باصداره قرارا يجعل قوات الدعم السريع , او بالاحري الجنجويد , تابعين مباشرة لرئاسة الجمهورية , فان البشير اثبت للملأ بانه ما عاد يثق في الجيش ولا في مليشيات الحزب الذي بدأ اسلامويا وملأ الافاق بهتافات حربية طالت حتي امريكا وروسيا مهددة اياهم بالعذاب وشديد الضراب ولكن هاهو الواقع يقول بان الانبراش والانبطاح لامريكا وروسيا وصل حدا كاد الحزب وشبابه المجاهد يصيرون خدما في البيت الابيض والكرملين .
وتتالت الهزائم المرة علي مليشيات الاسلامويين وجيشهم الذي طردوا منه الامناء والاوفياء للصالح العام وتركوه جيشا مهزوزا مهترئا بلا فاعلية وعندما اشتد الوطيس عليهم واصبح قوات التمرد بقيادة المرحوم خليل علي وشك الدخول للخرطوم مرة اخري واستلام السلطة , لجأ الحزب الحاكم ورئيسه الي استرزاق العرب المساكين لحمايتهم وكراسيهم واتوا بهم وامروهم باتباع سياسة الارض المحروقة واستهداف القري والاهالي في مناطق ديار المتمردين لكسر شوكتهم حين فشلوا لذلك ميدانيا . فاتوا بقطاع الطرق والهمباتة من الجنجويد والصقوا علي اكتافهم اعلي الرتب من غير خجل ولا حياء لان الموضوع وصل اللحم الحي ولابد للانقاذ ان تبقي.
واستمر تهميش الجيش المهزوز الذي تم افراغه من الوطنيين والشرفاء من الجنود والضباط استمر تهميشه بجعله في المرتبة الثانية بعد قوات الدعم السريع الذي يتبع الان مباشرة للرئيس لحمايته من المتمردين ومن الجيش نفسه .
فاي جندي من الدعم السريع يعادل ضابطا في الجيش الوطني لانه يستمد قوته من الرئيس شخصيا ويتمتع بحصانة منه وحماية تامة .
ولكن مثل هذا الامر هو بمثابة اللعب بالنار لانه قد زرع بذور الفتنة بين الدعم السريع والجيش والمواجهة لامحالة قادمة وحتمية.
كما وان الرئيس لن يضمن ان تتسع شهوات قادة الدعم السريع للسلطة وينقضوا علي الرئيس وعلي حكمه وحينئذ يكون الرئيس هو من حمي قادة الدعم السريع الي ان انقضوا عليه , وليسوا هم من كانوا يحمونه وكرسيه .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة