تمر علي الخرطوم اعصارا عاتيا لا احسب في الامكان التجنب اقتلاع شجرة الانقاذ ولان هذه الرياح جديدة من نوعها لم تمر علي الانقاذين من قبل باتت اضافة علي امراضه القديمة اولها خروج اباما من البيت الابيض حتما سوف تنتهي الحماية التي وفرها اباما علي سلطة الانقاذ مقابل توظيفها كجهاز يعمل لصالح المخابرات الامريكية بشكل مفتوح ولان اباما يجد الحرج في التعامل بشكل مباشر مع نظام علي راسه رجل مطلوب للعدالة الدولية ولذلك ترك الحبل علي الروس والصينين الذين علي استعداد اطعام شعوبهم ولو كانت لحوم البشر وهذا ترامب لم يخف عداؤه للاسلامين ليس فقط المتطرفين منهم بل الاسلام في عظمه و لحمه بدأ بسهامه مسمومة لاقرب المسلمين منه وهم مواطني بلاده و لذلك ليس هناك من يستغرب اذا اعطي ظهره لاسلامي السودان الذين نشأ عندهم القاعدة مما كانت صبيا . العامل الثاني الازمة الاقتصادية الخانقة والصرف بالعجز علي الاوضاع الامنية وليس لدي الحكومة موارد حقيقية سوي الجبايات وبيع جنوده للحرب اليمنية وكل هذه الموارد لا تكفي الصرف علي البند الاول في الميزانية - المرتبات العادية ولعدد لايحصي من الدستورين للحكومات المحلية حتي باتت ضائقة المعيشة تطال كل الشعب السوداني بمن فيهم المنسوبين للانقاذ من الاوزان الخفيفة حتي وصلت مرحلة الخيار بين الموت جوعا او بالرصاص
نعم كل هذه لم تكن جديدة وان وصلت مراحلها المتإخرة فالخطورة في اهل الخرطوم والوسط وحتي اهل الشمال نفذ صبرهم علي النظام فان بعبع الافريقانية التي ما فتئت ترهب بها هؤلاء الجمهور من تبعات قدومهم علي انقاضها وهم الان لقد اختلفوا وتفرقوا علي ايدي السبأ ولم تعد الحركات المسلحة قادرة لخلافة النظام بالقوة لتنتقم من المجرم والبرئ علي حد سواء كما تصورها الحكومة في العام والخاص وبغياب كل الاحتمالات لسلطة الزرقة لم تعد هناك سببا واحدا يجعل صبرهم علي نظام هرم واصابه كل الامراض الشيخوخة وباتت ميؤسة منها واخيرا ادي الي الفاشل بالامتياز فاللانقاذيون هم انفسهم يعلمون تماما ان الخطورة علي نظامهم ليس هي الحرب لانهم مازالوا يستظلوا بالفتنة العرقية بل المشكلة عندهم نهاية الحروب. وهم يعلمون تماما ليس في الامكان استمرار هذا النظام حتي الان لولا هده الحروب و يقينا ان حراك النقابات والعصيان المدني ما كان من الممكن لو ان خيول الجبهه الثورية علي مشارف امدرمان فان الواقع السياسي الحالي في السودان الان وحد الجميع ضد النظام بات تواجه متاعب من جمهور الجلابة انفسهم عندما تيقنوا ان هناك تحركات سياسية حزبية ونقابية كافية لتكون السلطة البديلة للانقاذ والخطورة لم تكن هذه وحدها بل ان كثير من المنسوبين لسلطة الانقاذ الذين هم ليسوا في الواجه يعلمون تماما من المحال استمرار هدا النظام واذا كان كذلك يرون ان افضل وقت لنهايه لهذا النظام الان عندما ضعفت الجبهه الثورية لان البديل حتما لم يسلخهم حتي العظم ان تجارب السابقة للحكومات التي انهارت ماثلة امامهم فان كثير من القضايا تمت معالجتها في صالونات المنازل وما وجدت طريقها للمحاكم لم يقضون في السجون سوي اياما محدودة بينما كانت علي اكتافهم سنين السجن تجاوزت مائة عام وهم احرار في اقل من مائه يوم . وهناك شريحة اخري من الانقاذين يفكرون فقط في سلامة كل ما غنموه نهبا لان استمرار النظام مرهون بوضع الجميع اياديهم في جيوبهم واعادة جزء من المدخرات المنهوبة من اي مكان في المعمورة او من احدي الحفر في المزارع او القري النائية او البيوت المهجورة وقد دب الخلاف بينهم و بدأوا بمدير ادارة النقد الاجنبي بالبنك وقد نجا بجلده بعد التحلل والبقية تاتي طوعا او كرها لان في عدمه افضل الخيارات هي لاهاي اما الذين يرون من اهل النظام ان نظامهم قد مات سريريا فليس هناك جدوي من الصرف عليه فبدلا من ذلك البحث عن المخرج المناسب او الترتيبات الضرورية لحماية مكاسبهم بتحضير وضعا سياسيا ولو بطريقة غير مباشرة تربطهم مع قيادة جديدة تجمعهم الم الشكوك في الجلد في حده الادني ولذلك تعمد البعض في ارخاء الحبل علي الحراك السياسي حتي لا يري سببا في تعطيل شبكات الاتصلات او ممارسة الارهاب المعهود بضرب المسامير علي رؤس الاطباء المعتقلين او اغتصاب الرجال بغرض اذلالهم او اعدام المعارضين الذين تم اعتقالهم وهم يجاهرون ويتوعدون الويل والثبور للنظام في وضح النهار هو فعل لا يستطبع شخصا من دارفور ان يتجرأ عليه في قلب الخرطوم والا لم تصبح ليلته قبل ان يصبح جثة هامدة عليها اثار كل انواع التعذيب تجدها مرمية في احدي الازقة او ملئت بهم القبور المحفورة مسبقا علي مقاس اهل دارفور بالطبع هذا الشر لا نتمني لاحد ولكنه جديد في مواقف النظام والواقع ان النظام لا يريد علي هذا الحراك ان تنتج تلقائيا قيادات تخلفه ولكن يريد تسميم الاجواء السياسية تكون كافية لتنفيذ الخطة B حتي لا تتوفر شكوكا وهذا ليست بالضرورة اتفاق الحزب الحاكم بل من شريحة تري ان الانقاذ وصل حده يتطلب التضحية ببعض رموزه لتبقي المؤسسات كما فطرها الانجليز وهذا يتطلب هندسة في صناعة القيادة باطنه انقاذي معدل وظاهره قائدا للعصيان المدني وعلينا ان لا ننسي كيف تم توزيع الادوار لتسويق الانقلاب ومن قبله كيف زرع سوار الدهب اول شر في السودان من رجل يلبس الوقار الزائف ما زال يطل براسه من وقت لاخر ليمارس هويته فالحذر واجب قوموا الي عصيانكم يرحكم الله
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة