محاربة العنصرية تتطلب شجاعة ومواجهة لتجاوز هاجس العاطفة والشعارات المغرضة الى الممارسة الفعلية بتفعيل القانون وضرورة معاقبة العنصريين؛ وعي المجتمع المتحضر لا يقاس بنقده اللاذع للعنصرية كظاهرة وسلوك متخلف بل برفضه القاطع للعنصرية شريطة ان يتبلور الرفض في الممارسة اليومية كجزء من ثقافة المجتمع وهو ماينعدم في الحالة السودانية.
القرءان حافل بالآيات التي تحرض على البر وتطبيق العدالة المنعدم في بلاد المسلمين والذي يمارس عمليا في الغرب ولكن ترك من يطلقون على انفسهم بالمسلمين المعتدلين دينهم للمتطرفين ليعيثوا به قتلا وتدميرا اخفى الجانب الايجابي للاسلام الذي اقترن اسمه بالارهاب.
الافعال ابلغ من الاقوال، وعلى مر العصور لم يشهد التاريخ التليد والمعاصر نموذجا لدولة دينية ناجحة باستثناء اسرائيل التي استطاعت توفير الحماية والرفاهية لليهود وكل القاطنين باراضيها بمختلف معتقداتهم.
الدين هو من يخطط للعقل كيف يفكر في استيعاب وقبول الافكار والمعتقدات المختلفة او رفضها او التعايش معها في تسامح واحترام متبادل، اصحاب العقول والحكمة فقط قادرون على ادارة هذا التنوع لصالح الانسان، وبالتالي لايمكن تبرأة الدين بشكل مطلق على الاقل من تحفيز الارهاب والتطرف.
الدين لايملك سلاح او احزمة ناسفة ولكن له القدرة الخارقة لدفع الانسان بكامل ارادته للانتحار من اجله في مقابل وعود بالجنة.
الدين يعوق التفكير الحر للعقل بفرضه نمط معين لفهم الاشياء وبالتالي يعتبر الدين اكبر عائق للانسان في استخدام ارادته لقبول الرأي والفكر الآخر الذي ترفضه التعاليم الدينية المتطرفة بطبيعة الحال وهو مايتمظهر في تبني المتطرفين العنف للرد على الاراء والافكار المختلفة.
تفرض الاديان منهج حياة متكامل تتعلق بالانشطة اليومية للانسان من مأكل ومشرب وملبس ألخ.. ولذلك يعتبر الدين المسؤول الاول في بلورة سلوك وثقافة المجتمعات الانسانية.
هل تسمح المملكة العربية السعودية التي تطبق الشريعة الاسلامية للهندوس او البوذيين فقط ممارسة طقوسهم الدينية ناهيك عن تعمير المعابد باراضيها كما يسمح للمسلمين في الغرب؟؟
تغيير المفاهيم الدينية الضارة تطلب بالضرورة اجتثاث الجذور المسببة للمشكلة التي تكمن في التعاليم الدينية المتطرفة وهو واجب اخلاقي والمدخل الوحيد لمكافحة الارهاب وضربه في مهده.
هناك اخطاء وفضائح اخلاقية وقع فيها بعض قادة الدول الديمقراطية ولكن المفارقة لايمكن ان يكون رؤساء الدول الدينيية معصومون من الخطأ، ففي حين نرى اسرائيل تحاكم مسؤولين كبار لاسباب لا تعتبر جريمة في البلدان العربية، الدين يوفر الحصانة للمجرمين في الشرق الاوسط ويمنح الحاكم سلطة مطلقة للتخلص من المعارضة والخصوم.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة