المتأمل لتصريحات كل قادة نظام الإنقاذ الحاكم في السودان ينتابه إحساس بأنهم يتعمدون بل لعلهم يعتمدون على البعد عن أدب الخلاف رغم علمهم "ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء"، ويؤثرون الابتعاد عن حسن الكلام "وقولوا للناس حسناً" ، ولا يتورعون عن عدم تحري الصدق في القول وأخيراً "يتذاكون" في اطلاق الآراء الملفقة بغلاف ديني والتي "تقولب" بحسب الحوجة!!! كل ذلك كشروط للحفاظ على المنصب أو الترقي في السلم الوظيفي للإنقاذ للاقتراب من القصر الجمهوري والقبول ضمن جوقة السلطان!!! أنظر يا "رعاك الله" لبعض تلك التصريحات التي صرح و صرخ بها قادة نظام الإنقاذ منذ اعتصام 27 نوفمبر 2016م والتي تتدرج ما بين العنف اللفظي وعدم الصدق في القول و"الماكياج" الديني، والتهديد والوعيد ، وغدوتهم في ذلك رئيسهم البشير الذي هدد الحركات المسلحة في 22/12/2016م قائلاً "بنجيكم في حتتكم الفي الكركور بنطلعو والي الجبل بنزلو"!!!. ولكم كانت ستكون فرحة الشعب السوداني عظيمة لو أعلن البشير انتهاء الحروب الى غير رجعة وتوقيع اتفاقيات سلام مع كل الحركات المسلحة من أجل الحفاظ على ارواح ودماء المواطنيين السودانيين. لكن البشير كالعادة لا يجيد سوى الرقص على أشلاء الجرحى والموتى فقد عاد ليعلن انتهاء مهلة وقف إطلاق النار بنهاية العام وضرورة الاستعداد لحصد أرواح السودانيين فوجه قادة القوات المسلحة بإجادة الرماية "نيشنجي"!!! وللعلم فقد سبق له ان هدد في استاد الخرطوم في 4 مارس 2012م الحركات المسلحة "سنصلي قريبا في كاودا"، .."من يمد أصبعه نقطعه ليهو والبرفع عينه على السودان نقدها ليه"، ثم زادها كيلاً فقال في تلودي بجنوب كردفان في 4 مايو 2012م "إذ نصلي اليوم الجمعة في تلودي نأمل أن نصل الجمعة القادمة في كاودا"!!! وكمثال للتهديد والوعيد نجد صرخة السيد حسبو نائب الرئيس البشير في مدينة الجنينة في تاريخ 21/12/2016م " الرأسه بزيد بنساويه ليه"!!! وقد سبق له أن وصف المتظاهرين في سبتمبر 2013م بأنهم مخربين وعصابات فقال"..لكن الذي جرى في يوم الثلاثاء ويوم الاربعاء ويوم الخميس لم يكن تعبيراً سلمياً بل كانت هناك عصابات منظمة ومرتبة وممولة من بعض العناصر..."!!!، ولعله بقوله ذلك برر قتل اكثر من 200 شاب وشابة سودانية بالرصاص الحي في تلك الاحداث. ولعل التفكر في المثال الثالث يلخص فلسفة نظام طغمة حكومة الانقاذ والحركة الظلامية اللإسلامية، فلقد ذكرت الأخبار أن السيد محمد حاتم سليمان نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني بولاية الخرطوم تفقد في صحبة الدكتورة مها الشيخ بابكر رئيس القطاع الاعلامي بولاية الخرطوم وحرم السيد محمد عطا مدير جهاز الامن والاستخبارات!!! تفقدوا أمانة الاعلام الرقمي بالمؤتمر الوطني بولاية الخرطوم، وأشاد سليمان بالمحتوى الرقمي الممتاز لكوادر الحزب بالولاية وحدد أن شعار الحزب في المرحلة القادمة "نغزوهم ولا يغزونا" ويقصد بقوله ما أسماهم "فلول التمرد برعاية الحزب الشيوعي ودعاة الفتنة والضلال في الاسافير!!! نلفت انتباه القاري لاستعمال كلمة "غزو" من السيد محمد حاتم وكيف انه ابتذال لمصطلح اسلامي سامي، ونذكر القاريء برفض الازهر الشريف في 2009م بحثاً للدكتور نبيل لوقا بيباوي عضو مجلس الشورى المصري عندما ابتذل كلمة "غزو" وطالب باستبدالها !!! لعل أول ما يستغرب له هو اقتناع اعضاء حزب المؤتمر الوطني بأن حزبهم هو النظام الحاكم وهو "الحكومة" بل هو الدولة نفسها!!! والدليل هو أن الانتقادات والحملات الاسفيرية التي انطلقت كانت ضد الحكومة الحالية وليس ضد حزب المؤتمر الوطني والمعلوم أنه لا السيد محمد حاتم سليمان ولا الدكتورة مها الشيخ بابكر لهم صفة حكومية!!! ولكنها نظرية ابن خلدون "فاز المتملقون"!!! إن المتهم محمد حاتم سليمان مدير التلفزيون الاسبق مازال يقع تحت طائلة الاتهام بتبديد المال العام والتلاعب بميزانية الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، وقد تم رفض استئنافه الذي استند فيه على قيامه بذلك التبديد للمال العام بعلم رؤسائه !!! وهي حجة باطلة بل على العكس تشرك رؤسائه معه في التهمة!!! وحتى هذه اللحظة لم يصدر الحكم له أو عليه بعد!!! وقد أضطر والي الخرطوم السيد عبدالرحيم حسين ووزير العدل الذهاب للمتهم في السجن واستعطافه أن يخرج من الحبس!!! خوفاً من نشر "الغسيل الوسخ" أمام الملأ!!! نعم قال المتهم محمد حاتم مهدداً دعاة العصيان"...حرم نعصرهم ونطلع زيتهم"!!! من المعلوم أن الحلف بتحريم الزوجة هو أمر مخالف للدين باعتبار ان الحلف يكون بالله فقط، ولكنه الجهل بالدين والسفه!!! ثم دعونا نتماهى معه في جهله وسفهه ونسأله حسب فهمه ما هو المقياس لعملية "عصر" دعاة العصيان السلمي حتى لا يقع في تحريم زوجته عليه!!! هل هو قبض المزيد من أعضاء حزب المؤتمر السوداني كما حصل أول امس في اقليم شمال السودان!!! رغم تصريحات وزير العدل بعدم وجود معتقلين سياسيين!!! وهو كذب بواح من وزير العدل فهناك أكثر من 30 شخصاً من قادة حزب المؤتمر السوداني هم في الاعتقال منذ قرابة الشهر!!! وهناك آخرين غيرهم رهن الاعتقال في اماكن غير معروفة!!! تلك كانت أمثلة عن الفحش في القول والطعن والتهديد والوعيد ، ونورد هنا مثال ثاني من الامثلة للآراء المعوجة المغلفة بغلاف ديني فبعد كلمة "غزو" أعلاه، يمكننا التأمل في ما نسب الى مجلس الصحافة والمطبوعات لتبرير الرقابة القبلية ومصادرة الصحف في تاريخ 21 ديسمبر 2016م"..قراءة الصحف تلهي عن الصلاة وذكر الله... عشان كدا المصادرة دفع للمنكر"!!! ولعلها خطوة أولية لتبرير أحدى مخرجات حوار الوثبة القائلة "...إبدال عقوبة السجن التي توقع على الصحفيين الذي يكتبون "ما لايعجب" الحكومة الى الايقاف عن الكتابة لفترة يقررها جهاز الامن والمخابرات"!!! كل ما سبق يؤكد أن نظام حكومة الانقاذ وبطانته من الحركة الظلامية اللإسلامية في طغيانهم يعمهون!!! ناسين ومتناسين أنهم يهضمون حقوق الشعب السوداني ويقتلونه إن طالب سلمياً بحقوقه عبر العصيان وأعتصم داخل بيته مردداً في نفسه أبيات الشاعر ود بادي "سجل أنا عاصي،واقف كما الأحزااان.قاعد على راااسي، يا أيها السجان ...يا محصي أنفاسي، "عبيت" من العصيان...وكسرت تربااااسي، سجل ...هنا السودان...سجل أنا عااااصي". لقد غرهم الاستبداد رغم علمهم بان " من أغلق عليه باب بيته فهو أمن" فاستعلوا وقالوا "الدايرنا يطلع لينا في الشارع" وأعفوا من الخدمة من اعتصم ببيته كالاستاذ عبدالله محمد الحسن مدير المدرسة الثانوية الحكومية بمدني وغيره الكثيرين !!! قال الكواكبي"..كلما زاد المستبد ظلماً..زاد خوفه من رعيته ومن حاشيته...لان أكثر ما يبطش بالمستبدين حواشيهم...وأن خوف المستبد من نقمة رعيته اكثر من خوفهم من بأسه لان خوفه ينشأ عن علمه بما يستحقه منهم وخوفهم نأشيء عن جهل...وخوفه على كل شيء تحت سماء ملكه وخوفهم على حياة تعيسة فقط.."!!! ودعونا في رمية من غير رام نهمس في إذن البشير بأقوال بعض أفراد الحاشية!!! قال "اللواء" حميدتي في 21/12/2016م "سنحرق كل بوابات التحصيل غير القانونية.."، وقال الفريق السر حسن بشير رئيس أركان القوات البرية عقب مهرجان الرماية بمروي في 22/12/2016م "ان القوات المسلحة هي من تقرر من يحكم ومن يبقى"!!! أما الحاشية المستبدة نذكرها بأن هذا الشعب الطيب له دعوات كسهام الليل لن تخطئهم طالما لم يتوبوا الى الله ويطلبوا العفو والتعافي من الشعب، لأن حقوق العباد لا يغفرها الله الّا بعد ردها لأهلها او التعافي معهم. و ندعوها للتأمل في قول جعفر لأبيه يحى بن خالد البرمكي وهما في السجن " يا أبت بعد الأمر صرنا إلى هذا الحال؟؟؟ قال له أبوه " يا بنى لعلها دعوة مظلوم سرت بليل غفلنا عنها ولم يغفل الله عنها". أنشد الشاعر هاشم صديق "نشوف بكره من البلحس عديل الكوع ومنو الواقف ورأس مرفوع منو الشعب الهتف طالع ملا الآفاق منو الخاينين منو الخايبين ومعروفين شذاذ أفاق".
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة