باختصار : كيف كان حال البلد الأمني والاقتصادي قُبيل 30 يونيو 89 ؟ بقلم راشد يحى مدلل

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-01-2024, 07:22 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-02-2017, 04:01 PM

مقالات سودانيزاونلاين
<aمقالات سودانيزاونلاين
تاريخ التسجيل: 09-12-2013
مجموع المشاركات: 2045

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
باختصار : كيف كان حال البلد الأمني والاقتصادي قُبيل 30 يونيو 89 ؟ بقلم راشد يحى مدلل

    03:01 PM July, 02 2017

    سودانيز اون لاين
    مقالات سودانيزاونلاين-phoenix Arizona USA
    مكتبتى
    رابط مختصر

    باختصار : كيف كان حال البلد الأمني والاقتصادي قُبيل 30 يونيو 89 ؟ بقلم راشد يحى مدلل
    المهم ياشباب
    وقتها كُنت صغير لكين ما صغير شديد يعنى بتذكر تفاصيل كويسة ممكن تنحكى ... العام ٨٩ يونيو على نهاية الشهر يومها كنت بقضى الاجازة السنوية في قريتنا ومسقط راس والدي قرية ابوحجار الراقدة على ضفاف النيل والتابعة حينها اداريا لمُديرية النيل الأزرق , الدنيا كانت على بدايات الخريف وكان في مطرة كويسة مازالت زخاتها متواصلة حتى الصباح والأرض مُبتلة والخور الذى يجرى بجانب بيت جدى النور جارى ليلتقي بخور اكبر قليلا ويواصل مسيرة الى النيل , اذكر جيدا إنني ساعه ان سمعت الخبر المشئوم كنت أحاول صنع شيء من الطين اللزج الذى يُميز تلك المناطق قد يكون مُحاكه لبابور او تمثال بتاع طين او أي شيء جميل اخر لكنه مصنوع من طين حتما سألقيه من يدى حالما يُرسلون في طلبي لأكل العصيدة التي كانت تنضج على النار ......
    .........
    .............
    ..............
    سمعت صوت المارشات العسكرية من راديو في بيت محمد محمود وعرفت ان ثمة انقلاب عسكري حصل، شعرت بغضب وحزن وخوف، نعم كُنت طفل لكنى كنت اعرف من والدى انو حُكم العسكر ما بتشكر وسبب الحُزن إني كنته خائف ان استطيع مواصلة لعب كُره الطاولة (البنق بونق ) في دار القوى الاشتراكية بالبراري , وخفت انو الجو المكهرب والسجن يرجع تأنى , لأنه في ناس كثار كانو يسجنوهم نفس العساكر بدون سبب , بتزكر تماما انو سالت اسالة كتيرة لى الناس المتحلقين حول الراديو لكين مافى زول كان مُهتم يجاوب على أسئلتي قدر اهتمامهم بإسكاتي ليتسنى لهم متابعه الاخبار العاجلة والبرقيات ......
    حامية النيل الأزرق العسكرية ترسل برقية تأييد للانقلاب ,,,,, حامية الأبيض ايضاُ
    الفرقة كم كدة مشاة ترسل برقية تأييد
    اذكر جيدا إنني حينما لم أجد أجوبة للأسئلة اللتي تشغل تفكيري لحظتها انشغلت عنها بكتابة كلمة تأييد على الارض المبلولة وسالت من كان بجانبي ان كان يستطيع ان يتهجى الكلمة!
    في انسان مُزعج من الحاضرين كان بقول انو لو ما الانقلاب ده كان المتمردين دخلوا الدمازين ويمكن يحصلوا ابوحجار او مدينة سنجه عشان كده الحامية ايدت الانقلاب وقال انو العساكر ناس منضبطين ....
    بس انا ماكنت مصدق كلام الزول ده، لانى عارف وواثق انو نميري ما كان زول كويس ولا رئيس زين
    لانو كان بسجن الناس ومنهم واحدين أصحاب أبوي وانا كنته عارف ومتأكد انهم ناس لطيفيين وما مجرمين ’ والدي
    فكرت حينها إنني يمكن ان اسال الناس بتاعين الندوات او ممكن اسال الأستاذ في المدرسة .... لى شنو العساكر عملوا الانقلاب
    على منتصف النهار وقبل مواعيد الصلاة أرسلوني للطاحونة عشان ادقق تحوصا للأيام الصعبة، الطاحونة كانت جمب المسجد واليوم جمعه وكان حديث الناس بعد الصلاة كله عن الانقلاب حاولت الاستماع لي كلام الناس الكُبار عشان اعرف اكتر، في راديو كان شغال بس غير برقيات التأييد ما كان بذيع حاجة حتى دي ماكنت قادر اسمعه كويس بسبب ضجة صوت الطاحونة، لكين لانو القرية هي احدى مناطق نفوذ حزب الامه لم يحظ الانقلابين بكثير أصوات داعمه للإطاحة بزعيم حزب الامه ورئيس الوزراء المنتخب


    ..........
    ..........
    ...........

    لاحقا والدى ادانى سبب اخر لرفض الانقلاب لانو فهمني انو الانقلابين تابعين لي ناس الجبهة الإسلامية القومية وماكنت بحبهم وكذلك ماكنت برتاح لى أستاذ التربية الإسلامية الذى يُلزمنا بحفظ ما يستفاد من الحديث المكتوبة تحت نص الحديث الشريف ومكتوب فوقها للفهم والاستيعاب وهو نفس الشخص البيستغل حصه الدين و ويتكلم عن الجبهة الإسلامية ناس ( لا ولاء لغير الله ,,, ولا تبديل لشرع الله ) وهى من الشعارات التي كانت تملاء شوارع برى دعما لمرشح الجبهة عثمان خالد مضوي واذكر انى وصديقي أمجد حاولنا اذاله واحد من هذه الملصقات من مظلة المواصلات في محطه خمسة ونص قريب من بيت ال الأمين على خليفة اكبر رجالات الجبهة في برى , للأسف المُلصق كان مُلصق بى غراء قوى على حسب امجد , سمعت والدى يتحدث مع احدهم انو صحبان أبوي كان متوقعين الانقلاب ده وتكلم عن اتفاق ومظاهرات وسمعت عبارة" ميثاق قوى الانتفاضة" حينها عرفت انو صُحبان ابوى ماحيرضو بى الانقلاب وانهم حيكلمو الناس انو يطلعو مظاهرات تانية ويشيلو الانقلاب . حينها حسيت بصدق شديد انو الموضوع بسيط لانو قبل كدة الناس كلها طلعت الشارع ومن ضمنهم صحبان أبوي وانا برضو طلعت في المظاهرات ديك ةكنت بطلع في الشجرة اقطع فروع شجر النيم واجدعه للناس لاتقاء شر البمبان وكذلك خرجت والدتي ست الاستاذة والدتي اللتى كانت حُبلى بأصغر أخواتي عزه وقد ولدت بعد ذلك بقليل والان هي ام لطفلتين ولم يطلع الناس في مظاهرات شبيهه بتلك اللتى حدثت في ابريل ...
    وهذا لم يحدث للان مش لانو القوى الحية من الشعب السوداني ومن ضمنهم صُحبان أبوي ولاحقا صُحباني انا زاتى بطل يتكلموا وتقاعسوا ... بل لأسباب اعقد من ذلك بكثير ولا يمكن كتابتها في ذكريات عن يوم مشئوم من تاريخ السودان.
    ,,,,,
    ,,,,,,,,,
    لاحقا زاد الأمين على خليفة وبعض افراد ثراء على ثرائهم واستعادوا ثمن الغراء التقيل اللى دفعوه لتثبيت مُلصقات الجبهة. صار استأذى مسئولا كبيرا في وزارة التربية وصاحب مدارس خاصة. ضمن التلاعب اللذى طال جغرافيا وتاريخ الوطن أصبحت ابوحجار تابعه للولاية الوسطى ثم الى ولاية سنار قبل ان تنتقل اليها رئاسة محلية سنجه

    .......
    ........
    .........
    لاحقا حاولت الإجابة على بعض أسئلة الطفل بداخلي.. الان أدرك ان العودة الى ما قبل الثلاثيين من يونيو مسالة احتج اليها للعودة الى زمن الطفولة الجميلة وكذلك يحتاج اليها الوطن .... تخيل ان يحكمك شخص واحد كل هذه السنين وغصبا عنك تمتلئي ذكرياتك مختلطة بما يفعله هو وتنظيمه بالوطن ... ياخ ٢٨ سنة ذكريات بايخة وماحلوه كتيره ياخ ولا شنو ؟























                  

07-03-2017, 07:56 AM

الحقائق هي الحقائق مه


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: باختصار : كيف كان حال البلد الأمني والاقتص (Re: مقالات سودانيزاونلاين)

    ........................................................................................وهل كان هنالك بلد واقتصاد وأمن في وقت من الأوقات في هذا السودان ؟؟
    يا هذا الصغير في السن ،، يا من واكبت فقط سنوات الإنقاذ ،، يا من لا تعرف الكثير عن ماضي السودان لا تبالغ في أوهام الخيال .. ولا تتوهم كثيرا في أقوال البعض من المادحين والمتملقين ،، هؤلاء المادحين للأحوال في السراء والضراء من منطلقات الانتماءات العمياء .. ولا تمدح ولا تذم أية مرحلة من مراحل التجارب السياسية في السودانية ِإلا من منطلقات الوقائع والحقائق .. ولا تفتح مكامن تلك الجروح القديمة الغائرة في الأعماق .. فالشعب السوداني قد مارس تلك التجارب بنفسه ويعرف الأحوال بكل التفاصيل .. وعزة الله يتواجد اليوم في المجتمع السوداني من واكب الأحداث منذ استقلال البلاد .. وقد شهد السنوات الأخيرة لتواجد المستعمر .. كما شهد مرحلة التجربة الأولى للديمقراطية حيث جولات الأزهري وعبد الله بك خليل .. وكذلك شهد تجربة الديكتاتورية الأولى أيام حكم الفريق عبود .. وشهد تجربة الديمقراطية الثانية بمعية الأزهري والمحجوب والصادق .. كما شهد فترة الديكتاتورية الثانية أيام حكم جعفر النميري .. كما شهد فترة الديمقراطية الثالثة أيام الصادق المهدي وهي الفترة التي تمثل قبل 30 يونيو 1989 م .. وأخيرا شهد وما زال يشهد فترة الديكتاتورية الثالثة الحالية بقيادة عمر حسن البشير .. وهؤلاء الذين شهدوا تلك التجارب وعاشوها خطوة بخطوة يناشدون أمثالكم من الأجيال الحالية أن لا تتوهموا إطلاقا في إرهاصات المؤلفين والمفترين والمعارضين الكذابين .. فهذا السودان لم يتنعم بالاستقرار والرخاء والنماء والهدوء في أية مرحلة من مراحل التجارب منذ استقلال البلاد .. فلا تتوهم لحظة بأن السودان قد عاش الرفاهية والنعيم المقيم في ظل تجربة من التجارب ( الديمقراطية أو العسكرية ).. ولم تخمد الحروب الأهلية والتمرد في هذا السودان منذ اللحظة الأولى لاستقلال البلاد .. وإن كانت تفتر أحيانا وتشتد أحيانا أخرى .. والأحوال المتردية السيئة هي الأحوال التي سادت في ظلال كل التجارب السياسية .. والشعب السوداني هذا المبتلي بالأوجاع والفجائع قد اكتوى كثيرا من ممارسات الساسة والسياسة في السودان لأكثر من ستين عاما .. وخاصة كانت أوجاع الشعب السوداني تكون كبيرة في ظلال الممارسات الديمقراطية .. والتي كانت توصل البلاد إلى حافة الانهيار والحضيض .. وحيث تعود الشعب السوداني أن يعيش الجوع والتراجع وعدم الأمن والأمراض والتأخر في ظلال التجارب الديمقراطية أكثر من كان يعاني في ظلال التجارب العسكرية .. ولا يعني ذلك أن التجارب العسكرية الديكتاتورية كانت هي الأحسن والأفضل للسودان ،، بل هي أيضا كانت تجارب بأوجاعها وآلامها القاسية للشعب السوداني .

    وبما أن الكلام هنا كما تريد أنت يتركز على المقارنة بين تلك المرحلة التي سبقت 30 يونيو 1989 بقيادة الصادق المهدي وبين المرحلة الحالية ما عبد 30 يونيو 89 فلا بد من قول الحقائق مجردة دون نوازع الانتماءات والولاءات العمياء ـ. تلك الحقائق التي تفرض على الناس قول الصدق مجردا وخاليا من النفاق .. ولا يعني قول الصدق أن القائل هو يدافع عن النظام القائم أو عن جهة من الجهات .. فالنظام القائم عيوبه تفوق شعر الرأس .. ويتمنى الشعب السوداني أن يزول النظام القائم اليوم قبل الغد .. ولكن ذلك لا يمنع إطلاقا قول الحقائق المجردة عند إجراء المقارنة بين الأوضاع التي كانت سائدة في السودان قبل 30 يونيو 89 وبين الأوضاع في السودان بعد 30 يونيو 89 .. فشتان بين السماء والأرض !! .. فالبلاد في المرحلة التي سبقت 30 يونيو 89 بقيادة الصادق المهدي كانت قد وصلت إلى حافة الهاوية والانهيار .. وكانت شبيهة بجنازة البحر الذي لا يعرف له وجيع .. وهي المرحلة التي أطلق فيها على السودان ( رجل أفريقيا المريض ) .. في تلك المرحلة المنحوسة عاش الشعب السوداني أوجع مراحل الحياة والعيشة .. حيث الضياع والجوع والأمراض وعدم توفر الأمن في البلاد .. والصور الشائعة في المجتمعات السودانية في ذلك الوقت كانت تلك المتمثلة في الصفوف الطويلة عند كل زاوية ومنحنى .. حيث الندرة والعدم في كل ضروريات الحياة .. الصفوف في الأفران من أجل الحصول على فتات من الخبز .. والصفوف عند المحلات التجارية من أجل الحصول على أوقية من السكر أو اللبن أو الزيت .. والصفوف عند محطات البنزين والمبيت فيها ليالي من اجل الحصول على جالون بنزين .. والسواد الأعظم من الشعب السوداني كان لا يجد القوت الضروري للحياة فكان ينقب في براميل النفايات من أجل الحصول على فتات من طعام قد يسد الرمق .. والخلاصة فإن تلك المرحلة في أيام الصادق المهدي قبل 30 يونيو 1989 يمثل أسوأ أيام السودان منذ الاستقلال .. وهي الفترة التي شابهت كثيراً فترة المجاعة الكبرى في ( سنة ستة ) المشهورة في أيام حكم الخليفة عبد الله التعايشي .. وهذه الحقائق لا بد من قولها للأجيال التي لا تعرف عنها شيئاَ .. وهي حقائق تفرض نفسها لأنها تمثل الواقع المخزي الذي عاشه الشعب السوداني في المرحلة قبل 30 يونيو 89 .. وهي مرحلة تعد من أسوأ المراحل في السودان منذ الاستقلال .. وبالتالي لا يجتهد أحد في مدح مرحلة من المراحل لمجرد الغايات المغرضة .. والشعب السوداني يختصر الأمر كثيرا في ذهنه ليقول بالصوت العالي بأن كل مراحل التجارب الديمقراطية والديكتاتورية كانت مشوبة بالأوجاع والآلام والتراجع في مسار البلاد .. دون استثناء أو دون تمجيد لبعضها .. تلك الآلام التي عانى منها الشعب السوداني كثيرا وكثيرا .. ولا يعني قول تلك الحقائق المريرة أن التجربة الحالية ما بعد 30 يونيو 1989 بقيادة الإنقاذ هي التجربة المثالية المنشودة ا.. بل هي تجربة مثلها ومثل التجارب الأخرى فيها الكثير والكثير من الأوجاع والمفاسد والآلام .

    ولكن ما دمت أنت تجتهد لتعمل مقارنة بين الأحوال ما قبل 30 يونيو 89 وما بعد 30 يونيو 89 فنقول لك وللأجيال الشابة : ( شتان بين الحالين ) .. فالصدق في القول يفرض علينا أن نذكر حقيقة يعرفها الشعب السوداني جيداً والحقيقة هي : ( أن أية انجازات تمت في هذه البلاد ما بعد الاستقلال تمت في ظلال النظم الديكتاتورية العسكرية ) .. أي في أيام حكم العساكر للبلاد .. وأكبر الانجازات تمت في البلاد كانت في أيام حكم الإنقاذ الحالي .. ولا يوجد انجاز واحد يشار إليه ينسب للأحزاب السودانية طوال تاريخها .. أي لا توجد إنجازات في مراحل التجارب الديمقراطية إطلاقاَ .. ومن تلك الحقيقة ننطلق لنقول لكم وللأجيال الشابة التي عاشت فقط أيام حكم نظام عمر البشير بأن البلاد قد تبدلت إلى الأحسن كثيرا وكثيراً خلال الثمانية والعشرين عاما الماضية .. من حيث البنية التحتية ،، ومن حيث العمران ومن حيث الطرق والأنفاق الحديثة ومن حيث الكباري والجسور .. ومن حيث توفر السلع الضرورية وغير الضرورية في الأسواق رغم المبالغة الشديدة في الأسعار والغلاء .. فهنالك فرق كبير جدا بين أيام صادق المهدي قبل 30 يونيو 89 .. حيث أيام الجدب والفقر والصفوف الطويلة وحيث أيام الموت جوعا وفقرا وعطشا وبين أوضاع السودان الحالي بعد 30 يونيو 89 .. حقيقة لا ينكرها إلا جاحد أعمى يريد التضليل ِ.. ومع ذلك نقول يا ليت الإنقاذ يرحل وينتهي ويا ليت الصادق المهدي لا يكون من جديد في يوم من الأيام .. وهو ذلك الصادق المهدي قبل 30 يونيو 89 حيث كانت صورة السودان كالحة قديمة بالية .. وكانت لا توجد في شوارع المدن السودانية إشارة ضوئية واحدة ترشد المركبات .. بل كانت تلك البدائية المفرطة في كل مسارات الحياة .. وكانت المحلات التجارية في أيام الصادق المهدي في طول البلاد وعرضها تعشش في أرففها العناكب .. حيث الجدب والقحط والنحس في كل ضروريات الحياة .. نقول ذلك ثم نكرر القول بأن ذلك ليس دفاعا وتمجيدا لنظام الإنقاذ الذي نتمنى له الزوال السريع آجلا أم عاجلا .. ولكن الذمة والصدق بالقول يفرض علينا قول الحقائق الدامغة التي لا تقبل الزيف أو المراوغة .. وقول الحقائق يفرض الإقرار بالأوضاع التي كانت سائدة قبل 30 يونيو 89 والأوضاع السائدة بعد ذلك التاريخ .. وخلال الثمانية والعشرين عاما الماضية قد تحولت صورة السودان إلى صورة أخرى غير تلك الكئيبة التي كانت في عهد الصادق المهدي .. ومع ذلك نقول للحق والحقيقة والذمة أن صورة السودان بعد 30 يونيو 89 اتسمت بالفساد المالي والأخلاقي والإداري والقيادي في السودان .. كما اتسمت بكثرة تواجد المنافقين والمتسلقين والمفسدين والمختلسين والسدنة الخائنين .. وتعد فترة الإنقاذ من أكثر الفترات التي خسرت فيها الدولة لأصولها وأملاكها وأموالها وأراضيها وميادينها ومؤسساتها .. كما أن الشعب السوداني قد عانى فيها من الجوع والغلاء والبطش والعطش والتنكيل والأمراض والتشرد .. ومع ذلك فإن الحقائق هي الحقائق التي تفرض نفسها .. وهي الحقائق التي تجبرنا لنقول أن وجه السودان تبدل كثيرا وكثيرا إلى الأحسن مليون مرة من الأوضاع في السودان قبل 30 يونيو 89 .. وحتى نخرس الشامتين لهذا القول: نقول أن فرص الحياة الرغدة متاحة للقادرين دون سواهم من سواد الشعب السوداني في ظل الإنقاذ ،، وتلك قد تعد سمة عند التفاضل .. بينما أن السواد الأعظم يعاني من الفقر والغلاء وحياة الجحيم .. أما في أيام الصادق المهدي قبل 30 يونيو 89 فالأحوال كانت كالحة للقادرين وللعاجزين في نفس الوقت .. والانهيارات كانت سريعة في كل المسارات .. وقاتلة وموجعة بدرجة أن الشعب السوداني رغم سوء الأحوال في حاضر اليوم في ظلال حكم الإنقاذ إلا أنه لا يفكر إطلاقا في بديل هو ذلك الصادق المهدي .. أو في بديل تمثله تجارب الديمقراطية السابقة .. كما أن الشعب السوداني لا يتمنى دوام الحال في ظل الإنقاذ الظالم .. فإذا كان لا بد من البحث عن بديل والبحث عن الأفضل لمستقبل البلاد فليبحث الحادبون على تجارب أخرى غير تجارب الديمقراطية في الماضي .. وغير تلك الرموز السياسية المجربة مئات المرات .. وفي نفس الوقت يجب أن لا نخدع الشعب السوداني بالمقارنات الكاذبة الخادعة .. ونقول أن الأحوال قبل 30 يونيو 89 كانت أفضل من الِأوضاع الحالية .. فتلك فرية وكذبة كبيرة للغاية .. لا يستوعبها من عاش التجارب الماضية بخطواتها الصغيرة والكبيرة .. والذي يمجد مرحلة من المراحل بطريقة عمياء دون الحقائق فهو مجرد طبال لا أكثر .
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de