يدعي بعض طالبي اللجوء من جنسيات وبلدان افريقية مختلفة لها قبائل وحدود مشتركة مع السودان الانتماء لدارفور او واحدة من مناطق الصراع الثلاث بما فيها جبال النوبة والانقسنا. ولكن من السهل تمييز السودانيين عن غيرهم برغم اشتراك العادات والتقاليد الثقافية، فعادة المنحدرين من ثقافة واحدة وجنسية مختلفة ولاسيما من دولة انجلوفونية على سبيل المثال لا الحصر، لا يجيدون اللغة الفرنسية.
المنشقون من النظام العنصري في الخرطوم ارتكبوا جرائمهم بكامل وعيهم وقواهم العقلية حينما عاثوا قتلا واغتصابا بحق المساليت، الفور والزغاوة ودمروا القرى والمزارع وعطلوا مصادر المياه ولذلك يجب ألا يتمتعوا باي حصانة.
بالرغم من ان الوضع في السودان يؤهل كل من يحمل الجنسية السودانية ان يمنح صفة لاجئ غير ان اجراءات تحديد صفة اللجؤ للسودانيين التي تتولى مهمتها مفوضية اللاجئين التابع للامم المتحدة بالمشاركة مع الدول المستضيفة للاجئين، يجب ان تكون دقيقة بما يكفي للتأكد من هوية المتضررين الذي يستهدفهم النظام في حملته المسعورة لابادة الزغاوة، الفور والمساليت.
ونظرا لانحدار غالبية المجموعات العربية من العرق الاسود المستهدف من قبل نظام الجبهة الاسلامية العربية، يبقى من المستحيل على موظفي المفوضية تحديد هوية اللاجئ الحقيقي مالم يكون المحقق ملما بتفاصيل السودانيين وثقافتهم.
واللافت للنظر هو ان معظم المستهدفون من قبل النظام آثروا البقاء بالداخل رغم المضايقات والتهديدات التي تصل درجة الموت وهو مايدل على ان هناك من يستغل ظروف الازمة الانسانية في دارفور التي تحظى باهتمام العالم لمصالحه الشخصية والاستفادة من برنامج اعادة التوطين الذي يلفه الغموض والشبهات.
ويبدي اللاجئون تخوفهم من العودة الى بلدانهم بسبب انعدام الامن او التعرض للموت الذي دفعهم للجوء وطلب الحماية خارج اوطانهم ولكن سرعان ما ينقلب اللاجئ راسا على عقب بعد عملية اعادة التوطين بالعودة الى البلد بغرض الزواج او التجارة في ظل استمرار العنف وانعدام الامن وهو ما يضع مصداقية اغلبهم على المحك!!؟؟
ويتمتع المجرمون الذين ارتكبوا جرائم حرب وابادة وجرائم ضد الانسانية في حق قبائل المساليت، الفور والزغاوة بنعيم الغرب بسبب اعترافهم بالجرائم التي اقترفوها ضد سكان مخيمات النازحين واللاجئين الذين يرزحون تحت نير الفقر والجوع والمرض وسط استمرار هجمات الجمجويت.
ان الادعاء بالانتماء الى دارفور فقط يجب ألا تشترطه مفوضية اللاجئين التابع للامم المتحدة دليلا للاعتراف بطالبي اللجوء المنحدرين من الاقليم المنكوب بسبب الصراع القبلي والعرقي المعقد. وعلى غرار تسلل اعضاء من تنظيم الدولة الاسلامية الى اوروبا مع قوافل المهاجرين يستغل الجمجويت ومجرمي الحرب الوضع في دارفور التي تحترق بنيرانهم، لطلب اللجوء في اوروبا.
جرائم الحرب والابادة والجرائم ضد الانسانية لا تسقط بالتقادم؛ الجمجويت وحلفاءهم مكانهم الطبيعي غياهب السجون وليس الهروب من العدالة بذريعة اللجوء السياسي طلبا للحماية وحفاظا على الامن الذي تفتقده مخيمات النازحين واللاجئين.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة