الم يروا كيف فعلوا قادة الخذلان والفساد واللصوصية بشعبهم المسكين اليتيم, عندما ركضوا وراء المال وطموحاتهم السياسية, وبنوا من الفساد قصور, وتركوا شعبهم يضرب كفاً على كف. لانه اى الشعب لم يتصور ولم يتخيل انه سياتى يوماً يتحول فيه النهار الى الليل والليل الى نهار. كانت بمثابة صدمة وخيبة امل كبيرة فى المشاعر. كيف حدث ذلك ولماذا حدث الذى حدث يوم الخامس عشر من ديسمبر عام 2013 كان شعب الحنوب مقنتع تماماً بان الحروب والدمار والجوع والمرض كله قد اصبح تاريخ منذ لحظة ولادة دولته التى خرجت من رحم الحروب والبؤس والشقاء للاكثر من خمسون عاماً من القتل والدمار والجوع والفقر. شعب الحنوب السودانى الذى بدأ يتنفس الصعداء بعد سنين الحروب الطويلة الاطول جداً فى العالم والتى اهلكت كأهله واضاعت سنين حياته هدراً وهرباً داخل الادغال والاحراش بحثاً عن اى مأوى يحميه واطفاله من ويلات الحرب وبأسها الشديد. والا وتندلع حرب وتعيد شعب الجنوب السودانى بأكماله الى المربع الاول(على قول المثل السودانى لا مشينا ولا جينا) فكانت الواقعة التى لم تكن متوقعة لم تكن تخطر ببال الشعب الحنوبى. وعادت الحرب التى لم يتمناها اى انسان حيث جلبت معها اى الحرب الخوف والجوع انها هدية قادة الفساد والخذلان الى شعبه الذى انتخبهم على امل ان يسود السلام والامن والاستقرار والنماء والازدهار دولتهم الوليدة الحرة. ولكن هيهات وهيهات لقد بدأت الالة الحربية مسبقاً فى حصاد ارواح الشعب مجدداً وتبديد اعناقه واعناقة اطفاله فى البرك والمستنقعات والادغال. بدا الشعب الجنوبى الرحلة مجدداً فوج وراء فوج الى اى مكان غير مكان تلك الالة التى تحصد الارواحة بلا هوادة. لم يتخيل الشعب الجنوبى انه سيخوض هذه الرحلة المأسوية التى رماها وراءه الى الابد. فضاقت الارض بشعب جنوب السودانى لايدرى اى مكان سالم وامان يمكنه اللجوء اليه انه اليوم الذى تفجر فيه العذاب فوق رؤوس وتحت اقدام شعب الجنوب السودانى. قادتهم قابعين فى حصونهم غير مكترسين او مبالين بما يجرى لشعبهم الذى يتجرى السم والموت وحده. فمن هو السبب فى ذلك كله هم قادة الخذلان والفساد لا احد غيرهم ان الذى حدث فى جنوب السودان قد تنبئت به فى المقال الذى كتبته تحت عنوان من السهل ان تتمزق دولة الجنوب ولكن من الصعب ان تتمزق جبال النوبة, وكان ذلك بعد الاتفاقية التى ابرمت بين الرئيس عمر البشير والرئيس سلفا كير فى التاسع من ديسمبر عام 2012 من اجل وقف العدائيات بين الدولتين وان تفك دولة الجنوب السودانى الارتباط بالفرقة التاسعة والعاشرة فى جبال النوبة ( الحركة الشعبية شمال) وقلت فى ذلك المقال هناك ثلاثة سيناريوهات التى ستمزق دولة الجنوب السودانى. الاول اندلع حرب بين الدولتين بسبب تعند احدهما وغالبا ما تكون دولة الجنوب السودانى ولكن هذه المرة لا مفاوضات انما ستنتهى بغالب او مغلوب.ثانياً سيقوم انقلاب عسكرى يستئصال الحركة الشعبية ومنهحيتها وادواتها وايدولوجيتها من الجذور ثم انشاء نظام جديد بايدولوجية ونمط جديد يلبى طموحات وتطلعات الشعب الذى اختار السلام بدلاً عن الحرب. ثالثاً انشقاق كبير داخل المؤسسة العسكرية الجنوبية ثم يفر كل لواء بجنوده واهله وتندلع حرب داخلية فيما بينهم حتى ان يتمكن احدهما من السيطرة التامة على الوضع ويتولى زمام الامر او تبقى الحرب بينهما كالتى وقعت فى الصومال بين فارح عيديد ومهدى واخرين حيث لايبقى شيئاً من الاستقرار السياسى والاجتماعى. الان الشعب الجنوبى فى حالة تذمر رافضاً الحرب والوضع القائم المتعدد المناحى والتاثيرات والتجليات طموحاً الى نفى وتحطيم واقع الحرب فى سبيل خلق مفردات دولة جديدة يشيع منها الحرية والكرامة والديمقراطية لأنفسهم واجيالهم القادمة, لطالما حرموا منها اسلافهم الذين قتلتهم الحروب عقوداً من الزمن. يا قادة الخذلان مصلحة بلادكم وشعبكم أليس من همكم. الاستقرار السياسى والاجتماعى أليس من همكم. الاستثمار الاجنبى فى مجال البترول ومجالات اخرى أليس من همكم. انجاز مشاريع تنموية ضخمة ذات عائدات وفيرة للبلادكم وشعبكم وترسيخ البنية التحتية للبلادكم وتوفير العمل للمواطنين أليس هذا من همكم هو ايضا. أخيرا اقول للقادة دولة الجنوب قادة الخذلان والفساد ان يكفوا عن زعزعة جبال النوبة وشعبها. شعب جبال النوبة كيان واحد لا يمكنه الانشطار عن بعضه. النوبة ليسوا جنوبيين. Nuba Mountains Liberation Council. Free your mind the rest will follow. Your responsibility is to lead Nuba Mountains and its people a new era and glory. We all behind you. حتى لقاء اخر
اختصاصى فى حقوق الانسان والقانون الاوروبى 28/03/2017
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة