طَرْدُ المُنظَّمَات من دارفور وفُقدَان الحِماية وأمرُ قبضٍ ثانى ضِدَّ الرئيس(2) بقلم عبد العزيز عث

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 06:05 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-17-2017, 07:29 PM

عبد العزيز عثمان سام
<aعبد العزيز عثمان سام
تاريخ التسجيل: 11-01-2013
مجموع المشاركات: 244

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
طَرْدُ المُنظَّمَات من دارفور وفُقدَان الحِماية وأمرُ قبضٍ ثانى ضِدَّ الرئيس(2) بقلم عبد العزيز عث

    06:29 PM July, 17 2017

    سودانيز اون لاين
    عبد العزيز عثمان سام-
    مكتبتى
    رابط مختصر


    سأتناول هذا الجزء تحت ثلاثة عناوين جانِبيَّة، هى:
    . الأثر الذى خلَّفهُ طرْدُ منظمات الإغاثة الدولية من دارفور مارس 2009م على النازحين فى الإقليم.
    . الآثار السالبة لإنعدام وآجب حماية المدنِيِّين فى دارفور وإضْعَافِ آلياتِ المُرَاقبة.
    . كيف أدَّى طرَدُ منظمات الإغاثة الدولية من دارفور فى إضافةِ خَمْسِ تُهم جديدة للرئيسِ السودانى وصدُورِ مُذَكِّرةِ قبْضٍ ثانية ضِدَّه بتاريخ 12 يوليو 2010م.
    وقبل البدء فى تفصيلِ المحَاورِ الثلاثة، يجِبُ توثيق خبر شاهدته مساء السبت 15 يوليو 2017م فى نشرةِ أخبار العاشرة بتلفزيونِ السودان. خبر زيارة وزير الصحَّة الإتحادى بحر إدريس أبوقردة إلى مدينةِ نيالا حاضرَةِ ولاية جنوب دارفور للوقوفِ على الوضعِ الصِحِّى الكئِيب الذى خلَّفهُ هطولُ الأمطار على مُعسكرِ "كلْمَا" للنازحين فى تخُومِ مدينة نيالا البِحير. ونشهدُ للوزير أبِى قردَة أنَّه الأنشِطُ حركَة، والأوفَرُ حضُوراً فى ميادينِ العمل حيثُ الكوارث الصِحيَّة التِّى حَمَّلُوهُ مسؤوليَّتها بلا ميزَانِيَّات ولا أدوِية، أو مُعِدَّات لآزِمة.
    وهذا الخبر يؤكِّدُ ما نهدِفُ إليه هنا، من ضرورَةِ وضَعِ حَدٍّ لهذهِ المأساة، مأساةُ النزُوح الدَآخِلى، هذا العِقابُ الجمَاعى (هولوكوست) لنازحىِّ حربِ دارفور. ولو أنَّ هؤلاء النازِحُون قَضُوا فى هذه الحرب اللعِيِّنَة لكان خيرَاً لهم من هذا العذاب السَرْمَدِى الرَهِيب تسُومُهم بها حكومة السودان إنتِقامَاً وتشَفِّياً من أحقادِ الماضى والحاضر التى يضعُونَها فى أهلِ سلطنةِ دارفور، وأهلُ دارفور من أدواءِ هؤلاء بَرَاءُ. ودارفور لم تنْضَمَّ للسودانِ طوْعَاً بل ضَمَّها الإنجليز قسْرَاً. والخليفة عبد الله الذى ينتقِمُونَ من أهلِ دارفور بسببِ حُكمِهِ بالسيفِ والنَّارِ هو أقرَبُ إلى أهلِ المركز من دارفور. فأرفعُوا أيدِيكُم يا حُكَّام الخرطوم عن أهلِ دارفور وكفَاكم تنكِيلاً بهم. وأعلمُوا أنَّ ما يُصِيبَكم من ذُلٍّ وهوَان كُلِّ يوم، هو جزَاءُ ظُلمكم لأهلِ دارفور. وكلَّما تسلَطَّتُم على هؤلاءِ النازحِين البُؤسَاء، سلَّطَ اللهُ عليكم أمثال (تُرمب) أمريكا ليُذِيقكُم الخِزى المَهَانة أضْعَافَاً ويُضَيِّقُ عليكم الخِنَاقَ ويضَعْضِعُ أركان حُكمِكم ويضْعِفكم ويذِلَّكُم، ويُرِيكُم آيَاتِه، والعَاقِبَةُ للمُتَّقِين.
    فى معسكر (كَلْمَا) قال وآلِى جنوب دارفور آدم الفكِى الذى يتكَلَّمُ بلُغةِ القادِمِ من العصرِ الحجرى، وهو مجبُولٌ على مُخاطَبةِ النَّاسَ بكلامٍ حَافِل بجُملٍ تجرِيمية، إنسان لا يخْشَى مُخالَفةُ القانون وهو يتحدَّثُ لغةٌ من المَاضِى السَحِيق تصدُرُ من عقلية قآدِمة من العُصورِ الوُسطَى. وحديثهُ للنازِحين فى(كَلْمَا) مِثالٌ للوَآقعِ المُتخَلِّفِ الذى صنعه هو بيَدَيهِ. قال الفَكِى مُخاطِبَاً النازحين فى مُعسكرِ كَلْمَا المخْنُوقِين من حكُومتِهِ عقدٍ ونِصف من الزمان، قال: إذا وآفقتُم على الإنتقالِ إلى الموقِعِ الجديد فسوف نمنَحُكم بيُوتاً أوْسَع وخدماتٍ أفضَل، سوف نحقِّقُ لكم المطَالب التِّى تقدَّم بها نيابة عنكم وفْدَكم الذى زَارَنِى فى بيتِى!. إبتسَمَ ووَآصَل: (قروش المدرسة الطالبتو بيها جَاهزة، وقروش المركز الصحِّى جاهزة، وحتَّى أن بعضَ الذين جاءوا فى وفْدِكم طالبُوا بالكهربَاء)، وضَحِكَ!.
    (هوَ دَهْ وَآلِى مَعَانَا؟!) كما يقولُ الفنان الرَآئِع عادل إمام فى مقطَعٍ مُؤثِّر من أحدِ أفلامه. يا أيُّها (الفَكِى) أىِّ رِيِّحٍ نَحْسٍ قذفَت بِكَ إلينَا يا هذا؟. ينطبِقُ عليك بيتِ شعِرٍ يقولُ: (وحُكومة ما أنْ تزحْزَحَ أحْمَقاً عن رأسِها، حتَّى توَلَّى أحْمَقاً). وكَمْ مَكَثَ هذا الوآلى فى هذه الولاية؟. أرجو أنْ يخلِّصَ اللهُ الولايةَ من سُوءِ إدَارتِه؟. وفى عهدِ هذا الوآلى فقد النَّاسُ الأمنَ والإستقرار فى ولاية جنوب دارفور التى كانت ترْمِزُ للسلامِ والإستقرارِ والنمَاءِ والإندماجِ الإجتماعى.. فقدوا مِيزَة الوِئَام فى مدينةِ نيالا التِّى كان يتسَاوَى فيها النَّاسُ على المُوَاطنةِ المُتَساوِيَّة. وفى إدارةِ هذا الوَآلى إنعدَمَ الأمنُ وإستشرت ظاهرة خطف التجَّار وأعيان المدينة نَهَارَاً جِهَاراً من متَاجِرِهم وبُيوتِهم والمطالبة بالفِدية Ransom Money لإطْلاقِ سَرَآحِهم!. ومن فَرطِ إنعدام الأمن فى حَاضِرةِ الولاية صُعِقَ النَّاسُ قبل أقَلَّ من شهرِينِ بفَاجِعَةِ إغتصَابِ ثُمَّ قتلِ طِفلة فى الثَامِنةِ من عُمْرِها بوآسطة صاحب (كنتين) دآخل دكَّانِه!، حادثة هزَّت ببشاعتِها نيالا والدُنيا من أقصَاهَا إلى أقْصَاها. وهذا الوآلى يسخرُ من مُوَآطِن يُطالِبُ بتوفيرِ الكهرباء ونحنُ فى يوليو 2017م!.
    لذلك، أهلُ الولاية يطلبونَ منك أيُّها الوآلى(الفكى) أنَ ترحَلَ مشكُورَاً، فهَلَّا رحلت؟!. أرْحَلْ بطَوْعِك، لأنَّهم لو طالَبُوا رئيس الجمهورية بإقَالتِكَ لأخْرَجَ لهم لِسَانَهُ ليغِيظهم، ولهَمَسَ فى أذْنِكَ(أهْرِسْهُم زِيادَة). لذلك أنقُلُ لك رغبتنا نحنُ أهل دارفور، ونطمعُ فى تلبيةِ طلبِنا لأنَّنا نراكَ أخاً، لكوْنِكَ من السُكَّانِ الأصلِييِّن لدولَةِ السودان. فحِلَّ عَنَّا يا هذا.
    وقبل أنْ ترْحَلَ أيها الوآلى، أعلَم أنَّ الكهرباءَ فى عَالَمِ اليوم هو الحَيَاة!، ولا حَيَاة بلا كهْرَبَاء يا هذا، وشمسُ نيالا الحَارَّة مَصْدرٌ عِمْلَاق لإنتاجِ الكهرباء لو كُنت وآلِياً حقيقِيَّاً تحْكِمُ النَّاسَ لخِدمتِهم وتُوفِّرَ الحياة الآمِنةِ الكريمَةِ لهم. لكِنَّك تعلمُ، أنَّك ما لخِدمةِ النَّاس قد أُرْسِلتَ وَآلِيَاً. ولا بُدَّ أنَّك قد عَلِمت أنَّ مدينة نيالا البِحير حتَّى العام 1989م لا تعرفُ "إنقطاعُ الكهرباء"، لأنَّ الكهرباءُ فيها ما كانت تنقَطِعُ. وما كانت جنوب دارفور حينها ولاية. والآن بعد قُرَابة الثلاثة عقود، يضحكُ (وَآلِى) الولاية ساخِرَاً من موآطِنٍ طلبَ توفير الكهرباء لمُجَمَّعٍ سكَنِى (مُزمَع) فى تُخُومِ مدينةِ نيالا!. هَذِى زَمانٌ تمْرِحُ فيه المَهَازِلَ، ووَبَاءُ الكوليرا التى تَضرِبُ مُعسكر (كلْماَ) عِلاجُه والوِقَايةُ منه توفيرُ خِدمَة الكهرَباء.
    بإختِصَار، طالما أنَّ وَآلِى الولاية يسْخَرُ من مُوَآطِن يُطالِبُ بالكهرَباءِ فذآكَ ليس بوَآلٍ، والوَآلى هو المُوَآطِنُ الذى طالب بتوفير خدمة الكهرباء، مُوَآطِن رُغم بؤسِه عبَّرَ عن أنَّه سلِيلَ سَلاطين ومُلوك وشرَآتِى.
    ثُمَّ إلى موضُوعِنا:
    أولاً: الأثرُ الذى خَلَّفَهُ طردُ مُنظَّمات الإغاثة الدولية من دارفور مارس 2009م على النازحين فى الإقليم، هو:
    . حِرمَانُ النازحين من لوَآزِمِ الحياة من إيوَاءٍ ومأكل ومشرب ودوَاء وتعلِيم وكُلِّ اللوَازم والخدمات الوَآرِدة فى سِجلِ جُهُودِ المُنظَّماتِ التى طُرِدت من دارفور، فصارَ المدَنِيِّونَ فى ظُروفٍ حيَاتِيَّة حَرِجّة نتيجَتِها الحتْمِيَّة الهَلاك.
    . طرد شُهود العَيَان الوحيدين على ما يجرى للموآطنين فى مُعسكرَاتِهم وأماكن توَاجُدِهم، وخنقِهم فيها وتركِهم عُرْضَة لعُدوانِ الجنجويد وعُملَاءِ الحكومة بدُونِ شُهود. وشهادة المُنظَّمات المطرُودة على ما يَجِرى فى دارفور ليس جُرُماً ولا مَمْنُوعَاً، لأنَّهم جَاءُوا نيابة عن المُجتمعِ الدولى، والإنسانِيَّة أسْرَة وآحِدَة، وما يصِيبُ عضو منها يسْهَرُ له المُجتمع الإنسَانِى أجْمَع بالسَهْرِ والحُمَّى. والمنظمات العَامِلة فى دارفور غير مَطُلوب منها أن يعْصِبَ أعْيُنِها وتقْطَعَ ألْسِنَتِها وتَسِدَّ آذَانِها عَمَّا يجرِى هُنَاك للقرويين وللنَازِحين البُؤسَاء فاقِدِى الحِمَاية. وسمَاع ورُؤيَة ورِوَايَة ما جرَى ويجرى فى المُعسكرات وأماكن تواجد المواطنين فى دارفور أمْرٌ مشرُوع ومُباحٌ للجميعِ. وإلا فلماذا هُمْ هناك؟ هُمْ هُنَاك لأنَّ المُجتمعَ الإنسانِى اُسْرَة وآحِدَة وجاءُوا مندُوبين من دُولِهم ومُجتمَعاتهم الإنسانية ليغِيثُوا ويُؤازِرُوا ويسَانِدُوا وينقذوا إخوتهم فى دارفور من المِحْنَة التِّى هُمْ فيها، ولِينقلُوا ما شَاهَدُوا للدُنيِا. وكلام كمال عِبيد، الناطِق بإسِمِ حُكومةِ السودان حينَ ذاك فى حادِثةِ طرْدِ المنظمات من دارفور حدِيثٌ خَائِب، لا يصدُر من إنسانٍ يعيشُ فى هذا العصْرِ الحدِيث، وقِمَّة ما بلَغَ بحدِيثِهِ ذاك كان مُنتَهَى الفشَلُ والخيْبَة.
    . انهيارَ حيَاةُ النازحين فى كُلِّ النوآحِى بسببِ إنقطاعِ المساعدات التِّى كانت تُقدِّمُها لهم المُنظَّمات الدولية، وصَارُوا بذلك ينتظِرُونَ الهَلاك.
    ثانياً: الآثار السَالِبة لإنعِدامِ وآجِبِ حِماية النازِحين فى دارفور وإضعَافِ آلياتِ المُرَاقبة.
    . الأثر الأوَّل والخطير هو ترك النازحين والأهالى هناك مكشوفين وعُرضَة للعُدوانِ من كُلِّ عناصر الحكومة، وكُلُّ من هَبَّ ودَبَّ. تركُوهم فى الوضْعِ المعرُوف فى القانون الإنسانى الدولى بـVulnerable وتعنِى "غير حَصِين" أو معرَّض للهُجومِ. والدليل الإنتهاكات العديدة التى وقعت للأهالى هُناك فى مُعسكرَاتِهم وقُرَاهم بلا شاهِدٍ عدْلٍ أو رقيبٍ سِوَى الضحايا أنفُسِهم!. ونضرِبُ أمثلة لخُطورَةِ ترْكِ المواطنين(غير حصِينِين) أو عُرضَة للهُجوم:
    الأولَ: عشية الجمعة 7 نوفمبر 2014م وقعت حادثة إغتصاب جمَاعِى لعددِ (210) إمرأة من نساءِ منطقة (تَابِت) الوَآقِعة فى الجُزءِ الجنوبى من وُلايةِ شمال دارفور المُتَاخِم لولاية جنوب دارفور، وأنكرت الحكومة ضلوع منسُوبِيها المُشتبه بِهم من قوَّاتِ الحامِية العسكرِيَّة المُقِيمة هناك وقد إتَّهمَهُم الضحايا مُباشرة بضُلوعِهم!. ولآحِقاً منعت حكومة السودان فريق بعثة يوناميد الذى جاء للمنطقةِ ليُحقِّقَ فى الحادثة، ولعبت الحكومة بالوقت كعادتِها حتَّى قتلتِ الحادثة ووَأدَتها فى غِيابِ مُراقِبين مُستقِلِّين وعُدُول.
    الثانى: فى أكتوبر 2016م ضربت حكومة السودان سُكَّان جبل مَرَّة بالسِلاحِ الكيماوى وتمَّ كشف تلك الجريمة الدولية الخطيرة بواسطة منظمة العفو الدولية بموجبِ تقرير دآمِغ ومُفصًّل. واتبعت الحكومة نفس سياستها فى حادثةِ (تَابِت) بالإنْكَارِ وقتلِ الزمن، مع غِياب شُهُود موثوق بهم بسببِ طردِ المنظمات الدولية من الإقليم وخنُوعِ وتخَاذُلِ بِعثة يوناميد. وظلَّ الدَفعُ الوحيد لحُكومةِ السودان فى كُلِّ الجرائِمِ التى ترتكِبُها هو الإنكَارُ، كأنَّ هُنَاك غولٌ يفتِكُ بالمُوَآطِنين فى دارفور.
    . والأثرُ الثانى هو إخراجُ سُكَّان معسكرات النازحين فى دارفور من دَوْرَةِ الحياة بحِرمانِهم من العونِ والإغاثة والخدمات الصحية والتعليمية التى كانوا يتلقَّونها من المُجتمع الدولى، وبذلك تحَقَّقَ للحُكومَةِ هدَفُها الإنتقَامِى ضدّ شَعب دارفور.
    ثالثا: كيفَ سَاهمَ طردُ مُنظَّمات الإغاثة الدولية من دارفور فى إضافَةِ تُهَمٍ جدِيدة للرئيسِ السودانى من محكمة الجنايات الدولية، وصُدُورِ مُذكِّرة توقِيف ثانية ضِدَّهُ بتاريخِ 12 يوليو 2010م؟.
    رأيْنَا، من الحقائقِ التى أورَدْنَاها فى الجُزءِ الأوَّلِ، كيف صُعِقتِ الدُنيا كُلِّها بحَادِثةِ طرْدِ المُنظَّمات الإنسانية الدولية من دارفور بداية مارس 2009م. وحكومة السودان لم تكتَرِثْ بنِدَاءاتِ ورَجَاءاتِ الأمم المُتَّحِدة، ولا بتخَوُّفاتِ وقلق الرئيس الأمريكى باراك أوباما، ولا بإدانَاتِ الدول دَآئِمةِ العضوُيَّةِ بمجلِسِ الأمنِ بأنَّ الذى يحدُثُ للمُحتاجِين فاقِدى الحِمَاية من نَازِحى وسُكَّانِ دارفور "أمرٌ غير مقبول" ويجِبُ وقفَهُ فوْرَاً. وعَبَّرُوا عن ذلك بعباراتٍ وآضِحَة كمَا جاءَ فى حدِيثِ وَكيلِ الأمينِ العام للأممِ المُتَّحِدة للشؤون الإنسانِيَّةِ السيد/ جون هولمز عندما قال: "أنَّ الأممَ المُتَّحِدَة ما زالت تعتقِدُ أنَّ طردَ المُنظَّماتِ كانَ خطَأ غير مُبرَّر، وتأسَّفَ لتزَايُدِ المخَاطِرَ التِّى تُوآجِهُ مِئات الآلاف من المُشرَّدِين فى دارفور وغيرها". وقالت الأمم المُتَّحِدة فى وقتٍ سابِق إنَّ طرْدَ مُنظَّماتِ الإغاثة من السودان يُعرِّضُ حياةَ أكثر من مليونِ شخص فى دارفور للخَطَرِ.
    والرئيس الأمريكى بآراك أوباما أكثر رؤساء العالم حديثاً ونقداً وضغطاً على حكومة السودان بهذا الشأن، ووَرَدَ عنه تباعاً الآتى:
    (طرد الخرطوم مُنظمات غير حكومية تُقدِّمُ مساعدات انسانية لسُكَّانِ إقليم دارفور "أمرٌ غير مقبُول"). ودعَا الرئيس الأمريكى الحكومة السودانية إلى السَمَاحِ لتلك المُنظَّماتِ بمعَاودَةِ عملِها فى الاقليم. وحَذَّرَ أوباما من أنَّ الوضعَ الإنسانِى سيسُوُءُ فى دارفور بعد طرْدِ الوكالات التِّى تُقدِّمُ المساعدات للنازحيِن فى هذا الاقليم.
    وقال الرئيس الأمريكى أوباما، عقب أوَّل مباحثات يُجرِيها مع الأمين العام للأمَمِ المُتَّحِدة بان كى مُون: "إنَّ لدينا أزمة مُحتمَلَة لها ابعادٌ أكبر مِمَّا نرَاهُ فِعلَا".
    وأضَافَ أوباما قائلاً "لقد أكدّتُ لبان كى مون على أهمِيَّةِ أن يرسِلَ المُجتمعُ الدولي رِسَالة قوِيَّة للخرطوم أنَّه من غيرِ المقبُولِ تعرِيضِ حيَاة النَّاسِ للخَطَرِ". وتابعَ قائلا "هناك حاجَةٌ مُلِحَّة لعَودَةِ منظمات الإغاثة الانسانية للعملِ على الأرضِ فى دارفور". وتأتي تصريحات أوباما فى وقتٍ سمَحَت فيه السفارة الأمريكية فى الخرطوم لموظَّفِيها غير الأساسيِّين بمُغَادَرةِ البِلاد.
    وكانت حكومة الخرطوم لا تَحْفَلُ بتلك التصريحات، ولا يرْمِشُ لها جَفْن من نداءَاتِ وتخَوُّفاتِ العالم على قرَارِهِ الصاعِق والمُجح~ف بطردِ المُنظَّماتِ من دارفور.
    ماذا حدث؟ كانت المحكمة الجنائية الدولية تنظُرُ الأمْرَ عن كثَب، وتقَيِّيمُ وتُراقِبُ. وقام المُدَّعِى العام لويس م. أوكامبو بالتكيِّيفِ القانونى للوضَع الجديد فى دارفور، حيثُ عدد كبير من السُكَّانِ المدنيِّين فى سِجنٍ كبير، فى أوضَاعٍ "غير حصِينَة". وصار من السَهلِ تَعرُّضِهم للهجومِ من مليشيات الحكومة بعد إنقطاع أسباب الحياة عنهم من مأكلٍ ومشْرَب ودواء وكِساء فى ظروف الهلاك هو النتيجة الحتمِيَّة. وبحثَ المدَّعِى العام فى القانون ووَجَدَ أنَّ الرئيسَ السودانى مسؤول مسؤولية شخصيَّة تحت المادة 25/3(9) من نظامِ روما "كشريك غير مباشر". ويجِبُ أنْ تُوجَّهَ لهم تُهَمْ أخرَى من "نِظامِ روما" وخاصَّة تحت المادة 6 الفقرة(ج) منها التى تُعالِجُ الحالة الماثلة فى إقليم دارفور وهى جريمة الإبادة الجماعية (جونسايد). لأنَّ حكومة السودان أخضعت جماعَاتٍ عِرْقِيَّة وإثنِيَّة مُعَيَّنة عَمْدَاً لأحْوالٍ معِيشِيِّة قصَدت بها إهلْاَكِها كُلِّيَّاً أو جُزئِيَّاً، كما وَرَدَ فى النَصِّ أدْنَاه:
    المادة(6) من "نِظامِ روما" بعُنوانِ "الإبادة الجمَاعِيَّة"، وتقرَأ:
    لغرضِ هذا النظام الأساسى، تعْنِى "الإبَادَة الجمَاعِيَّة" أىِّ فِعلٍ من الأفعالِ التَّالِية يُرتكَبُ بقصدِ إهْلَاكِ جَمَاعَةٍ قومِّية أو إثنِيَّة أو عِرِقية أو دينِيَّة، بصِفتِها هذه، إهْلَاكَاً كُلِّيَّاً أو جُزُئِيَّا:
    (أ) قتل أفراد الجماعة،
    (ب) إلحَاق ضرَر جسَدِى أو عْقْلِى جسِيم بأفرَادِ الجَمَاعة،
    (ج) إخضاع الجَمَاعة عمْدَاً لأحْوَالٍ مَعِيشِيَّة يُقصَدُ بها إهْلاكِها الفعِلِى
    كُلِّيَّاً أو جُزئِيَّا،
    (د) فرض تدآبِير تستهْدِفُ منْع الإنْجَاب دَآخِل الجمَاعَة،
    (هـ) نقل أطفال الجمَاعَة عُنوَة إلى جمَاعَةٍ أخْرَى.

    والنصُّ الإنجليزى للفقرة (ج) من المادة (6) من "نظام روما" تُقرأ كالآتى:
    c. (Genocide by deliberately inflicting on each target group conditions of life calculated to bring about the group’s physical destruction).
    ويتَّضِحُ جَلِيَّاً أنَّ إتهامَ الرئيس السودانى تحتِ الفقرَة(ج) من المادَّةِ (6) من "نظَامِ روما" بعُنوانِ الإبَادَةِ الجَمَاعِيَّة، وهى ترْجَمَة لكلِمة (Genocide) فى النص الإنجليزى كان بسبَبِ إصرَارِ الرئيسِ وحُكومَته على طَرْدِ المُنظَّماتِ الدوْلِيَّةِ التِّى كانت تُقدِّمُ أسبَابَ الحَيَاة لضحَايِا الحرب فى إقليمِ دارفور ومنهم النازِحين فى المعسكرات السِتِّين، والأهَالِى القرَوِيِّين فى مَضَارِبِهم النَائِيَّة، وبذلك وضعتهم فى الحالة التى تعالجها المادة (6) الفقرة(ج) من "نظام روما".
    وضرَبَت حكومة السودان بعُرضِ الحائِطِ كُلَّ الرَجَاءات والضغوط التِّى مارَسَتها الأمم المُتَّحِدة ودُوَل المنظُومة الدولِيَّة ورفضت الإستجابة لتلك الرجاءات والضغوط، وأصرَّت على ترْكِ ضحاياها عُرضةً للموتِ والهَلاكِ المَحْتُومِ، وعلى نفسِها جَنَتْ بَرَآقِش.
    وقد أعذَرَ المُجتمَعُ الدولى حكومة السودانَ لمَّا أنذَرَها ولكنَّها أعْمَاها الغِلُّ، وسيْطَر عليها شَهْوَة الإنتقام من شعبِ دارفور الأعْزَل إلَّا من إيمَانِهِ باللهِ الجَبَّارِ المُنتَقِمِ. لذلك إىِّ صِياح بأنَّ العَالمَ يستهدِفُ حكومة السودان، أو دُول أفريقيا دون غيرها هو عوَاءٌ فى خَوَاء. ولماذا حكومات دول أفريقيا وحْدَها من تبطِش بشُعوبِها دون غيرها من دول العالم؟ ثمَّ تطالِبُ بلا حيَاءْ الترخيص لها بمُواصلَةِ الإبادة والتطهير العرقى؟!، هذا مُخجِل ولا يجوز، والحقيقَةُ ما أورَدْنَا أعلاَه.
    (وإلى جُزءٍ ثالِث حول اللاجئين الدارفوريين والمَشَاكلُ التِّى تُوَآجِهُهم)
























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de