عفواً الأخ عبد الباقي الظافر فإذا كانت نتائج العلاقات الدبلوماسية تشرج بمثل هذه السطحية لضاعت الكثير من الحقائق في وحل الجهالة . فالأمر يا عزيزنا أعمق مما يبدو والعالم اليوم ليس كما كان عليه قبل عشرات السنين حينما كان العرب في غفلة من أمرهم وأوكلوا جل أسرارهم للمصريين ، كانت مصر ملتقي الدبلوماسية العربية ، المال العربي يتدفق بلا حساب لدعم إقتصاد مصر وتسليح مصر ، الكلمة العربية كلها خلف مصر الجيوش العربية تحت إمرة مصر تهدد وتتوعد مصالح الغرب التجارية والإقتصادية بإسم العرب الذين وثقوا بالخطاء في مصر ، كانت دول الخليج تذهب للغرب عن طريق مصر ، والغرب يحاول فهم الخليج من أفواه المصريين والآن هنالك الكثيرين من أمثال الجبير الذي يقارع الغرب الحجة بالحجج الدامغة ويعكس رأي الخليج البكر بدون تعكير من الفراعنة فإن من يعتقد أن لمصر دور رائد الآن فقد إفتقد بوصلة الإتجاهات وعاش في وهم الماضي الذي ولي ولن يعود ، فمصر لم تكن القوة ذاتها ولكنها كانت الممثل لهذه القوة ويقيناً لم ولن تكن مصر بديلاً لقوة الخليج ولا قوة أي دولة من دول العالم العربي لإفتقادها لمقومات البديل فإذا إبتعد العالم العربي من مصر تصبح لا تمثل قوة إقتصادية ولا قوة عسكرية وليس لها أي وزن يمكن أن تحترم بسببه وهذا ما حدث بالضبط نتيجة لجهل المصريين بقوتهم الحقيقية فقد عرفت الدول الخليجية بإعتبارها أكبر القوي العربية أن مصر ليست بأكثر من سمسار عالمي يرتزق من التحدث بإسمهم لا يرعوي من أن يبيع هذه الثقة بأبخس الأثمان خاصة وأن مصر فقيرة الي حد النخاع وأن الضمير المصري ليس بأكثر من ضمير خسيس جائع فإبتعدوا عنهم وسلحوا أنفسهم بالمعرفة الدبلوماسية الناضجة حتي بلغت أشدها وأضحت الدبلوماسية الخليجية أقوي وأوضح من دور مصر في كل المحافل الدولية فأوقفوا بذلك دور الجاسوسية المصرية عليهم وأوقفوا دور مصر في اللعب لصالحها ضد مصالح الخليج ولجأت الدول الخليجية لتسليح جيوشها بأحدث الأسلحة ودربت أبنائها أفضل تدريب مقارنة بباقي سلاح الجامعة العربية القديم الذي إستولت عليه مصر وهو خراب دمرته إسرائيل وهو في ثكناته ثم أقامت دول الخليج تحالفات عسكرية مع دول أخري يمكن أن يعتمد علي الثقة بها في التحالف معها بعد أن غدر بهم المصريين، والشيء الآخر فإن الغرب نفسه إكتشف أن التلفيق المصري لدور العراق وأسلحة الدمار التي أوشي بها حسني مبارك لم تكن أكثر من كذب أضر بإقتصاد كل العالم نظير أن تكسب مصر بضع ملايين جراء مشاركة جنودهم في الحرب ونتيجة دخل بناتهم من الدعارة وتسلية الجنود في ميادين القتال. لقد إنكشف كذب المصريين ولن يقع الخليجيون ولا الغرب في مثل هذا الفخ المصري القذر ،وليس أدل علي ذلك من الإرتفاع الجنوني لسعر الدولار مقابل الجنية المصري بعد أن فقدوا الدعم العربي وبدلاً من الركوع تحت قدمي دول الخليج كما كان يفعل مبارك لإخراجهم من هذه الورطة لجؤا الي الكذب والنفاق فيوماً يقولوا أن إيران أعطتهم البترول ويوماً ليبيا جادت عليهم وفي خضم ذلك يكيلوا السباب لأولياء نعمتهم الخليجيين حتي طلبوا تدخل الرئيس الأمريكي لتكملة شحنة أرامكو من السعودية والدولار مازال يطير فوق أدمغتهم البلهاء والسودان لن يضار إلا إذا توهم أن مصر في ذات مكانتها القديمة أو أنها يمكن أن تلعب لصالحة والشهور الماضية كانت قد كشفت كل المخبأ من الفراعنة سواءاً لدول الخليج التي أوشي بها كذباً أوالسودان الذي تآمر عليه جهراً بطلب إبقاء العقوبات فأصبح الفراعنة ورقة محروقة وأكثر ما يمكن أن تقدمه للغرب هو يداً ممدودة للشحاتة وقد رجعت وسوف ترجع خائبة عدة مرات وليس أدل علي ذلك من الإستقبال الهامشي الذي قبول به رئيسهم الجاهل السيسي الذي كان يقف مثلما يقف التلاميذ خلف الرئيس الأمريكي في زيارة رسمية ولا أدري من أين إستقيت معلومة "الترحاب في الثالث من أبريل حينما ولج السيسي لأول مرة عتبات البيت الأبيض" والكل يري ويسمع الخبر ويري موقف السيسي الذي قطعاً قد رجع وهو يعرف مكانته التافهة بين الأمم وهذا مصير كل من تكون بضاعته معلومات تجسوسية بائرة تأكد للجميع أنها تلفيق وكذب ففقد بذلك القريب والبعيد ولو أرادت إدارة ترمب أن توكل لمصر ورئيسها السيسي دوراً جديدًا ومهماً في المنطقة أو إذا كانت أمريكا تريد أي توصية مصرية بشأن السودان ليكون لها وزن إضافي لكان علي أقل تقدير أجلسته علي كرسي في البيت الأبيض ، وبتفكير بسيط أين يكمن الثقل المصري بعدما تفرق عنه الجميع؟ إن أكبر خطأ يمكن أن يرتكبه الرئيس البشير هو التوسط لمصالحة المصريين مع الخليج الشيء الذي فعلة المحجوب بسزاجة لا تليق بعبقريته الفزة ولكنها تصب في عفويتنا كسودانيين تصل الي حد الهبال والتجرد من مصالح الوطن ولولا ذلك لكان المصريين الآن خدماً في القري السودانية مثلما كانوا في سالف أيام الفراعنة النوبيين. ومن هنا أقف بشدة وأساند بقوة رأي الكاتب الكبير إسحق فضل الله وأقول بأعلي صوتي ( البشير .. بالله.. بالله.. دع النار تحرق المرغوت كما قال إسحق فضل الله) وأقول لعبد الباقي الظافر أوقفوا هذا الخذلان والتوهم المملوء بالجهل والعمالة؟ يوسف علي النور حسن
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة