جاء فى بعض وسائل الإعلام المصرية مايلى:(حذر الدكتور مصطفى الفقي -الكاتب والمحلل السياسي- نظام حكم عمر البشير في السودان، بعد هجومه غير المنطقي على مصر، مؤكدًا أن النظام في مصر قادر على قلب نظام الحكم في السودان في يومين فقط، ولكنه لن يفعل ذلك. وأشار "الفقى" -خلال لقائه الأسبوعي ببرنامج يحدث في مصر- إلى أن التصريحات التي أطلقها البشير تجاه مصر غير صحيحة، لافتًا إلى أنه أراد من خلالها لمّ السودانيين حوله، مؤكدًا أن مصر لا تتوقع أبدًا هذه التصريحات من البشير)انتهى. درج أهل مصر منذ قديم الزمان،على الاستهانة والنظرة الدونية لأهل السودان،وهنا أقصد بأهل مصر سواء كانت الحكومات المتعاقبة أو الحالية أو الإعلام أو الخبراء بمختلف تخصصاتهم أو حتى المواطن العادى،درجوا هولاء جميعاً،على إعتبار السودان الدولة المستقلة كأنه محافظة من محافظات مصر،وأن إنسانه أى المواطن السودانى والذى يطلقون عليه بأنه طيب (أى ساذج) حسب منظورهم القاصر ،حياتهم التى تبنى كلها على الفهلوة المغلفة بالحيل والمكر،والبعيدة كل البعد عن الوازع الدينى ،أو النظرة العقلانية للإنسان السوى تُجاه أخيه الإنسان بغض النظر عن روابط الدين والعروبة وغيرها من الروابط المشتركة بين دولتى وادى النيل. والتهديدات التى أطلقها د.مصطفى الفقى،والمتعلقة بتغيير نظام الحكم في السودان خلال 48ساعة ليست هى الأولى ،ولن تكون الأخيرة،فكلامه الخطير هذا ،أراد به الكل فأطلق الجزء،بمعنى أنه هدد بغزو السودان بواسطة الجيش المصرى،ولكنه لا يريد أن ينطق بها هكذا عارية،وأراد أن يخفى مقصده خلف تغيير حكم الرئيس البشير،وذلك لعلمه التام بالمعارضة الواسعة لهذا الحكم (معارضة مسلحة وسلمية)،ولكن السؤال الذى يفرض نفسه:كيف يتم تغيير الحكم في الخرطوم مالم يكن هنالك تدخلاً عسكرياً بواسطة الجيش المصرى؟وقد حدث مثل هذه التهديد من قبل من شخصيات مصرية كبيرة تربطها روابط قوية بالأمن المصرى وتعمل لحسابه. بالرغم من معارضتنا الشديدة ،لسياسات الحكومة في جميع المجالات،إلا أن هذا لا يعنى ترك الوطن هملاً ،لكى تستباح أرضه،ويذل إنسانه وتهدر كرامته،بل على جميع الوطنيين الضغط على الحكومة للرد بقوة على هذه الافتراءات المتكررة من قبل مصر الرسمية أو من إعلامها غير المسئول أو ممن يدعون بأنهم خبراء في شئون السودان السياسية أو العسكرية،قد بلغ السيل الزبى،وماعادت صدور السودانيين،تتحمل هذا العبث وعدم الإحترام الذى يحدث من مصر تُجاه أهل السودان،فعلى الحكومة إما أن تتحمل مسئوليتها كاملة وتعبر بقوة وبشجاعة عن ما يجيش في صدور الشعب السودانى تُجاه الاستفزازات المصرية التى لم تنقطع يوماً ،وتعلن بصريح العبارة رفض الشعب السودانى، لهذه التهديدات المصرية المتكررة للسودان أرضاً وشعباً،ومطالبة مصر الرسمية بمعاملة السودان كدولة مستقلة لها سيادتها،وأن الشعب السودانى ،شعبُ يعتز بنفسه ،ويأبى الضيم والسخرية والتهكم الذى يأتينا من شمال الوادى،وكذلك مطالبة مصر بالانسحاب الفورى من حلايب وشلاتين ،أو نحذوا معها حذو النعل بالنعل ،كما فعل معها من قبل الرجل الشجاع المرحوم/عبدالله خليل بخصوص حلايب وشلاتين،وإذا عجزت الحكومة عن فعل هذا ،فعليها أن تقوم بتقديم إستقالتها، اليوم قبل الغد لكى تُفسح المجال لرجالٍ أقوياء شجعان يعرفون كيف يردون الصاع صاعين لكل من يريد أو يحاول الإنتقاص من قدر الشعب السودانى الأبى أو التلميح بالكلام بإحتلال أرضه. وبالله الثقة وعليه التُكلان د/يوسف الطيب محمدتوم/المحامى [email protected]
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة