أحاديث حول الحداثة والتراث والمنهج والأيديولوجيا في كتابات ب . عبدالله علي إبراهيم بقلم د. الصادق

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-03-2024, 07:30 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-29-2016, 05:36 PM

د.الصادق محمد سلمان
<aد.الصادق محمد سلمان
تاريخ التسجيل: 06-29-2016
مجموع المشاركات: 120

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أحاديث حول الحداثة والتراث والمنهج والأيديولوجيا في كتابات ب . عبدالله علي إبراهيم بقلم د. الصادق

    04:36 PM June, 29 2016

    سودانيز اون لاين
    د.الصادق محمد سلمان-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر

    بسم الله الرحمن الرحيم





    خلال شهر مارس المنصرم حضرت ثلاث فعاليات قصد منظموها الاحتفاء بالبروفسير ع . ع . إبراهيم . هذه الشخصية التي تجد تقديراً واسعاً عند شريحة كبيرة من جماعة المثقفين .
    كانت الفعالية الأولى بقاعة الشارقة ( كتاب الشهر ) ، وهو نشاط راتب في أجندة القاعة يقدم فيه كل شهر كتاب من الكتب في مختلف موضوعات الفكر والثقافة . وكان العملان اللذان دار النقاش حولهما كتابان للمحتفى به هما : كتاب ( فرسان كنجرت ) ويتحدث عن ملابسات تأسيس مشيخة الكبابيش في كردفان ، والموضوع في الأصل أطروحة ماجستير أعدها الباحث في الستينيات ونُشر ككتاب في عام 1999 من دار جامعة الخرطوم للنشر ، وتولى الحديث عنه الأستاذ عباس الأمين أمين الأرشيف بمعهد الدراسات الأفريقية والآسيوية ، والكتاب الثاني كان موضوعه ( العين الحارة أو السحر عند الرباطاب في شمال السودان ) ، وهو في الأصل أيضاً رسالة دكتوراه قدمها الباحث لجامعة إنديانا بالولايات المتحدة الأمريكية في الثمانينيات، وتولى الحديث عنها زميله البروفسير سيد حامد حريز . وجاء عرض المتحدثان لجوهر الموضوع في كلا العملين بصورة مختصرة نسبة لمحدودية الزمن المخصص للجلسة ، ورغم تباعد الموضوعين ، حيث جمع الأول بين التاريخ الشفاهي المتصل بملابسات انتقال السلطة في مشيخة قبيلة الكبابيش في القرن الماضي ، و ديوان شعرهم الذي كان أحد المصادر لهذا التاريخ ، وتناول الثاني " الفولكلور " المتداول عند الجماعات المجاورة للرباطاب بشمال السودان الذي ينسب لهم خصائص مشهورة عنهم منها ( أنهم وصّافين ) أي يجيدون الوصف ، وإجادة الوصف من مدلولاتها في هذا الفولكلور أن صاحبها ( عينو حارة ) . اجتهد المتحدثان في عرضهما المختصر لإبراز قدرة الباحث على معالجة كل موضوع بما يستحقه ، ومما قاله بروفسير حريز في ذلك العرض إن كتابات الباحث تتميز باستخدام تراكيب لغوية غير مألوفة ، ومفردات ومصطلحات عصية في اللغتين الإنجليزية والعربية ، و حريز وهو المتخصص في الفولكلور واللغة الإنجليزية يخبرنا بأن ترجمة عنوان الأطروحة مكان النقاش " دوّخه ". ويمكن القول أن اللغة الدقيقة – إذا صح التعبير – التي نجدها في كتابات ب . عبد الله تحوي تعابير ومفردات غير معتادة لا تجدها في معظم الكتابات سواء كانت أكاديمية ، أو أدبية ، و رغم تلك اللغة العالية فكتاباته غاية في الإمتاع .
    المفردات الدقيقة غايتها أن تعبر عن الفكرة بأشد ما يكون الوضوح والتحديد بعيدا عن الحشو واللغو ، وهي تعكس عمق الأفكار المعبر عنها . ما ذكره ب . حريز ذكرني ذلك العنوان الذي اختاره ب .عبد الله لمقال استله من أطروحتة عن ديوان الكبابيش باللغة الإنجليزية ، نشر بمجلة المأثورات الشعبية التي كان يصدرها مركز التراث الشعبي لدول الخليج جاء هكذا : ( Kababish Discourse : The Lunch Politics ) . ، وقد ترجمها المترجم " من مداخلات الفولكلور السياسي " ويبدو أن هذا العنوان ( دوخه ) كذلك واضطر إلي استخلاص الترجمة من المتن ، مبتعدا عن الترجمة المباشرة لهذا النص أو العنوان .
    المناسبة الثانية كانت لقاء مع مجموعة من طلابه الذين درّسهم في قسم الفولكلور بمعهد الدراسات الأفريقية و الآسيوية حيث دار النقاش حول بعض القضايا في حقل الفولكلور، ودعم قسم الفولكلور بالمعهد ، وتنشيط الجمعية السودانية للفولكلور ، وغيرها من الموضوعات التي أدلى فيها بدلوه ، وكان منصفا في تعليقاته على الآراء التي طرحت في الجلسة . وكان جزء من الحديث ذهب إلي تناول علاقته بطلابه والتأثير الذي تركه فيهم خلال عمله أستاذا في قسم الفولكلور بمعهد الدراسات الإفريقية والآسيوية بجامعة الخرطوم .
    أما الاحتفالية الثالثة فكانت مناسبة تدشين أعماله التي قامت هيئة الخرطوم للصحافة والنشر بطباعتها ، وكانت جلسة محضورة من شخصيات تنتمي إلي نخبة من المثقفين منهم السياسي والمبدع والأكاديمي والدبلوماسي . وكان المتحدثان في هذا التدشين الأستاذ هاشم هارون الوزير السابق بولاية الخرطوم
    والأستاذ السر السيد المتخصص في الدراما والمسرح ، وأدار المنصة الأستاذ غسان مدير هيئة الخرطوم للصحافة والنشر . وفي مجمل حديثه عن هذه الأعمال قال الأستاذ هاشم هارون : إن ما يميز عبد الله فيما يكتبه سواء في القضايا العامة أو الكتابات الأدبية ، شجاعته وصدقه ، فهو يقول رأيه دون مواربة أيا كانت التبعات التي يجلبها هذا الرأي . وأظن أني لم أتجاوز الحقيقة إذا قلت أن جميع الذين تعاقبوا على المنصة ، أشادوا بالرصانة والجدية والعمق في كتابات الرجل ، حتى من كان له رأي في بعض الكتابات ، ابتداءَ من تولوا العرض في المنصة ، السفير الأستاذ هاشم هارون ، السر السيد ثم الحضور ( بدون ترتيب ) السفير عبدالله الأزرق ، إبراهيم إسحق ، السفير خالد فتح الرحمن ، الأستاذ علي عثمان محمد طه ، د. إبراهيم الأمين ، د. عبدالله حمدنا الله ، علي مهدي ، وشخصي الضعيف ، وآخرين لم تسعفني الذاكرة بأسمائهم
    ب . عبد الله كدارس للتراث الشعبي استوعب فلسفة التراث ، وأطروحاته ، ووظيفته في المجتمع ، ومضامينه الظاهرة والكامنة ، تعامل مع التراث بكثير من الاحترام والموضوعية . وهو كحداثي لم ينضم إلي زمرة الحداثيين في نظرتهم السطحية للتراث . فقد جنبه الفهم العلمي الواعي للتراث ، و للحداثة كذلك ، التطرف الذي أخذ به الحداثيين في نظرتهم للتراث وللعلاقة بين التراث والحداثة ، فلم ينزلق فيما انزلق فيه معظم الحداثيين بوضع هذه العلاقة في خانة العلاقة الجدلية ، أو التناقض أو التضاد ، والنظر للتراث باعتباره يعبر عن التخلف ، وأنه نتاج مرحلة تاريخية يجب تجاوزها . فكانت نظرته لهذه العلاقة نظرة عقلانية مستندة إلي معرفة عميقة ودراية علمية بالتراث ، فالحداثة لا تتعارض مع التراث وتلغيه لمجرد أنه نتاج لمرحلة تاريخية كان فيها المجتمع يرزح في الأمية . فالمجتمعات التقليدية رغم تفشي الأمية فيها لم تكن " جاهلة " ، ذلك أن عدم معرفة الكتابة والقراءة ليست هي المعيار الوحيد بأن يدمغ الإنسان بالجهل ، فالإنسان في مراحل حياته المبكرة عرف الفن والزراعة والصناعة وغيرها من المعارف التي تطورت للعلوم الحديثة . ومن الأمثلة التي يمكن أن توضح ما سقناه ، رفضه لكثير من تلك الآراء التي أصبحت مسلمات عند البعض فيما يتعلق ببعض القضايا في محور العلاقة بين الحداثة والتراث فالحداثيون مثلا ينسبون كثير من الآفات في المجتمع للعقل البدوي أو الرعوي ، بادعاء أنه غير منتج للحضارة ، وأنهم ينسبون الممارسات السلوكية غير المنضبطة أو الفوضوية لهذا العقل ، وهو لا يتفق مع هذا الرأي ، ويرى أن البدواة رغم طبيعتها غير المستقرة أنتجت قيماً حضارية ، وهي قادرة على تأسيس نظام .
    في البحوث الأكاديمية ، وبالرغم من مقولة أنه لا وجود للحياد ، نلاحظ إن شخصية الباحث تطغى على الدوافع الأيديولوجية ، ويُعزى ذلك إلي الالتزام الصارم بمنهج البحث العلمي ، وفي كتاباته ، لا نحس بتلك النبرة الهتافية التي تصاحب كتابات الأيديولوجيين ، فإذا جاءت الأدلة التي ساقها لتحقيق فروض بحثه التي وضعها إلي نتائج تخالف غير ما تشتهي مبادئه الأيديولوجية فلا يحاول الالتفاف عليها ، كما يفعل البعض ، بل يتقبلها ويدافع عنها كما رأينا في المثال السابق .
    نخلص من ذلك إلي القول بأن هذه من صفات المثقف الوطني الحقيقي الذي يكون دائم الصدق مع نفسه ، وهو دائما مهموماً بقضايا مجتمعه والذي يترفع عن كثير من صغائر الأمور التي ينشغل بها عادة السطحيون ومن هم ضد أجندة الثقافة الوطنية .

    E mail – [email protected]





    أحدث المقالات
  • أحزاب الأمة قطاع المؤتمر الوطني أو الموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع بقلم حسن احمد الحسن
  • الاحزاب السياسية السودانية : جزء من الأزمة ام جزء من الحل ؟ بقلم عادل عبد العاطي
  • تائه بين القوم/ الشيخ الحسين/ قصيدة للشريف الهندي
  • هل الاتفاق التركي الإسرائيلي كارثة سياسية كبري؟ بقلم د. فايز أبو شمالة
  • هل تواطأ الصادق المهدي مع الإنقلابيين..؟ بقلم عبد الله الشيخ
  • جادين .. لماذا تركت الحصان وحيدا..!؟ بقلم ناصف بشير الأمين
  • الأغلبية المهمشة ومهام بناء الدولة الوطنية الحديثة بقلم الطيب الزين
  • اﺑﺮﺩ .... ﺃﺑﺮﺩﻭ ﺑـ ‏( ﻣﻮﻳﺔ ‏) ﻣﻦ ﻫﺒﻮﺏ ﺃﻭﻟﺆﻳﺎﺗﻨﺎ ﻭﻫﺒﻮﺩ ﺣﺎﺿﺮﻧﺎ ؟ . بقلم ﺃ . ﺃﻧــﺲ ﻛـﻮﻛــﻮ
  • ياوالي الشمالية : هل تسمعنا؟! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • الامارات العربية موقف عظيم لقادة عظام بقلم سميح خلف
  • الطرق أم البنطلون؟ بقلم فيصل محمد صالح
  • )تحت سمعي وبصري.. وعجزي(!! هي بقلم عثمان ميرغني
  • استقالة الدقير ..!! هي بقلم عبد الباقى الظافر
  • وهوامش حكاية الجمارك هي بقلم أسحاق احمد فضل الله
  • إسرائيل وأولاد الصادق!! بقلم صلاح الدين عووضة
  • دبلوماسية الرماد
  • رباعيات أخوان ألقمع ذكرى 30 يونيو1989 شعر نعيم حافظ
  • حكايات تحت الأرض الشيوعية: يا ولد ما تجيب الإبريق بقلم عبد الله علي إبراهيم
  • عمالة اﻻطفال في السودان بقلم الاستاذة /تماضر عمسيب
  • تائه بين القوم/ الشيخ الحسين/ خواطر حول شهادة الدكتور الترابي علي العصر























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de