عيد بأيّة حال عدت يا عيد؟! (29 رحلوا) بقلم د. محمد بدوي مصطفى

نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-28-2024, 07:59 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-25-2017, 01:00 PM

محمد بدوي مصطفى
<aمحمد بدوي مصطفى
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 253

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عيد بأيّة حال عدت يا عيد؟! (29 رحلوا) بقلم د. محمد بدوي مصطفى

    12:00 PM June, 25 2017

    سودانيز اون لاين
    محمد بدوي مصطفى -Germany
    مكتبتى
    رابط مختصر



    mailto:[email protected]@badawi.de

    هل التاريخ أم الأحداث تعيد نفسها؟ لن أنسى حصة التاريخ مع أستاذي السراج بمدرسة المؤتمر عندما علّق غاضبا على جملة راسخة في اعتقادنا الشعبي، تلوكها الألسن وتلعكها الأسنان دون لأي (التاريخ يعيد نفسه) قائلا بلسان حاله متجهمّا: التاريخ لا ولم ولن يعيد نفسه، لكنها الأحداث! نعم، فالظروف المزرية التي يعيشها المواطن، بل كل قضية وكل نكسة تتشابه فيما بينها، وما أعظم تشابه النكسات في بلدنا التي لا تفتأ أن تتبرعم وتتكاثر وتنقسم كخلايا سرطان في ازدياد مطرد وكأنها في سباق مع الزمن. والأمرّ أو قل المُرّ في هذا أننا يا سادتي نتسابق في دهاليز شبكات التواصل الاجتماعي أن ننشرها، إن صلحت أم طلحت، إن صحّت أم أخفقت، ولا أحد منّا يتساءل أو يحرك ساكن بيد أن الكيبوردات تتفاعل معها كما يتفاعل الماء مع النار (انتشار سريع ثم اختزال)، أقصد هاهنا أننا نبثها في أرجاء العالم، نلوكها ونعيدها ونستحضرها في اللحظة لكن تظل يد أضعف الإيمان هي العليا: أن نرفع الأصابع عن الموبايل ويكون قد قُضي الأمر الذي فيه نستفتي.

    ما طعم العيد بربكم عندما يرحل أحبّ الناس إلى نفسك وأنت تعلم أيما علم أنك لن تراه ثانية ولن يداعب صوته الحنون طبلات أذنك البتّة ولن يمدّ إليك يده ملاطفا مازحا وبشوشا. أين لذّة العيد عندما ترى أبناء الوطن يموتون كالجراد في حروب لا تعنيهم لكنها تعني أهل السلطان من أولئك الذين تدهنسوا ولا يزالون، بغية أن يملؤوا "شوالاتهم" بالريالات، يدلسون ويحرفون المشاعر - إن جاز التعبير - من أجل أغراضهم الخاصة التي تعنيهم ولا تعني أيّ شخص من أبناء الأمّة. ذلك تراه العين المجرّدة ولا يحتاج منّا لِ"درس عصر"، إمّا حبّا في ملايين شبه الجزيرة وإما تفانيا في نيل تابعيتها واستحسانها "وما أنزل علينا القرآن لنشقى". ما طعم العيد وحفنة من أبناء الوطن: تسعة وعشرون من خيرة الخبراء في مجالاتهم المختلفة الطيران، العلوم الحربية، الدفاع، الخ، ولا يعلم إلى الآن أحد منّا أين واروا جثثهم!! ماذا أقول بربكم لأم أكرم، السيدة نفيسة المليك، وماذا نقول لإخوته وأخواته، أهله وأحبابه، جيرانه وجاراته عنه والعيد قد أرسل أشعته إيذانا برحيل شهر الصوم والبركة؟ أليسه حق عليهم أن يعلموا؟ بل أنه حق على كلّ فرد من تلك الأسر التي فقدت فلذة كبدها وأعز ما لديها! خيانة عظمى باسم الدين وباسم التقوى الزائفة، تلفيق، تدليس وانتهاك لحرمات الوطن. ما طعم العيد بعد كل هذه الجروح؟ ما طعم العيد بعد كل هذه النكسات؟ وما طعمه ونحن التلاميذ النجباء نجُلد بعنج الجلاد؟ نصغي، ثم نسمع، ثم نفهم، ثم نستكين ومن ثمّة نستجيب في طاعة ورضاء دون أن نثور!؟

    عندما ننظر إلى بلدنا وما آل إليه حالنا ونحن الآن على أعتاب العيد ومن المفترض أن يكون عيدا سعيدا، نجد أن قصيدة أبو الطيب المتنبئ قد اختارت نفسها علما بأنها قد قيلت قبل ما يقارب الألف وأربعمائة سنة من عمر التاريخ. يؤرّخ مؤرّخو الأدب بأنها رأت النور في غضون عيد الأضحية وكلنا ضحايا وأضاحي والوطن أوّلنا. في الحقيقة أنه لا يهم إن كان هذا العيد أم ذاك، لكن ها نحنذا يهلّ علينا اليوم عيد الفطر دون سعادة، ويرفرف على رؤوسنا دون فرحة ودون أن يحرك بجناحيه دفعات هواء طيّبة أو أن يرسل نسيمات يستنشقها الناس بعد أبلوا في غضون شهر الصيام وفي طرقات الحياة بلاءا حسنا بكل ما تحمل هذه الكلمة من معان، وفي الأصل هم صاموا ويصومون الدهر على تمرة لا تسدّ الرمق مذ أن أظلمت عليهم شمس الانقاذ، ثم أنهم لا يزالون يلهجون لإفطار يحمل في جنباته لقيمات الأبجديّة: الحريّة، الوطنية والسلام. ليس إلا!

    عيد بأيّة حال عدت يا عيد، ترسم هذه الأبيات لنا صورة واقعية لوضع مأساوي يعيشه أهل السودان في كل لمحة ونفس وذلك طيلة ثلاثة عقود من عمر زهرة النيل. تستهل القصيدة التي اختارت نفسها لتصور فاجعة السودان بتساؤل مفروض: لماذا أتيت أيها العيد؟ تاركا تساؤلا ضمنيا آخر: أجئت بجديد؟ أم أنك تحمل في ثناياك آلام الماضي وعلقمه الذي تجرعه أهلي السنين الطوال، ماض ملِئ بالمآسي والكوارث؟! هذا السؤال الصريح أظنه يساور كل فرد منّا ولن نجد له جوابا، ففي يوم العيد ينسى أهل السودان الطيبون كعادتهم المعهودة التي سلقوا عليها، كل ما ومن أجحف في حقهم أو جار عليهم، لكنهم في ذلك لن ينسوا – كما عهدنا عنهم قوة جأشهم وشجاعتهم، فقدهم الجلل، بل ويستحضرون بكل أحساس دفين أولئك الذين حُصدت أرواحهم وزُهقت دون ذنب جنوه، يستشفون القوة من عيون ذكرى أولئك الذين سالت دماؤهم بدون لؤم اقترفوه؛ يا للمأساة: قُتلوا ومشت مواكب السلطان في جنائز بعضهم وبعضهم الآخر واروا جثثهم في أرض الضباع تاركين الأهل دون سؤال أو جواب، حيث لم يجف الدمع ولم يُضمد بَسلم النسيات الجرح الغائر لفقدهم. فما طعم العيد يا سادتي والأحداث تعيد نفسها لا التاريخ، كرب تلو الآخر، نسكة تلو الأخرى، جرح يليه جرح.

    يتساءل أبو الطيب عن الأحبة الذين غادروا أو بالأحرى غُودِروا وأُزهقت أرواحهم، فيجيب بلسان حاله: أنهم في بيداء الله الواسعة، رحلوا عنه ويتأسف ولكن لا يرجع إليه إلا صدى صوته من حيث أتى: فما من مجيب ببيداء الله القاحلة. ألا رحمة الله على أميّ السيّدة العميدة عزّة الريح العيدروس وعلى صديقي وأخي أكرم الفاتح يوسف وعلى شهداء الأمّة من الذين أزهقت أرواحهم جورا وبهتانا وكل موتانا وكل عام وأنتم بخير. فماذا ننتظر من عيد أتى أكثر من أن نقول: عيد بأيّة حال عدت يا عيد؟!
























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de