العنصرية لا يصنعها الضعفاء بل يصنعها من بيده السلطة كرباجا ليجلد به ظهر الضعفاء في هذه الايام يراقب الشعب السوداني بكامله انياب العنصرية البغيضة في مشهد رحيل طلاب دارفور من جامعة بخت الرضا ولقد شاهدنا رحيل الطلاب نافرين منها قاصدين ذويهم وآهليهم في ربوع السودان ونسبة لإلتهاب اقليم دارفور بالحروب المشتعله فيه وفوضى المليشيات التابعة لنظام المؤتمر الوطني المنتشرة هناك اضطر معظم سكانه للخروج منه أما إلى معسكرات اللجوء في حدود جمهورية تشاد وغيرها من الدول المجاورة للسودان أو إلى المدن داخل السودان حيث يتواجد آهالي هولاء الطلاب في المدن المختلفة كنازحين من مواطن الحروب في بلداتهم التي يعيث فيها مليشيات النظام فسادا وفوضى عارمة مع فقدان الأمن والاستقرار بفعل حكومة المؤتمر الوطني التي ظلت تبث الرعب في قلوب المواطنين في دارفور بالانتهاكات الشنيعة من قتل وذبح واغتصاب النساء بالجملة على يد مليشياتها وقواتها المسلحة المأمورة بذلك . ونسبة لتواجد معظم آهالي هولاء الطلاب الدارفوريين في مدينة الخرطوم كان لابد من أن يتوجه الغالبية منهم إلى الخرطوم عن طريق جبل اولياء ولكن لم يكن في حسبانهم بأن اجهزة أمن النظام ستكون في استهدافهم ومنعهم من دخول الخرطوم فتم اغلاق ابواب العاصمة في وجههم بصور مهينة للغاية تمثل ابشع صور الاحتقار لمواطن من حقه الدخول في عاصمة بلده متى ما يشاء وحيث كان يحضر مشاعره لمقابلة آهله لعلها لحظة تخفيف لألامه الموجعة من خيبة الآمل في مواصلة تعليمه ولكن فوجي بصده ومنعه من الدخول إلى العاصمة الخرطوم . طلاب دارفور كمواطنين من الهامش يواجهون الاستهداف الممنهج من نظام العنصرية لمدة طوبلة منذ اوائل ابريل الماضي حتى يوليو 2017 وبتقديم استقالتهم الجماعية من الجامعة احتجاجا لأجراءات الفصل التعسفي لبض زملائهم من الجامعة فهم لم يقدموا الاستقالة من الجامعة فحسب بل هم استقالوا من الوطن كله وليست من جامعة بخت الرضا ولقد فقدوا لروح المواطنة فما فائدة العلم في وطن لا يتعرف فيه بحقوقهم ؟؟؟ النظام الحاكم في الخرطوم لن يغيير سلوكه تجاه مواطني المناطق المهمشة فهو يسلط اجهزته الامنية للتحرش ضد المواطنين من أبناء الهامش في اطراف المدن السودانية ويشرع في التنكيل بهم حتى حرق بيتهم واتلاف ممتلكاتهم على قلتها واستهداف المسيحيين من النوبة وهدم الكنائس ومصادرة دور العبادة وتلفيق التهم ضد المواطنين والزج بهم في السجون فرض غرامات وهمية لتحصيل مبالغ مالية منهم على الرغم من فقرهم ولكن المقصود هو إحداث المزيد من الفقر والتفكك الأسري في هذه الشريحة من المجتمع حتى لا تقوم لهم قائمة فيظل قابع في الحضيض غارق في المذلة والإهانة . فنظام المؤتمر الوطني يماس كافة انواع القمع ضد المواطن من إجل قهره واجباره الخضوع والخنوع للنظام او الرحيل من بلده وهذا النظام يقوم بكل ذلك لأنه نظام بني سياسيا أمنيا وإقتصاديا على عزل إنسان الهامش وفصله وجدانيا عن السودان والاستئثار هو كنظام عصابي بالوطن لصالح الصفوية والنخبوية المزعومة زيفا، وهذه الخاصية التي يتمسك بها نظام المؤتمرالوطني في إدارة شئونه الخاصة والتحكم في مصير شعوب السودان وتقسيمه إلى ابناء دارفوري وغربي السودان وجنوبي وشرقي وشمالي تقود السودانيين إلى المزيد من التشرزم الذي يقود إلى الانقسامات والفرقة المستدامة . النظام يعمل على الدوام على تعميق الفجوة بين ابناء الهامش والمركز عن طريق إزكاء الفكر العنصري بالممارسة ولتطبيق واصبح يتكيف ذلك في عقول النش من الاجيال التي تربت في كنفه واتباع ابائهم والمقربين منهم وينسحب ذلك إلى افراد القوات النظامية المنتفعة من فتات النظام وهي تخضع لأوامره وتفرط في استخدام قوتها ضد المواطنين في أي جزء من السودان وما يحدث في السودان من ممارسات عنصرية اصبحت واضحة والسودان اصبح دولة مشهورة بحكومة تمارس العنصرية ضد شعبها على يد أجهزتها القمعية فماذا تنتظرون من دولة رئيسها مطلوب للعدالة الدولية ولقد اقترف جرائم ضد شعبه لا تحصى ولا تعد ؟؟ . طلاب دارفور كمواطنين من الهامش واجهوا إستهدافا ممنهجا من نظام العنصرية فقدموا استقالتهم من الوطن وليست من جامعة بخت الرضا وما جامعة بخت الرضا إلا دار من دور تلقي العلم ولكن العبرة في من يديرها وهم الذين اختزلوا الوطن في ذلك الدار الذي لفظ طلاب دارفور خارجها بكل قسوة وحالة انتهاك حقوق طلاب الجامعات من ابناء الهامش ليست الاولى ولن تكون الاخيرة إلا بزوال هذا النظام . محمود جودات
العنوان
الكاتب
Date
تقديم استقالة جماعية لطلاب دارفور ابلغ تعبير لإستشراء العنصرية في السودان بقلم محمود جودات
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة