكتبة سودانيزاونلاين
    Re: ليس دفاعاً عن عرمان و لكن إحقاقا للعدالة ف (Re: خيارات عرمان)

      خ
                      


    [رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

    تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
    at FaceBook




    احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
    اراء حرة و مقالات
    Latest Posts in English Forum
    Articles and Views
    اخر المواضيع فى المنبر العام
    News and Press Releases
    اخبار و بيانات



    فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
    الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
    لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
    About Us
    Contact Us
    About Sudanese Online
    اخبار و بيانات
    اراء حرة و مقالات
    صور سودانيزاونلاين
    فيديوهات سودانيزاونلاين
    ويكيبيديا سودانيز اون لاين
    منتديات سودانيزاونلاين
    News and Press Releases
    Articles and Views
    SudaneseOnline Images
    Sudanese Online Videos
    Sudanese Online Wikipedia
    Sudanese Online Forums
    If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

    © 2014 SudaneseOnline.com

    Software Version 1.3.0 © 2N-com.de