السودان الآن في حالة إنهيار تام ، المرافق العامة والمؤسسات منهارة ، الصحة العام تتدهور بشكل سريع جدا مع ارتفاع أسعار الدولار ، حالات انتحار كثيرة للمرضى ، اعلانات فقر على وسائل التواصل الاجتماعي ، ارتفاع الأسعار انخفاض العملة ، إنهيار في حركة الصادر ، حصار اقتصادي ، جيش مشرذم ومليشيات لا زابط لها ولا رابط ، حدود مستباحة ، امتعاض الشعب ، وجاهزية نفسية للخروج إلى الشارع وتحقيق الانتفاضة الرابعة ، والمؤسسات التعليمية تخرج آلاف من العاطلين عن العمل واللذين ليس لديهم ما يخسرونه ، تفشي الأمراض العضال ، انهيار الشعور بالأمن ، الذي هو مبرر وجود الدولة ، الأمن بمفهومه الضيق وبمفهومه الواسع الذي يشمل الأمن الاقتصادي والثقافي. بالإضافة إلى كل ذلك حالات احتقان واعتقالات متواصلة لكل من يرفع صوته ضد النظام ، بما يشعرك بجزع شديد ومخاوف حقيقية من تحقق الانفلات الأمني الوشيك. الكورة مدنكلة تماما للشوت ؛ فأصغر عسكري الآن يستطيع استلام السلطة ، فقط الأمر يحتاج إلى شجاعة ، شجاعة تدعمها ثورة جماهيرية عارمة لا تأبه بقتل واحد أو إثنين من المتظاهرين بل تتقدم لتجتث النظام من صياصيه أي من قصوره وقلاعه ومحمياته ، الوضع محتقن جدا ومتأزم كما لم يكن من قبل ، ولا أمل في الأفق ، فالشروط الأمريكية يعني تحقيقها إزالة النظام لنفسه من تلقاء نفسه وهذا مرفوض وعدم توفيرها يعني مزيدا من الانهيار الداخلي. كل ما فعله بنك السودان ووزير المالية وغيرهما ليس سوى تخبط من يتخبطه الشيطان من المس في محاولة لتجاوز الخطر . أعتقد أن الشعب لم يعد لديه ما يخسره ليخرج طالبا الخلاص فلم يعد بمقدوره انتظار المهدي المنتظر.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة