عرمان وميلاده الجديد (البعاتي) بقلم علي النور داؤد

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-01-2024, 04:19 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-03-2017, 05:36 PM

علي النور داؤد
<aعلي النور داؤد
تاريخ التسجيل: 05-12-2017
مجموع المشاركات: 5

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عرمان وميلاده الجديد (البعاتي) بقلم علي النور داؤد

    04:36 PM July, 03 2017

    سودانيز اون لاين
    علي النور داؤد-كمبالا- يوغندا
    مكتبتى
    رابط مختصر


    كمبالا
    [email protected]

    تقول الأسطوره أن الأشرار عندما يموتون تأتي أرواحهم في صوره (البعاتي) لإثارة الرعب والزعر وسط الناس وإختطاف مأكلهم ومشربهم من جديد ، وهي قصص وحكاوي تحكي للأطفال لتقييد حركتهم ليلا و السيطرة علي عقولهم وتحفيزهم للنوم المبكر ، وسرعان ما يكتشف الأطفال أنفسهم أن( البعاتي) ما هو الا أسطورة ولا وجود له علي ارض الواقع ، وأن الأرواح الشريرة ما هي إلا صور ذهنيه من صنع المحتالون الأحياء ، وكثيرا ما يلعب الأب أو الاخ الأكبر دور( البعاتي).
    طالعنا في الاول من يوليو 2017م ، لياسر سعيد عرمان ، الأمين العام للحركه الشعبيه المقال ، مقالا بعنوان (نحو ميلاد ثاني لرؤية السودان الجديد ) ، وقد سكب الرجل دموعا غزيره من الزيف والتضليل ، ومحاولا إبتزاز وإستنساخ قصص (البعاتي)، مثل التي تحكي للأطفال بغرض النوم ، ومدعيا ومعلنا ميعاد ألم المخاض ، حيث قال عرمان : (وإذا أراد أصدقاءنا أو خصومنا أن يعلموا ماذا سنفعل ،فإننا بالقطع سنتجه مع كل الراغبين نحو بدايه جديده وميلاد ثان لرؤية السودان الجديد ).
    ونحن نتساءل ماهي تلكم الرؤيه الجديده التي يبشرنا بها ياسر عرمان ؟
    ويجيب عرمان في مستهل مقاله، ( منذ أن صدح دكتور جون قرنق دي مبيور برؤيته الثاقبه والآسرة معا رؤية السودان الجديد في يوليو ١٩٨٣م والتي هدفت غي الأساس لتحرير وتوحيد السودان) .
    ويواصل عرمان ( رؤيه السودان الجديد أمام خيارين لا بد أن ينتصر أحدهما ، فإما أن تصعد نحو ميلاد ثاني يفتح أمامها أبواب التجديد والإنفتاح علي الحقائق الجديده علي مستوي الممارسه والنظريه ، وأن تستقي دروس جديده من الممارسه والنتائج التي تمخضت عنها سلبا وإيجابا لتواصل تقدمها نحو الأمام ، أو يصيبها الجمود في عالم متغير علي مدار الساعه واليوم ) .
    عندما نقوم بالتعليق او التعقيب علي مقالات عرمان ، فنحن ننطلق من مبدأين :
    المبدأ الأول .: دورنا في بث الوعي والإستنارة في مجتمعنا السوداني وقضاياه العادله ، ولان عرمان يطرح قضيه عامه .
    المبدأ الثاني : شهادتنا لتجربه عرمان كأمين عام للحركه الشعبيه والتي أقيل منها مؤخرا ومحاولته الهروب لإنجاب جنين جديد ليأكيد وجوده وفاعليته في الحراك السياسي السوداني .
    أولا : دعونا نزيل الإلتباس وتغبيش الحقائق المستمرة من خلال إيهام الرأي العام السوداني والإقليمي والدولي بأن رؤية السودان الجديد والتي طرحها دكتور جون قرنق ١٩٨٣م هي نفس الجنين الذي يبشرنا عرمان بقرب مووعد ميلاده ، رؤيه السودان الجديد والتي هدفت الي تحرير السودان من المفاهيم الخاطئه وتوحيده علي أسس جديده والتي أنشأت بموجبها الحركه الشعبيه والجيش الشعبي لتحرير السودان من أجله هو ( سودان علماني ديمقراطي موحد مبني علي اسس الحريه والعداله والمواطنه المتساويه )، تلكم الرؤيه ولدت منذ عام ١٩٨٣م ، وصحيح الأفكار والمشروعات الإنسانيه تحتاج الي نقد دائم والتطوير ولا يسمي ذلك ميلادا جديدا ، بل هي عمليات التطوير للمشروعات الانسانيه ، ومحاولات عرمان الحديث عن ميلاد ثان لرؤيه السودان الجديد هو نوع من التضليل والخداع وممارسه الإحتيال السياسي ، فمن حق عرمان إنتاج رؤيه جديده ، أو إضافه وتطوير الرؤيه الموجوده علي مستوي الممارسه والنظريه دون إلتباس وإيهام الآخرين بميلاد جديد ، .
    ثانيا: يقول عرمان ( رؤية السودان الجديد أمام خيارين لا بد ان تنتصر أحدهما ، فإما ان تصعد نحو ميلاد ثاني او يصيبها الجمود في عالم متغير علي مدار الساعه واليوم ) .
    هذا إختزال مخل ، وتحليل مبني علي الخط المستقيم وهو أقرب لتحليل رجل الدين ( خير او شر ) ليست هنالك أي مساحه لرؤيه الجوانب الأخري ،و الجميع يعلمون الأسباب والتداعيات التي أدت لإقاله عرمان من الأمانه العامه للحركه الشعبيه ورئاسة وفدها المفاوض ، وربما نختلف أو نتفق في تلكم الأسباب وهي أسباب وصفها أغلب المحللين بأنها ذات أبعاد إداريه وأدائيه في أغلبها ،ولها علاقه مباشره بالهياكل الإداريه والاشخاص المسئولين والخلافات في الرؤي يجب ترحيلها لمؤسسات التنظيم لحسمها ، ومحاولات الإيحاء بأن المشكله تكمن في رؤيه السودان الجديد والحوجه لميلاد ثان للرؤيه ما هو الا زر الرماد علي العيون .
    محاولات ربط التقدم والانفتاح والقوميه بشخص عرمان وما دونه من الأشخاص بالجمود هي مؤشرات عنصريه وهي في حد ذاتها أمراض نفسيه وتعبر عن استعلاء عرقي . وهي أمراض السودان القديم نفسها ..
    لن نستبق الأشياء فنحن في إنتظار الجنين الجديد وسنحكم عليه تباعا....
    سؤال أخير لياسر سعيد عرمان ..هل الذي يفشل في إدارة تنظيم يحمل نفس الرؤيه والمشروع .، هل يستطيع النجاح بمجرد تغيير الاسماء فقط؟ هل إعادة العمليه بنفس الطرق والوسائل تجعلك تتوقع نتائج مغايرة؟

    بتاريخ ١٩‏/٠٥‏/٢٠١٧ ١١:٤٤ م، جاء من "kuti daoud" :
    تعقيب علي ورقة مقدمة في منتدى حشد الوحدوي الشامل
    تحت عنوان مسألة علاقة الدين بالدولة و مفهوم الدوله المدنيه الديمقراطيه الحديثه وعلاقة ذلك بحق تقرير المصير ومقومات الوحدة الوطنية السودانية
    بقلم / علي النور داؤد

    بتاريخ 2/5/2017م وتحت عنوان مسألة علاقة الدين بالدولة و مفهوم الدوله المدنيه الحديثه و علاقة ذلك بحق تقرير المصير و مقومات الوحدة الوطنية , قدم رئيس حشد الوحدوي والمسؤول السياسي والمجلس القيادي (عبدالرحمن عبدالجبار –ابو فواز) تلك الورقة المريبة و المليئة بالمغالطات , ولان الورقه تناولت قضايا تهمنا , كان لزاما علينا التعقيب ومحاولة التصدي لمحاولات تغبيش الوعي و ممارسات الاستهبال السياسي والسعي الحثيث لانتاج والتبشير بنظام ديني جديد تحت مسمي الدوله المدنيه الحديثه.
    تناولت الورقة العديد من القضايا ولكننا سنركز علي الاتي:-
    - ما هو حق تقرير المصير ؟ وأين هو من القانون الدولي ؟
    - الجدل بين مفهومي العلمانية والدولة المدنية

    بدءا دعونا نعرف القارئ الكريم بالجهة مقدمة الورقة ( حشد) تعني الحزب الاشتراكي الديمقراطي الوحدوي ,تأسس في أكتوبر 2002م ,و انعقد المؤتمر العام لهم في عام 2006م , انضم الحزب إلى قوى الإجماع الوطني بعد توقيع قوي الاجماع الوطني علي وثيقة البديل الديمقراطي التي أكدت علي مبدأ إسقاط النظام , رؤية حشد الوحدوي لإسقاط النظام هي : الانتفاضة الشعبية , الاضراب العام , والعصيان المدني.
    في مقال سابق طرحنا سؤالا محوريا ( من هم الذين يقفون ضد المطالبة بحق تقرير المصير للشعوب السودانية المضطهدة (شعب جبال النوبة والنيل الازرق وشعب دارفور)؟ وما هي المبررات الاخلاقيه والانسانيه لذلك الرفض؟ وما هي الحلول العملية التي يقدمونها لتلك الشعوب المضطهدة على أساس العرق و النوع والدين؟ وإلى متى تستمر عمليات الإبادة الممنهجة لتلك الشعوب ؟
    ونعيد ذلكم التحليل لارتباطه الوثيق بموقف الحزب الاشتراكي الوحدوي ,حيث أكد رئيسهم في خاتمة ورقته المثيرة للجدل والإشفاق الاتي:
    - لماذا رفضنا في الماضي ونرفض الآن الحديث عن حق تقرير المصير؟
    - لماذا نرفض الدوله الدينيه و ننادي بفصل الدين عن السياسة؟
    - لماذا نتحاشى التبشير بعلمانية الدولة ونبشر بمفهوم الدوله المدنيه الديمقراطيه؟

    الذين يقفون ضد المطالبة بحق تقرير المصير للشعوب السودانية المضطهدة على أساس العرق والنوع والدين هم:-
    - صفوة المركز أو الهمباتة ( هم مجموعة من الصفوة المعاد إنتاجها ثقافيا داخل حقل الثقافة العربية والإسلامية عبر عمليات الأدلجة ,هؤلاء يحتكرون السلطة والثروة ,وفي سبيل تأمين مصالحهم يسخرون الثقافة والعرق والدين والجغرافيا, في هذه المجموعة لا يهم من أي مجموعة ثقافية أو عرقية ترجع أصول الفرد, فقط أن يكون مستعدا للتضحية بكل ما هو اخلاقي وانساني تحت شعار الاسلام والعروبة ، لاحتكار السلطة والثروة وممارسة القمع والاسترقاق السياسي.
    - القوى الرجعية من اقصى اليمين الى اقصى اليسار
    - وكلاء المركز في قوى المعارضة السودانية وقوى التغيير ( هذه المجموعة تسعى فقط لتحسين شروط العبوديه في حين يكافح الشعب السوداني لإنهاء الاسترقاق السياسي , هذه الفئة هي الأكثر خطورة لأنها تعمل في عمق المعارضة ومهمتها التخزيل والالتفاف وتغبيش الوعي للجماهير وإدارة وخلق الأزمات داخل قوى المعارضة وممارسة الاستهبال السياسي .

    فحسنا فعل ( ابو فواز) واعلن عن ما يجيش بداخله ورؤية حشد الوحدوي في قضايا علاقة الدين بالدولة وحق تقرير المصير و العلمانية ومشروع السودان الجديد والدوله الدينيه والجيش الشعبي وقوي الكفاح الثوري .

    في تعقيبنا علي ورقة حشد سنركز الآن علي النقاط الرئيسية وإزالة اللبس والمغالطات .
    يقول ابو فواز: (لا بد لنا في مقدمة هذه الورقة أن نبين أهمية طرح هذه المسألة الآن ولماذا قررت ادارة المنتدى بالتنسيق مع القطاع السياسي بالحزب اختيار هذا المبحث المعقد , والمثير للجدل وفي هذا التوقيت بالذات )
    (فعندما تم الاعلان عن ما يسمى بنداء السودان كجسم تنسيقي بأديس أبابا في ديسمبر 2014م بين الجبهة الثورية وحزب الأمة ومبادرة المجتمع المدني ومجموعه من أحزاب تحالف قوى الإجماع الوطني ادى ذلك الى تهديد وحدة المعارضة السودانية برمتها)
    (فلقد انقسمت الجبهة الثورية علي نفسها , كما انقسم ايضا اكبر و اعرق واقدم تحالف سياسي مدني معارض في السودان وهو تحالف قوي الاجماع الوطني ولا نريد هنا أن نسهب في أسباب هذه النكبة , ولكن باختصار شديد فان نداء السودان بني على أساس باطل وهو ما يسمى بالحل السياسي الشامل عبر الآلية الأفريقية والذي يحاول إعادة كارثة نيفاشا الشاملة للسلام التي أدت إلى تثبيت أركان النظام وفصل جنوب السودان )
    ( الحركات المسلحة التي كانت قد توحدت في منظومة الجبهة الثورية قبل نداء السودان انقسمت مؤخرا إلى ج ث (ا) و ج ث (ب) بالاضافة الى تيار عبد الواحد , هذه الحركات والتي تدعي بأنها تمثل الهامش في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق وبعض مناطق الشمال والشرق , فإنها قامت بتشويه مشروع السودان الجديد وظلت تعلن حربا لا هوادة فيها علي ما يسمونه (بالمركز) هذا المفهوم الهلامي الذي يعتبرونه أساس الأزمة السودانية , وأنها تطلق على كل الأحزاب المعارضة تسمية ( الأحزاب الشمالية) وتحميلها وزر كل الكوارث السياسية التي حاقت بالوطن , و ينسون أو يتناسون بأن هذه الأحزاب هي أحزاب قومية لديها عضوية ومؤسسين من كل بقاع السودان , وأن تلك الأحزاب وعضويتها قد عانت و تعاني من التهميش الاقتصادي والحقوقي حتى في وسط العاصمة )
    ( النخب والكوادر المثقفة التابعة للحركات المسلحة في المناطق الثلاث وبعض النخب المتطرفة من الوسط والشمال والشرق يصرون علي استخدام مفهوم الدوله العلمانيه الذي شابته الكثير من التقرحات واصبح منفر للشعب السوداني , كما أنهم يتهموننا بـالنفاق والجبن لأننا في أحزاب المعارضة المدنية و بالإجماع توافقنا علي أن لفظ العلمانية قد تخطاه التاريخ , وأن المفهوم البديل هو مفهوم الدوله المدنيه الحديثه و لم يشفع لنا في كل الاحزاب السياسيه المعارضه , أننا ثبتنا في أدبياتنا و مواثيقنا أننا ننادي بفصل الدين عن السياسة , فإننا ننادي بالعدالة والمساواة وحكم القانون ونبذ العنصرية وأن المواطنة هي أساس الحقوق والواجبات ,)
    ( لم يتعظ كثير من مثقفي دارفور وجبال النوبة والنيل الازرق من تجربة انفصال جنوب السودان الذي لم يحقق سلاما ولا وحده ولا ازدهار , بعد أن خسر السودان الكبير ثلث مواطنيه واراضيه وثرواته و كل ذلك كان من أجل تثبيت أركان النظام الحاكم ومن اجل تحقيق احلام النخب المثقفة والعسكرية في الحركة الشعبية في السلطة والثروة , فساقت معها المواطنين البسطاء عن غير وعي إلى حق تقرير المصير والانفصال, نقول لم يتعظ بعض المثقفين من تلك التجربه المريره وظلوا يرددون في اسطوانه مشروخه حق تقرير المصير لدارفور وجبال النوبة والنيل الازرق , وأخطر من ذلك مطالبة عبد العزيز الحلو بأن يستمر الجيش الشعبي لتحرير السودان مستقلا عن الجيش السوداني القومي حتى وان سقط النظام وعلى الاقل عشرين عاما )
    الجدل بين مفهومي العلمانية والدولة المدنية , لقد وضح جليا لكل الناشطين في مجال الفكر الحداثوي والباحثين في ثقافة الديمقراطية وحقوق الإنسان وجميع الذين ساهموا من علماء السياسة والمجتمع من السودانيين خاصة والمسلمين والعرب عامة , أن مفهوم العلمانية قد شابه كثير من الغموض وعدم الوضوح , لذلك فقد صار يستخدم كمرادف للإلحاد والدعوة للإباحية والحرية غير المنضبطة بخبث وذكاء)
    ( لذلك فإن الحكمة السياسة تقتضي علي دعاة الاستنارة والحداثة بأن لا تكون العلمانية هي واجهة خطابهم الفكري والسياسي في هذه المرحلة الانتقالية في تاريخ مجتمعنا السياسي المحافظ)
    ( توافقت معظم الأحزاب الديمقراطية علي الدعوه الي مفهوم الدولة المدنية بدلا من العلمانيه)
    ( انتهي جزء من مقتطفات ورقة رئيس الحزب الاشتراكي الوحدوي)
    اولا:- نستميح أ.د حبيب عبدالرب سروري بإقتباس جزء من مقاله ( ما الفرق بين الدوله العلمانيه والدوله المدنيه )

    الفرق بين الدوله العلمانيه و الدوله المدنيه :-

    يكتنف استخدام مفهومي الدوله المدنيه و الدوله العلمانيه في خطابنا اليومي خلط و ملابسات و للإجابة علي الفرق بين الدولة المدنية والدولة العلمانية والتطرق للصعوبات التي تواجه علمنة الدولة المدنية التي ينشدها دعاة الدولة المدنية , يلزم التذكير بتعريفي هاتين الدولتين :-
    - ١- الدوله العلمانيه (المتجذرة في حيوات معظم الدول المتقدمة مثل أمريكا واليابان ودول أوروبا و تركيا( مركز امبراطورية الاسلام سابقا) هي : دولة تفصل بين السلطات السياسية والمالية والعلمية والدينية و تخضعها جميعا للقانون المدني الذي يحدد أدوارها و ميثاق علاقتها )
    كلمة الفصل هي بيت القصيد , ثمة مبدآن علمانيان جوهريان ينبثقان من هذا الفصل.

    المبدأ الاول :-

    تفصل الدول العلمانية بين مجالين مختلفين في حياة الناس العام والخاص .

    المجال العام:

    الذي يضم المدرسه والفضاء المدني عموما , مكرس لما يخدم جميع الناس , بغض النظر عن أصلهم و ألوانهم ومعتقداتهم الدينية أو ميولهم الإلحادية , لا مرجعية فيه لأي دين أو فلسفة إلحادية
    .
    المجال الخاص :

    يستوعب كل المعتقدات والرؤى الشخصية , دينية كانت ام لا دينية او الحاديه .

    ٢- المبدأ الثاني :-

    تضمن الدوله العلمانيه المساواة الكلية بين المتدينين بمختلف مذاهبهم واللا متدينين و الملحدين أيضا, وتدافع عن حريتهم المطلقة في ايمانهم او عدم إيمانهم (حرية الضمير) وتحترمها بحق.

    مفهوم الدوله المدنيه:-

    انبثق هذا المفهوم غداة اندلاع الثورات العربية واكتسب أهمية متصاعدة بعد أول انتصاراتها , ويعرف الكثيرون هذه الدولة بأنها ( دولة تحقق جملة من المطالب المتعلقة بالمواطنة المتساوية والديمقراطية والحريات وحقوق الإنسان و غيرها من المطالب المتصلة بحاجة الشعوب العربية إلى التطور والتنمية وتستمد قانونها من الشريعة الإسلامية)
    إذا كانت جميع الدول العربية لديها أشكالا مختلفة للدوله الدينيه التقليدية , الدولة المدنية المنشودة لا تختلف كثيرا عن الدوله الدينيه الا بنزعتها المعلنة لإرساء الديمقراطية و المساواة ومواكبة العصر الحديث , فيما يختلف الدولة المدنية لشكل ملحوظ عن الدوله العلمانيه.

    الفوارق الجوهرية بين مفهومي الدوله المدنيه والدوله العلمانية

    1-أبرز ما حققه مفهوم الدوله العلمانيه على الصعيد الحضاري هو انهاء الصراعات والاضطهاد الطائفي والحروب الدينية في الدول التي ترسخ فيها مفهوم الدوله العلمانيه
    2-بفضل المبدأ الثاني للعلمانية يكفي علي سبيل المثال انهاء الخلافات الصدامية بين البروتستانت والكاثوليك في فرنسا وألمانيا وبريطانيا والحروب الدينية الطاحنة التي سبقت عصر العلمانية , فصارت من المستحيل الحروب والصراعات في المجتمعات العلمانية بفضل المساواة المطلقة بين الجميع .
    3-لعل عدم اعتناق مفهوم الدوله المدنيه المبدأ العلماني الثاني لا يبعث الامل الجاد بامكانية التساوي الكلي الحقيقي بين مختلف الفئات الدينيه والعرقيه في الدول المدنية المنشودة, أو بإمكانية القطيعة مع ما يؤدي إلى تمييز فئة عن أخرى , ناهيك أن أدبيات الدوله الدينيه المدنيه لا تضمن الاعتراف بحق عدم الإيمان أو الإلحاد.
    4-احد ابرز الانجازات الحضارية للدولة العلمانية الغاؤها المطلق للشرعية اي فتوي دينيه او سياسيه تمس حياة عالم او مفكر , او اصدار اي كتاب كما ازدحم تراجيديا بذلك تاريخ فتاوى الكنيسة في أوروبا حيث لا تبدو في مشاريع الدوله المدنيه أي نوايا تتعلق بالفصل القانوني بين الدين والسياسة والعلم, بغية القطيعة الجذرية مع التاريخ العربي والإسلامي الحافل بالفتاوي( دينيه او سياسيه مضرجة بالقمع والدم مست المفكرين والأدباء بشكل مريع.)
    5-تظل المدرسة العلمانية اعظم انجازات الدول العلمانية بلا منازع و يتأسس عليها التفوق الحضاري لهذه الدول علي بقية العالم .
    فهذه المدرسة التي يدرس فيها أبناء غير المتدينين أو ذوي الديانات المختلفة معا وبشكل حضاري ومتالف متناغم , مفصولة تماما عن تأثير أي دين كان ,أو فلسفة ملحدة , تعلم الطالب كيف يفكر بروح نقدية وكيف يحكم لوحده دون أي يقين مسبق بأي عقيدة أو أيدلوجية , وكيف يمارس حريته في التحليل والتمحيص والرفض , وكيف يبني يوما بعد يوم شخصيته المستقبلية , تكرس هذه المدرسة في الطالب العقلية العلمية الخالصة وتنمي استخدامها لفهم الكون والحياة انطلاقا من مبادئ السببية والتجربة والبرهان وتسمح له هذه المدرسة أيضا بالانفتاح علي استيعاب التراث الفكري الإنساني بمختلف تياراته الفلسفية
    6-لا يوجد في مشروع الدوله المدنيه الذي تلوح به الثورات العربية حتى الان اي رغبه حقيقيه في قطيعة جذرية مع فلسفة وتكوين المدرسه العربيه الاسلاميه الحالية التي انجبت بامتياز أجيالا ممن تعلموا الخضوع للجلاد وترعرعوا في ثقافة التفسيرات الظلامية للكون والحياة , وحافظوا علي سمعة تخلفنا العلمي والاجتماعي والحضاري .
    7-ثمة إنجاز حضاري علماني هام تحول الدين في الدول العلمانية إلى سلطة روحية خالصة, لا يستطيع السياسي التحكم بها حيث لا يمكنه مثلا إعداد الخطب الدينية التي تلقى في المعابد مثل حال خطب مساجد دولنا الاسلاميه والعربيه .
    بعد هذه المقارنه البسيطه بين مفهوم الدولة العلمانية والمدنية التي تستمد قانونها من الشريعة الإسلامية , يجب علي دعاة الدولة المدنية عدم إثارة الضوضاء , والدعوة موجهة للحزب الاشتراكي الوحدوي و يصبح حديثكم عن رفض الدولة الدينية والدعوة لفصل الدين عن السياسة مجرد ذر الرماد علي العيون , واختزالكم للعلمانية بأنه مرادف للالحاد حديث موغل في الجهل والتجهيل بماهية الدوله العلمانيه.

    حق تقرير المصير ومطالبة زعيم المهمشين عبد العزيز الحلو ببقاء الجيش الشعبي عشرون عاما
    تحدثنا في مقالين سابقين منشورات في صحيفة الراكوبة و سودانيزاونلاين عن تعريف حق تقرير المصير و ومقاصد ومآلات الممارسة تحت عنوان ( الحركة الشعبية ومآلات حق تقرير المصير تكتيك أم استراتيجية ) يمكن الرجوع إليها, وما نود تأكيده , أن حق تقرير المصير هو حق أخلاقي وقانوني وإنساني للشعوب المطالبة به وهو طريق للوحدة الطوعية علي أسس جديدة ,وليس هناك تعارض بين مشروع السودان الجديد والمطالبة بحق تقرير المصير للشعوب السودانية المضطهدة على أساس العرق والنوع والدين .
    وسيظل الخيار الأفضل للسودانيين لانهاء الحروب والصراعات , التخلي عن مشروع الدولة الدينية بكل مسمياتها و تحقيق السودان العلماني الديمقراطي الموحد القائم على العدالة والحرية والمواطنة المتساوية, ولكن في ظل تمسك النظام بالشريعة الإسلامية ودعوة الآخرين لدولة دينية أخرى تحت ستار الدوله المدنيه الحديثه , يصبح حق تقرير المصير وبقاء الجيش الشعبي شروط مهمة لينعم الجميع بالسلام, لأنه ببساطة ليست هناك مواطنة متساوية في ظل الدولة الدينية أيا كانت مسمياتها.
    علي النور داؤد
    كمبالا –أوغندا
    19 مايو 2017م

    بتاريخ ١٥‏/٠٥‏/٢٠١٧ ٢:١٨ ص، جاء من "kuti daoud" :
    الحركه الشعبيه ومآلات حق تقرير المصير ، (تكتيك)أم إستراتيجيه؟(٢)
    بقلم علي النور داؤد
    [email protected]

    في المقال السابق تحدثنا عن حق تقرير المصير والذي يعني (الإراده العليا للشعوب في وضع أبجديات وأسس مسيرة حياتها السياسيه والإقتصاديه والإجتماعيه ) ، وأنه لا مفر في السودان من محاولات تغبيش الوعي والإستهبال السياسي ،و ممارسه حق تقرير المصير للشعوب السودانيه المضطهده ليس منحه من أحد ، هو حق محمي بإراده تلك الشعوب ، وإن دعي الأمر لن نستميح الآخرون لممارسته ، فبإراده شعوبنا نستطيع فرض سياسه الأمر الواقع،

    التطوّر التاريخي لحق تقرير المصير:-

    تقرير المصير السياسي قد تم توثيقه وتعزيزه من قبل الشعوب القديمه كبلاد ما بين النهرين MESOPOTMIA ANCIENT, ودولة المدينه في اليونان CREEK CITY STATES , ومع توسع الإمبراطوريات وتطور مفهوم السياده السياسيه الذي حدث بعد (معاهدة وستفاليا) TREATY OF WESTPHALIA, في ذات الوقت ظهر في أوربا مفهوم القوميه كأيدلوجيا توحيد أثناء الثوره الصناعيه وما بعدها ، ليس فقط بين القوي المتنافسه ولكن أيضا لدي الجماعات التي شعرت بالتبعيه والحرمان داخل دولها الكبري، ففي مثل هذه الحالات يمكن أن ينظر لتقرير المصير علي أنه رد فعل علي الإمبرياليه ، وعندما وقع حلفاء الحرب العالميه الثانيه في العام ١٩٤١م علي ميثاق الأطلسي، تطور الأمر في العام ١٩٤٥م فأصبح حق تقرير المصير بنهايه الحرب ضمن ميثاق الأمم المتحده، وبالتالي جزء من القانون الدولي والدبلوماسيه العالميه ،لذا نجد في الفقره الثانيه من الماده الاولي للفصل الأول من ميثاق الأمم المتحده ، تنص علي أن الغرض من الميثاق هو ( تطوير العلاقات الوديه بين الأمم علي أساس إحترام مبدأ المساواة في الحقوق وتقرير المصير للشعوب وإتخاذ التدابير الأخري الملائمه لتعزيز السلام العالمي ) ،لذا يصبح حق تقرير المصير للشعوب المطالبه به حق قانوني وشرعي وأخلاقي يجب إحترامه والعمل به.
    لهذا فإن تقرير المصير هو مبدأ في القانون الدولي ، الذي أقره ميثاق الأمم المتحده، وفي ذلك ان لجميع الشعوب الحق في تقرير مصيرها أذا رأت أن ذلك سيقود الي حل مشاكلها، لذا في الفقه الدستوري يُفسر تقرير المصير بأنه الحق الأساسي لجميع الناس في أن تقرر بحريه تامه وضعها الخاص ، وأن تسعي بحريه لتحقيق التنميه الإقتصاديه والإجتماعيه والثقافيه الذاتيه، والجدير بالزكر أن مفهوم تقرير المصير قد تجسد أولا في إعلان الاستقلال الأمريكي عام ١٧٧٦م ، ثم في الإعلان الفرنسي لحقوق الانسان في العام ١٧٨٩م.

    من هم الذين يقفون ضد المطالبه بحق تقرير المصير للشعوب السودانيه المضطهده ولماذا؟

    (١) صفوة المركز أو ( الهمباتا) :-
    هؤلاء هم مجموعه من الصفوة المعاد إنتاجها ثقافيا داخل حقل الثقافه الإسلاميه والعربيه عبر عمليات الأدلجه، هؤلاء يحتكرون السلطه والثروة ، وفي سبيل تأمين مصالحهم يسخرون الثقافه والعرق والدين والجغرافيا، في هذه المجموعه لا يهم من أي مجموعه عرقيه أو ثقافيه يرجع أصول المرء ، فقط أن تكون مستعداً بالتضحيه بكل ما هو أخلاقي وإنساني تحت شعار الإسلام والعروبه لإحتكار السلطه والثروة وممارسه الإسترقاق السياسي للآخر المختلف.

    (٢) القوي الرجعيه :-
    هي القوي الرجعيه من أقصي اليسار إلي أقصي اليمين.

    (٣) وكلاء صفوة المركز في قوي المعارضه والتغيير والكفاح الثوري:-

    في حين يكافح الشعب السوداني لإنهاء الإستغلال والإسترقاق السياسي ، تجد هذه المجموعه تسعي فقط لتحسين شروط العبوديه والإسترقاق السياسي ، هذه الفئه هي الأكثر خطورة لأنها متخفيه في ثياب المعارضه وقوي التغيير بعقليه صفوة المركز ومهمتهم هي التخزيل وتغييب الوعي وإداره الإنشقاقات داخل المعارضه وقوي الكفاح الثوري وممارسه الإستهبال السياسي.

    علي النور داؤد
    ١٥مايو ٢٠١٧م
    كمبالا..يوغندا.























                  

07-03-2017, 09:01 PM

Omer Abdalla Omer
<aOmer Abdalla Omer
تاريخ التسجيل: 03-02-2004
مجموع المشاركات: 4075

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عرمان وميلاده الجديد (البعاتي) بقلم علي ا� (Re: علي النور داؤد)

    بعد هذه المقارنه البسيطه بين مفهوم الدولة العلمانية والمدنية التي تستمد قانونها من الشريعة الإسلامية , يجب علي دعاة الدولة المدنية عدم إثارة الضوضاء , والدعوة موجهة للحزب الاشتراكي الوحدوي و يصبح حديثكم عن رفض الدولة الدينية والدعوة لفصل الدين عن السياسة مجرد ذر الرماد علي العيون , واختزالكم للعلمانية بأنه مرادف للالحاد حديث موغل في الجهل والتجهيل بماهية الدوله العلمانيه.
    }}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}
    Well said
    تعبنا من الإستهبال بلا حدود دا
                  

07-03-2017, 10:00 PM

يوسف عبد الله


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عرمان وميلاده الجديد (البعاتي) بقلم علي ا� (Re: علي النور داؤد)

    علمانية تتتتستمد قوانينها من الشريعة الاسلامية.....أي شريعة يا جاهل؟.....شريعة تعود للقرن السابع الميلادي
    لا تصلح الا للهمج المتخلفين من امثالك.....العلمانية هي ان لا يكون للدين أي دور او تأثير على تشريعات
    الدولة وقوانينها التي يجب ان تصاغ وفق متطلبات الواقع والعصر....كل من ينادي بقوانين مستمدة من
    الشريعة الاسلامية هو كوز دون ان يدري وان ظن نفسه اشتراكي وديمقراطي وما عارف ايه
                  

07-03-2017, 10:00 PM

يوسف عبد الله


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عرمان وميلاده الجديد (البعاتي) بقلم علي ا� (Re: علي النور داؤد)

    علمانية تتتتستمد قوانينها من الشريعة الاسلامية.....أي شريعة يا جاهل؟.....شريعة تعود للقرن السابع الميلادي
    لا تصلح الا للهمج المتخلفين من امثالك.....العلمانية هي ان لا يكون للدين أي دور او تأثير على تشريعات
    الدولة وقوانينها التي يجب ان تصاغ وفق متطلبات الواقع والعصر....كل من ينادي بقوانين مستمدة من
    الشريعة الاسلامية هو كوز دون ان يدري وان ظن نفسه اشتراكي وديمقراطي وما عارف ايه
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de