غياب أستقلاليه ونزاهه القضاء هي السبب الأساسي في الفساد وتجاوزات أفراد الحزب الحاكم وأجهزته الأمنيه, أصبحت حالات الفساد والفضائح في النظام القضائي تزكم الأنوف إذ يستخدمه المسؤلون في الحزب الحاكم تارة كستار لإختلاس المال العام وتارة أخرى كذراع لإرتكاب الجرائم وتصفيه حساباتهم الشخصيه مع معارضيهم. وذلك يكمن في عجز النيابه العامه حتى يومنا هذا على تقديم قضاياه الفساد في الدوله للقضاء حتى يتم النظر فيها. فهاهي مره أخرى تفوح روائح الفساد, فماذكره الوزير العدل عوض الحسن النور كرد للدفاع عن نفسه في ما تداولته الصحف في قضية القبض على محمـد حاتم سليمان كان في الحقيقه هوالإتبات أن ولاءه كوزير لحزب المؤتمر الوطني له الأولويه على المهنيه والنزاهه وليس العكس شأنه كشأن كل الوزراء في النظام, أذ اقر الوزير بأنه فعلاٌ زار المتهم (محمـد حاتم سليمان - نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني ولاية الخرطوم والمتهم في قضيه إختلاس مال عام) كما زارالمتهم أيضاً وآلي الخرطوم ومديرعام الشرطه بغرض الإفراج عنه في نفس الليله التي تم فيها القبض عليه. سبب زياره وزيرالعدل حسب ما ذكر في رده دفاعاً عن نفسه في هذا الإقتباس من الرد (أؤكد للمشكو ضده أن اعتقاده حدوث تأثير على سير العدالة بغرض، غير صحيح، والذي دفعني لهذا الجهد أن لاعتقاده ما يبرره وهو تحرك المستشار القانوني لوزارة الإعلام والقبض عليه خلال المهلة). فقد هب وزيرعدل دوله السودان ليلاً إلي إحدى الحراسات بمجرد علمه بأن متهم (يعتقد) بأن تدخل من جهه ما أثر على سير العداله فكل ما أراده الوزير فقط أن يقول للمتهم أن إعتقادك غير صحيح ويغادر, فمن الصدفه المحضى أن يكون هذا المُتهم قيادي بارز في حزب المؤتمر الوطني. السؤال الذي ابحث له عن إجابه كيف علم الوزير بهذا الإعتقاد من هذا المتهم بالذات عن طريق القنوات القانونيه؟! وهل تصل الوزير كل إعتقادات المتهمين في الحراسات من عامه الشعب؟! وهل يهب الوزير لهذه الحراسات ليلاً في نفس يوم القبض عليهم لمناقشه إعتقاداتهم؟! كيف يكون هذا وأن القانون نفسه يقول ان المتهم بريئ حتى تثبت إدانته, يعني هذا المتهم كغيره لا يحتاج إلى تدخل من اي جهه حتى ترفع الظُلم عنه فقد تم القبض عليه بطريقه قانونيه سليمه حسب الشكوى المقدمه ضده ويحق له الخروج من الحبس بضمانه التعهد الشخصي, ثم يحضره الضامن لإستجوابه وإستكمال التحقيق. فالوزير يدري تماماً الأبعاد القانونيه والمهنيه عند ذهابه للحراسه ولكن في الحقيقه لم تكن تهِمه صورته أمام المجتمع والقانون بقدرماتهِمه أمام قيادات حزب المؤتمر الوطني فبالنسبه لموقفه - فهما أمران احلاهما مُر, فبذلك يكون الوزير قد أثلج قلوب إخوته وطمأنهم فهذا تأكيد لجاهزيه لأستخدام وزاره العدل في الدفاع عنهم وأنه معهم في خندق واحد لذجر كل من تساول له نفسه بتقدم شكوى ضدهم. فأذا كان وزير العدل يكيل بمكيالين وينتهك صراحة مبدأ العدالة والحياد ... فماهو إذا تعريف الفساد في الدوله؟!
م/ أيمن عثمان حاج فرح - واشنطن – الولايات المتحده. 10 أغسطس 2016
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة