يطل علينا بين الحين، خاصة هذه الأيام التي بدأ فيها نظام نكبة ونكسة "الإنقاذ" يترنح ويحتضر، يطلُّ علينا أحد أركان النظام من المتأسلمين وواحد من أقطابه الأساسيين "من بيت الكلاوي" الذين مكنوا له وثبتوه كخازوق ودقوه في كيان الأمة كاسفين مثلما استفادوا منه لدنياهم بلا خشية أو حدود، الذين الدين السمح منهم براء براءة الذئب من دم يوسف، الضالين المضللين المغضوب عليهم في الدنيا وفي الآخرة بإذنه من الهالكين، الذين أساءوا للدين القيم ونفروا الناس منه وزهَّدوهم بل كرَّهوهم فيه بتكالبهم القبيح المقرف البشع على الدنيا، والذين يمكن أن يقال فيهم ما لم يقله مالك في الخمر والذي ليس وقته أو مجاله، يطلُّ علينا ليقول إنه برئ من تجربة الإسلاميين في الحكم ولا يتشرف بها، يصفها بأنها لم يكن فيها من الإسلام شيءٌ سوى الاسم واللافتة وأنها كانت فاشلة فشلاً ذريعاً لم تأت بخير للبلاد والعباد، لم تورثهم سوى الدمار والخراب وأنها سبب كل مصائب كل هذا الوطن ومعاناة وبؤس المواطنين. ينشرون هذا على الملأ وحينما تضمهم المجالس المغلقة والخاصة مع رفاق سوئهم ومن هم من شاكلتهم من تجار الدين الأفاكين ينسون ما نشروه ويستمرون في كيد ومكر تمديد عمر النظام بخدع "الوثبة" و"الحوار الخوار" و"الطبعة المعدلة المحسنة من الإنقاذ" وغير ذلك من ضروب السراب الذي يحسبه الظمآن الغافل الساذج أو اليائس ماءا. في ذات الوقت يستمرون في "السف واللغف" بلا هوادة بل بتكالب أشد ولا يفكرون حتى في أن "يتحللون". ما اصدق قوله تعالي "وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون" فيهم. لهم نقول، وهم بأنفسهم عارفين ولجرمهم وجرائرهم مدركين: إن هذا الشعب واعي فوق ما يظنون، لن تنطلي عليه الاعيبهم حتى ولو "سَحَرُوا أَعْيُن النَّاس وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيم". وبتصرفٍ لهم نقول ما قاله أيليا أبو ماضي. إذا الأمس لم يرجع فإنّ لنا غدا
نضيء به الدنيا ونملأها حمدا
وتلبسنا في الليل آفاقه سنا
وتنشرنا في الفجر أنسامه ندّا
فإنّ نفوسنا كالشهب، تنطوي
وتخفى، ولكن ليس تبلى ولا تصدا
ومثل اللآلئ لا يخيس جمالها
وإن هي لم ترصف ولم تنتظم عقدا
إن لهم مع الشعب موعدا لن يخلفه في الغد، وما أقرب اليوم من غد، ويا ويلهم من يوم غد. نقول لشعبنا لا تجهزوا المواسير للمواخير فأنتم أرقي وأرفع من ذلك لكن جهزوا الدساتير والقوانين والمواثيق لنؤسس ونقيم دولة العدل وليس دولة عف الله عما سلف ونكون كما قال الحق العدل "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ". لعلهم حين يخلون لبعضهم لبعضهم يقولون "إحنا دافنينو سوا" ويضيفون "سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (29) فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ على بَعْضٍ يَتَلَاوَمُونَ (30) قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِين"، ولَعلهم يدركون أنهم ذاقوا الشَّجَرَةَ المحرمة فبَدَتْ لَهُمَ وللناس سَوْآتُهُمَ وَلن يجدهم أنهم طَفِقَوا عَلَيْهِمَ مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ يَخْصِفَونِ.
It is not just a little bit too late, it is way too late
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة