انهاراً من الدماء و ارواحاً من العزل و الابرياء تسفك يوماً بعد يوم و قوافل من الانفس البريئة تغادرنا إلى عالم الاموات فمتى يا عقلاء القوم نطوي صفحات هذه المآسي الاليمة التي افجعت قلوبنا و ادمت عيوننا برحيلها عنا أما آن الاوان لقطع يد الارهاب و التوحش و الإجرام و كسر سيوف الظلم و الاضطهاد لذئاب الفكر الاقصائي المتطرف الذي خلا من معاني الرحمة و الانسانية و المتعطش لسفك الدماء و انتهاك المحرمات ، هذا الفكر الذي لا يختلف كثيراً عن سابقه فكلاهما من اصل واحد ، فالأسلوب واحد و المنهج المتطرف و الفكر الارهابي واحد فما اشبه اليوم بالأمس ، فبالأمس سفكت الدماء و زهقت الارواح و سلبت الحريات و نهبت الخيارات على يد حكام الجور و الظلم و الطغيان ومن شتى الاجناس للمحتلين الغازين لبلاد الاسلام و المسلمين و اليوم يعود المشهد الأساوي على امة الاسلام من جديد فها هو شبح التنظيمات الفكرية المتطرفة يخيم على الامة الاسلامية جمعاء ليكمل مسيرة الاجرام و نشر الفساد و الافساد التي بدأها اسياده الغزاة المحتلين فنشر الخراب و اظهر البدع و حرم ما احلته السماء من قتل و تمثيل بالجثث و ترويع و تشريد و تهجير و نزوح بالجملة خدمة لمشاريع اسيادهم الغرباء و تنفيذاً لمخططاتهم الرامية لكسر شوكة الاسلام و بأي ثمنٍ كان المهم تحقيق اهدافهم الخبثية و مشاريعهم الفاسدة فكانت تنظيم مارقة العصر و خوارخه من دواعش الفكر الدكتاتوري السكين التي سلطها هؤلاء المحتلون على رقاب المسلمين وحتى تكون جرائمهم مشرعنة و فقد وجدوا ضالتهم في أئمة التيمية الغطاء الشرعي المناسب لارتكاب جرائم البشعة بحق الانسانية بغض النظر عن هوية و قومية و مذهبية المجني عليه فالكل في خانة التكفير و القتل و الارهاب ما دام يسير عكس اتجاه التيار التيمي و يخالف افكاره و جل معتقداته التي حاك خيوطها ايادٍ تسعى لضرب الاسلام من داخل الاسلام وهذا ما يحتم علينا نحن المسلمون من كتاب و مثقفين و اكاديمين و شرفاء و منصفين و اساتذة جامعات و دور تعليم و تربية و طلاب علم و معرفة و باحثين و محققين أن نحمل لواء الانتصار لديننا الحنيف و رسالته الشريفة السمحاء من خلال التصدي للأفكار المنحرفة و الدعاوى المزيفة التي جاء بها المنهج التيمي و التي لا أساس لها في تعاليم و قيم و احكام الاسلام و شرائع السماء و من على هذا المنبر الشريف فتلك دعوة لكل مَنْ يدين بدين الاسلام حتى نكون مصادقاً حقيقياً لقوله تعالى ( كنتم خير امة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر ) فيا معاشر المسلمين فلنشق الحجب و نشمر عن سواعدنا و لتخط و تكتب اقلامنا و نكشف للملأ عن زيف ادلة و حجم التدليس و مدى ضعة اسلوب و منهاج الخط الداعشي المارق عن الاسلام كي تعي البشرية مدى حجم المؤامرة و خطورتها و التي حيكت ضدها للنيل من انسانيتها و كرامتها حتى تجعلها لا تميز بين الناقة و الجمل و بذلك يختلط عليها الحابل بالنابل فتقع فريسة سهلة لمخططات اعداءنا و اعداء اسلامنا الحنيف وهذا ما لا يحمد عقباه وهنا نقول فمتى يا ترى نوقف نزيف الدماء و نضع حداً لقوافل القتلى و طوابير الجرحى ؟ نعم لنواجه الفكر بالفكر و المجادلة بالكلمة الطبية الحسنى و لنوحد كلمتنا و نرص صفوفنا فبها حياتنا و سعادة اطفالنا و حماية مستقبلهم المشرق .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة