( دخلنا عصر الانحطاط الأخلاقي مع ظهور جياد الفساد المالي و الأخلاقي في ذلك اليوم من يونيو 1989) .
يا سلام من ذلك الكلام الغريب العجيب .. كلام عاري من الصحة كلياَ .. وطبعا الكاتب هنا يوهم الناس بأن السودان كان هو بلد العفة والطهارة قبل ذلك اليوم من 30 يونيو 1989 م .. فنقول له دع عنك مثل تلك الفرية الكاذبة الخادعة !! .. واتركنا من حالة الاصطياد في المياه العكـرة .. وقد عشنا كل سنوات السودان ما بعد الاستقلال .. وخاصة تلك السنوات قبل تاريخ 30 يونيو 1989 م .. وحين يكون الحديث عن التحرش الجنسي وعن الفساد الأخلاقي في السودان قبل ذلك التاريخ فحدث ولا حرج .. فقبل ذلك التاريخ المحدد كان في السودان كل ألوان الفساد الأخلاقي ،، وكل ألوان الموبقات .. وتلك كانت المدن والأحياء السودانية تعج بمنازل الدعارة والمجون والفسوق ،، حيث العاهرات والمومسات .. كما عشنا السنوات الطوال عندما كان الفلتان والتردي السلوكي في الناس ،، حيث أن الناس كانوا يتناولون الخمور والمخدرات بأشكالها وألوانها في الطرقات وفي الميادين العامة .. وتلك ميادين العواصم السودانية كانت تتحول إلى جلسات مجون وعهر بعد المغارب وعند أنصاف الليالي .. وقد شاهدنا مظاهر التحرش الجنسي بأشكالها وألوانها جهارا ونهارا .. كما شاهدنا مظاهر خطف البنات بالعربات الفارهة قسرا وإجبارا عيانا وجهاراَ بطريقة يندي لها الجبين ،، وعاش الشعب السوداني كل ألوان الفسق والفجور والفساد الأخلاقي خلال سنوات بعد الاستقلال .. وبغض النظر عن الدفاع عن جهة من الجهات أو الدفاع عن نظام من النظم فإن أحوال المجتمعات السودانية كانت كالحة حيث العهر والمجون والفسوق ،، وللحقيقة والتاريخ نقول أن مظاهر الفساد العلني المخذي الفاضح قد اختفت في المجتمعات السودانية في مرحلة من مراحل حكم السيد جعفر النميري .. وكذلك اختفت تلك المظاهر العلنية أبان الحكم القائم الذي بدأ في 30 يونيو 1989 م . ،، وأي كلام يحاول أن يخصص تاريخ 30 يونيو 1989 م كبداية للانهيار الأخلاقي في السودان هو كلام عاري من الصحة .. وهو مجرد كلام ثرثرة فارغة للنيل من النظام القائم بأي شكل من الأشكال .. وحتى لا ندخل في إشكالية ذاك مؤيد للنظام القائم وذاك معارض للنظام القائم نتفق مع الكاتب بأن الفساد المالي قد انتشر واستفحل في ظل هذا النظام القائم الظالم الذي انطلق في 30 يونيو 1989 ،، ولكننا في نفس الوقت لا نتفق مع الكاتب بأن التدني والانحطاط الأخلاقي انتشر في السودان بعد تاريخ 30 يونيو 1989 م ،، فتلك فرية ظالمة ومجحفة للغاية .. وقول الحقائق هو الذي يهمنا في المقام الأول ،، ونحن كمعارضين للنظام القائم لا نريد كسب الجولات بالافك والافتراءات .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة