صمت الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما قليلاً حينما سأله صحافي عن أصعب قرار اتخذه خلال إقامته في البيت الأبيض لمدة ثمان سنوات.. بعدها أجاب بأن القرار الأصعب كان إرسال ثلاثين ألف جندي أمريكي لأفغانستان بعيد أسابيع قليلة من دخوله البيت الأبيض..صعوبة القرار أن حملة أوباما كانت قائمة على تخفيض الوجود العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط..لكن حينما أصبح الرجل في منصب القائد الأعلى للجيوش الأمريكية وجد الواقع يقتضي التعامل الخشن مع طالبان ..لكن لاحقاً أوفى أوباما بعهوده بحيث سحب آلاف الجنود من العراق وأفغانستان ..بل تمكن من الوصول لاتفاق مع إيران وكوبا. واجه رئيس الوزراء الجديد ثلاث أزمات بعد تسلمه مهام الرجل الأول في مجلس الوزراء ..أولى الأزمات حينما اكتشف الفريق بكري صالح أن أحد وزرائه لن يستطع أداء القسم عقب التشكيك في بعض شهاداته العليا..بعد ذلك فقد مجلس الوزراء مجهودات الفريق طه عثمان بعد أن أشهر الرئيس البطاقة الحمراء في وجه حارس بوابته..لكن الأزمة المتجددة امام رئيس الوزراء كانت قضية النزاع بين بعض أطراف الملعب الرياضي التي أدت لتجميد نشاط كرة القدم في السودان . لم يكسب دولة رئيس الوزراء الثلاث معارك التي كان بالإمكان أن ترفع من شعبيته بين المواطنين الذين توسموا خيراً في رجل المظلات الذي لا يحبذ الثرثرة السياسية..في الأزمة الأولى اتخذ الفريق صالح القرار الصحيح حينما منع وزير العدل السابق من أداء القسم..لكن تريثه الطويل في إعفاء الرجل كان جانباً سالباً..الوزير أبوبكر ظل عالقاً في منصبه نحو ستة أسابيع بسبب عدم الصرامة في تنفيذ قرار الإبعاد..بل أن الوزير العالق غير مرة أكد للصحافيين أنه عاكف في داره لوضع خطة مفصلية لوزارة العدل..بعد أكثر من أربعين ليلة اختار رئيس الوزراء وزيراً جديداً يحمل درجة علمية عليا من جامعة سيئة السمعة .. لو أن رجالاً حول رئيس الوزراء استعانوا بخبراء أكاديميين في فحص مؤهلات الوزير لما اضطر الوزير الجديد للدفاع عن سجله الأكاديمي وحيداً. إقالة الفريق (العميد) طه عثمان صاحبها كثير من الغموض..لم تتفضل الدولة بالتعليق رسمياً على الحادثة..أغلب المراقبين يعتقد أن رئيس الوزراء كانت لديه تحفظات سابقة على أداء الوزير طه عثمان..صحيح أن هنالك بعض الحرج في تناول القضية باعتبار أن الرئيس يختار بنفسه مدير مكتبه..لكن كان من المهم إصدار تصريحات رسمية تضع حادثة الإقالة في حجمها الطبيعي..رغم ذلك فضل رئيس الوزراء الصمت في مقام الحاجة إلى الإبانة. الأزمة الأخيرة والتي ربما تأكل من رصيد رئيس الوزراء هي تجميد نشاط اتحاد الكرة.. دولة رئيس الوزراء كان قد طمأن الجمهور خلال إفطار الصحافيين أن الأمور تحت السيطرة ..كما أن أوّل خطوات علاج الأزمة التي ابتدرها والي شمال كردفان كانت قد بدأت أولى محطاتها بمكتب رئيس الوزراء..لكن في نهاية المطاف وقعت واقعة التجميد، وخرج فريقا هلال الأبيّض ومريخ أم درمان من المنافسة بسبب سوء التدابير الإدارية لمشكلة الصراع في اتحاد الكرة. في تقديري من المهم جداً أن يدرك السيد رئيس الوزراء بأنه يتمتع برصيد وافر من ثقة الناس..فقد ظل في المخيلة الشعبية بعيداً عن قضايا الفساد وقادر على اتخاذ القرارات الصعبة..لكن من المهم جداً أن يدرك رئيس الوزراء أن هنالك فرق بين أن تكون نائباً أول تحال إليه الملفات وبين أن تكون رئيساً للوزراء ينتظر الناس مواجهته للمشكلات بالحلول العاجلة.. أي خطأ يرتكبه أحد أعضاء مجلس الوزراء تقع بعض آثاره على رأس رئيس الوزراء بحكم المسؤولية التضامنية . بصراحة..مطلوب من دولة رئيس الوزراء انتقاء فريق تنفيذي واستشاري عال الكفاءة ..رجال لا يجيدون كلمة حاضر سعادتك، بل لديهم الجرأة على طرح أسوأ السيناريوهات.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عبدالباقي الظافر
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست