|
Re: تقديم استقالة جماعية لطلاب دارفور ابلغ تع (Re: محمود جودات)
|
الأخ الفاضل / محمود المعضلة أن البعض يظن أن القارئ السوداني هو بتلك السذاجة التي تجعله يصدق أي حرف يقال ، والناس بعقولها وتعرف ما هي الحقائق وما هي المفبرك من الأقوال ، ومع الأسف الشديد فإن الكثير من الأقلام الدارفورية قد تعودت أن تستخف بعقول القراء الكرام .
أولا : لقد عاش السودان من قبل لمئات السنين دون أن تكون هنالك فوارق أو تمايز بين الجنسيات السودانية في أي مسرح من مسارح الحياة ، تلك المسارح التي تعني التعليم أو العمل أو المهن أو الخدمات أو الواجبات والالتزامات العسكرية والجندية أو خلافها ، والمنطلقات كانت دائماً من مسميات السوداني فقط ِ، دون تلك النعوت التي تنسب للمناطق أو لأبناء المناطق .. فما الذي جد في السنوات الأخيرة لتكون خاصية لأهل وأبناء وطلاب دارفور دون غيرهم الآخرين من سكان السودان ؟؟ .
ثانياً : ما هي أسباب إنفراد أبناء وطلاب دارفور بمعاملات مغايرة في المدارس والجامعات السودانية ؟؟ .. ومن البديهي السؤال هل لأبناء دارفور سمات خاصة يعرفون بها أو مكتوب في جباههم ( ابن دارفور ) حتى يكونوا تحت المجهر دون طلاب السودان الآخرين ؟، أم أن أبناء دارفور هم الذين تعمدوا حين أرادوا أن يتمايزوا بأفضليات دون الآخرين من أبناء وطلاب السودان ؟؟ .. والحكماء يقولون : ( أن أحدا لم يشاهد رب العالمين بعينه ولكن العقل كان دليلهم في معرفة وجود الله ) . وهنا العقل هو الذي يؤكد بأن قضايا طلاب دارفور مفبركة من الأساس وهي فبركة غير محكمة . بل استخفاف للعقول . وأنت هنا بمنتهى السذاجة تقول بأن أهالي هؤلاء الطلاب يتواجدون في المدن المختلفة كنازحين ، وذلك هربا وفرارا من كيد النظام وسطوة السلطة المركزية ، ثم فجأة تنسي تلك المقولة لتفيد بأن معظم أهالي هؤلاء الطلاب يتواجدون في مدينة الخرطوم ، فأين هي مدينة الخرطوم ؟؟ .. هل هي تتواجد في الدول المجاورة أم هي تمثل عاصمة السلطة المركزية ، فكيف يهرب الأهالي من كيد السلطة المركزية وبطشها وجبروتها ليحتموا بعاصمة السلطة المركزية نفسها ؟؟ ، منتهى التناقض في الكلام ,, ولا يوافق العقل والمنطق ، وذلك هو العيب المعهود في الأقلام الدارفورية التي تحاول التبريرات بطريقة مضحكة ساذجة ومستفزة لذكاء القارئ الكريم . وأنت وغيرك من الكتاب لا تملكون الشجاعة الكافية لتعترفوا بأن الأمن والسلام لا يتوفر في معسكرات المتحاربين المتمردين ولا يتوفر في الدول المجاورة ، بل يتوفر في عاصمة الخرطوم التي تمثل عرين النظام .. وهي العاصمة التي يتواجد فيها أكبر جالية دارفورية دون الجاليات السودانية الأخرى .
ثالثا : من ضحالة القول حين تقول أن أمن النظام منع الطلاب الدار فوريين من الوصول لأهلهم حيث تم حجزهم وإغلاق أبواب العاصمة في وجوههم !! .. منتهى التمادي في استفزاز القارئ .. لأن الطالب الدار فوري لا يحمل وصمة الدارفورية فوق جبينه ، ولا يتمايز بالسحنة عن الآخرين ، فهو مثله ومثل أي سوداني آخر عابر للطريق , وأجهزة الأمن ليست بتلك المؤهلة القوية التي تراقب وتنقب وتفرز العملة المزيفة عن العملة الحقيقية .
فبالله عليكم يا أبناء دارفور احترموا عقول القراء ولا تتمادوا في تلك السخافات التي لا توافق المنطق والعقول . وطبعا كالعادة سوف يتداخل أحدهم ليكيل تلك الرميات المعهودة حيث الاتهام بالعمالة والأمنجية والسدنة وخلافها من الرميات التي عهدناها في هذا المنبر وغيره حتى أصبحت من البديهيات التي لا تحرك شعرة وأصبحت من توافه الأمور . ولذلك نريح ذلك الرامي سلفا ونقول له : ( فليسقط حكومة عمر حسن البشر ،، ولعنة الله على كل من ينتمي أو يساند ذلك النظام القائم ) ،، ربما أن تلك الحروف قد تبرد الغيظ في أكباد البعض الذي يعشق ذلك النوع من السباب .
وفي النهاية نكرر ونرجو من أصحاب الأقلام الدارفورية أن يحترموا عقول القراء الكرام . وهي تلك الأقلام التي ميعت وأضاعت وأهدرت قضايا دارفور الهامة بالأكاذيب والافتراءات والضحك بعقول الآخرين .
مكي صالح مكي
|
|
|
|
|
|