:: لم تسقط من الذاكرة، فالولاية التي تحتل المركز الثاني على مستوى السودان من حيث الكثافة السكانية احتلت ذيل القائمة في الانتخابات الأخيرة (51%)، ولو لم تمد مفوضية الانتخابات فترة الاقتراع- إلى ما بعد منتصف الليل - لما بلغ النصاب.. ولم تسقط من الذاكرة أن ود مدني هي التي أشعلت فتيل أحداث سبتمبر قبل الخرطوم بثلاثة أيام، وأنها المدينة الثانية في قائمة ضحايا الأحداث..وما كل هذا الغبن إلا بعض حصاد أزهري خلف الله وأحمد المصباح والزبير بشير وغيرهم من المسؤولين الذين أنجبتهم الجزيرة ليدمروا مشاريعها ومدائنها وأريافها وآمال أهلها بالعجز والفشل..!! :: وما رئيس وبعض نواب المجلس التشريعي بالجزيرة إلا بعض مخلفات تلك القيادة الفاشلة، ومن طبيعة الأشياء أن يجتهدوا - منذ عام وأشهر - في تعطيل مشاريع التنمية التي انطلقت في كل محليات الجزيرة بشهادة أهلها وكل أهل السودان..يجتهدون في العودة بالجزيرة ومواردها إلى الوراء، أي عندما كانت موارد الولاية تفتح أبواب الصرف الباذخ لاحتفالات التعبئة الحزبية واستنفارات أب كرشولا ومهرجان توطين رواية الدوري وغيره من (بنود التنطع)..وليس مهماً أن تحصد البلهارسيا والملاريا الأطفال والصبيان في الأرياف تحت سمع وبصر من يمثلون بأهل الجزيرة في المجلس بالتحالف الصامت مع القيادة الفاشلة..!! :: وأصل الأزمة بين الحكومة ومجلسها هو (نهج الوالي)..وغرس نواب المجلس بذرة الأزمة يوم رفض الوالي تبادلهم لمناصب رؤوساء اللجان (كل ستة أشهر)، إذ يرى أن هذا التبادل يرهق الخزينة العامة ويهدر المال العام، لأن لرئيس اللجنة كل (مخصصات الوزير)، بما فيها العربة ومكافأة نهاية الخدمة، وليس ترشيداً للصرف أن يصبح كل النواب بالتبادل(رؤوساء لجان)..من هنا بدأ الرئيس وبعض النواب الحرب على الوالي، ثم واصلوا الحرب حين جمد بنود صرف الأجهزة التنظيمية والمؤسسات ذات الميزانية الاتحادية والتي كانت ميزانية تسييرها فقط (مليار جنيه شهرياً) طوال عهود الفشل..!! :: ثم واصلوا الحرب حين راجع الوالي المناصب العامة وتفاجأ بأن المسؤول منهم يشغل أكثر من (خمسة مناصب) وكأن الجزيرة خالية من الكفاءات أو حواء البلاد (ما والدة غيرهم).. ثم بدأ الإصلاح بالمشرط بحيث لا يشغل الموظف العام - بالتخصص والكفاءة - أكثر من منصب.. وأن يتم التعيين في المناصب الإدارية العليا بالخدمة المدنية بالتدرج وحسب الدرجة الوظيفية مع منع التعيين السياسي والذي ظل متبعاً طوال عهود (أهل الولاء)..وكان ولايزال هذا الإصلاح صادماً لرئيس المجلس - الذي فقد رئاسة مجالس إدارات مرافق عامة - وآخرين يغضبهم أن يتساووا مع عامة الناس في الحقوق والواجبات..!! :: ويزعمون بأن خطاب الوالي لم يهتم بمعاناة الأهل في الخريف، وهذا مضحك.. لأنهم يعلمون بأن محليات كاملة - 24 القرشي نموذجاً - كانت تعزلها السيول والأمطار عن العاصمة طوال أشهر الخريف، والآن تم رصف طرقها - ولا يزال يتواصل رصف مئات الكيلومترات - بحيث لا تكون المحليات معزولة في الخريف ثم ربطا لمواقع الانتاج بالأسواق ..!! :: ويزعمون بأن الخطاب لم يهتم بالصحة والتعليم، وهم الذين شهدوا قبل أسبوع تأهيل وتشييد (30 مدرسة أساس) و(20 مدرسة ثانوية)، وتوقيع عقودات إنشاء (20 مدرسة أساس) و(5 مدارس نموذجية)، ثم ثلاثة مراكز صحية بكل محلية (24 مركز صحي).. وثلاثة مشافي مرجعية لتحل محل رواكيب وخرابات عهود الفشل والفساد..وتفقّد مواقع المشاريع العامة ليس بحاجة إلى كثير جهد، ولكن يبدو أن رئيس وبعض نواب المجلس لم يتفقدوا إلا مواقع (ذواتهم)..!!.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة