في تلك الأيام العصيبة من بعد المفاصلة كان الشيخ إبراهيم السنوسي يغشى مجالس الشعبيين حاملاً الوصية.. الشيخ الوقور يوصي الشباب أن عليهم بسراويلهم وجيوبهم.. الإشارة تمضي إلى شهوتي البطن والفرج حيث منهما يبدأ الفساد.. كم من حسناء صنعت جاسوساً وكم من قائد عظيم استسلم تحت صرير الدراهم والدنانير. أمس الأول جمع الدكتور علي الحاج الأمين العام المنتخب للحزب الشعبي كل كوادر الحزب المعارض في باحة منزله.. المنزل الأنيق كانت تصفه صحافة التعددية بالقصر العشوائي لأنه بني على أرض زراعية وقت ذاك.. الحاج يعلن عن ذمته المالية أمام أنصاره قبل أن يتحمل الأعباء الجسيمة.. تلك القيمة رغم أن جذورها ضاربة في الدين إلا أنها غابت في الممارسة السياسية السودانية. بالفعل اختار علي الحاج البداية الصحيحة ضارباً نموذجاً جيداً لمن ينتوي شغل منصب عام.. الفساد واحدة من الصور السالبة التي أفلح خصوم علي الحاج ومن بعدهم إخوانه في وضعه في إطارها المحرج.. تم ربطه بفساد لم تقترفه يداه.. كيف يستقيم منطقاً أن يبني ثري قصراً في أرض عشوائية.. حتى عبارة "خلوها مستورة" تم تحريفها عن موقعها وإعادة استخدامها في إطار الخصام الفاجر الذي تلى المفاصلة السياسية.. الحديث الشفاف للأمين العام الجديد يؤكد إدراكه للتحديات التي تواجهه في المقام الأول وتجابه حزبه ثانياً. خبر صغير ورد في أخيرة الزميلة "السوداني" سيشكل حرجاً للأمين العام الجديد إن لم يعالجه بحكمة.. الخبر المسرَّب في توقيت حساس يقول إن الحزب الحاكم أهدى المؤتمر الشعبي سيارتين من فئة التايوتا البرادو.. تفكيك الخبر يوحي أن الشعبي دخل الحكومة مبكراً.. على الأمين العام أن يتحقق في الواقعة ويرد عطاء من لا يملك لمن لا يستحق.. لا حزب في هذه الدنيا يدعم معارضيه بالآليات والمال إلا إذا أمن منافستهم ووضعهم في جيبه لاستخدامهم عند اللازم. في تقديري.. لن تعجز قاعدة المؤتمر الشعبي في توفير دابة تقل الأمين العام الجديد في غدوه ورواحه.. من قبل واجهت الأميرة سارة نقد الله ذات الموقف حينما تم سحب سيارة رئيس الحزب إلى مقر إقامته بقاهرة المعز.. أحباب حزب الأمة أعلنوا حملة تبرعات من أجل توفير سيارة للأمين العام وقد نجحوا في ذلك في أيام معدودات.. على علي الحاج أن يكون حذراً في التعاطي مع هذا الملف الملغوم.. بل من المهم أن يبدأ عمله بالتحقق من أي تسويات تمت بليل وكان سرد بعض من عناوينها الدكتور محمد الأمين خليفة حينما أكد في تصريح لـ"التيار" أن الحزب الشعبي استلم بعض التعويضات المالية. بصراحة.. النزاهة الشخصية ليست وحدها المطلوبة.. بل إن أخطر الملفات تدور حول تسويات تمت في جنح الليل.. صفقات مصالحة بين الحزب الحاكم وأحزاب منافسة كان البند الأول فيها التعويضات السرية المجزية. assayha
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة