|
Re: الفكرة عند الأحزاب السودانية الأمة نموذج� (Re: زين العابدين صالح عبد الرحمن)
|
Quote: فمثالا لذلك ماليزيا التي يقول الدكتور مهاتير محمد رائد نهضتها، كان تعليم هو الفكرة الأساسية للنهضة، و تطويره و تحسينه، و ذهبت كوريا الجنوبية في ذات الاتجاه، الاهتمام بالتعليم الحديث و تعميق الوجدان الوطني، و أن تكون الصناعة بهدف التصدير و الاستفادة من ريعها في عملية البناء، رغم إن كوريا الجنوبية قليلة الموارد الطبيعية لكنها استطاعت بفضل قيادتها أن تنهض، و الدولتان معا كانتا اشد حربا علي الفساد، و عدم توظيف العناصر الأقل كفاءة و خبرة في أماكن لا تناسبها. |
الأستاذ / زين العابدين صالح والقراء الكرام التحيات لكم . مقال في غاية المصداقية ، يجسد العيوب في تركيبة ومسارات الأحزاب السودانية منذ نشأتها وحتى تاريخ اليوم ، وحيث عدم التمايز بين أهداف وأساليب تلك الأحزاب التقليدية ، وعدم تطورها ومواكبتها لطموحات الشعب السوداني ، وتلك العلة الأساسية هي التي تسببت في تهميش الأحزاب من قبل الشعب السوداني وعدم الإخلاص لها والتفاني من أجلها ، حيث تدخل تلك الأحزاب ضمن مصائب السودان التي أدت إلى عدم تطور السودان اقتصاديا وصناعيا واجتماعياَ ، فالأحزاب السودانية هي السبب الأول والأخير في مشاكل السودان منذ استقلال البلاد وحتى تاريخ اليوم ، أحزاب بدائية ذات أهداف بدائية تديرها عقول في غاية الضحالة ! . والمحصلة تؤكد أن إنسان السودان لم يبلغ ذلك الرشد والمهارة في الإبداع السياسي والفكري والقيادي ، فهو مجرد إنسان انتهازي يسعى خلف القيادة والسيطرة من منطلقات الإرث .. أو من منطلقات الهيمنة .
وهنا عندما تقارن إنسان السودان بإنسان ماليزيا أو كوريا أو دول أخرى في جنوب شرق آسيا نجد البون شاسعا في المعيار ، فهنالك المواطن يقدس الوطن قبل السكن ، وهنا المواطن هو ذلك الجاهل الذي يقدس السكن والذات والقبلية والعنصرية قبل الوطن ، وعلة السودان تكمن في إنسان السودان ، حيث البدائية المفرطة , ونكاد نصدق المقولة الشائعة بأن التحرر من الاستعمار في السودان كان قبل موعده الذي يناسب ، وتلك مقولة تؤكدها أوضاع السودان خلال الستين عاما الماضية ، خلالها لم يظهر أحد الفطاحل عقلا وتكتيكا ومهارة ليقود السودان إلى بر الأمان ، كما هو الحال في ماليزيا وكوريا ودول أخرى ، ولكن خلال تلك الفترة من الزمن كان نصيب السودان ذلك التخبط العشوائي ، وتلك القيادات الغوغائية . وتلك الرموز الحزبية التقليدية الباهتة التي أضرت بالسودان كثيرا ، وما زالت تترصد تلك القيادات لتأخذ أدوارها في قيادة البلاد من تلك المنطلقات الضحلة ، ولا ينفي ذلك أن الحزب الحاكم الحالي يدور في نفس فلك الأحزاب السودانية التقليدية ، حيث التخبط في التخطيط وعدم المقدرة في وضع الاستراتيجيات المستقبلية . وبالاختصار فإن الحزب الحاكم اليوم يحمل نفس عيوب الأحزاب السودانية التقليدية .
|
|
|
|
|
|