يأتى هذا المقال فى اطارمحاولتنا التوثيقية للتجربة السودانية المتميّزة لادارة مشاريع اسكان اللاجئين بالشوّاك ابّان عصرها الذهبى (من منتصف السبعينات و حتى نهاية ثمانينات القرن الماضى). كما هو معلوم فقد شارك فى الاشراف على تخطيط و تنفيذ هذه البرامج جهابذة قلّ أن يجود الزمان بمثلهم, كان يتقدمهم السيد حسن محمد عثمان, صاحب الأنموذج* الادارى الفريد الذى سبق و أن أفردنا له مقالا خاصا.
كانت محطة الرواكيب (و التى أصبحت أثرا بعد عين) تنبض بالحياة باعتبارها محطة رئيسة (للبصات) التى تربط مدن شرق السودان بالعاصمة الخرطوم. وصل بنا البص الذى أقلّنا من الخرطوم الى الشواك عند دلوك الشمس. أول من قابلت عندما وصلت الى رئاسة مكاتب ادارة اللاجئين بوسط الشواك كان مولانا الطريفى يونس.
كان لا بدّ لى من التدّرب على العمل بقسم الميزانية بالشواك ضمن كوكبة من الشباب حديثى التخرج (قبلها"1987" عملت لعدة أشهر بمشروع اسكان اللاجئين بأم راكوبة و التى نشرنا بعض من ذكرياتنا فيها فى مقال سابق). كان مدير قسم الميزانية وقتها حسن عبد المنعم (شفاه لله و عافاه). أستمرت فترة التدريب لعدة أشهر كانت كفيلة بتوطيد علاقات متينة مع مجموعة من الشباب الطامح والمُشرئِب لتسنم ذرى المجد. ضمت مجموعتنا بالميزانية كل من المرحومة فاطمة سعد الدين, عاصم,عبد المجيد, على, فاطمة, يس,عادل, الحاج دمور, خالد, فايقة, عواطف, أميرة, ابتسام, يمانى, أسامة, ,بكرى, تاج السر, الرشيد, مسمار وصلاح كشول. لم يكن هناك خيار سوى الاعتماد على منهج ال On the job training أو الجرعات التدريبية "أثناء تأدية المهام الوظيفية" لأنّ كل الجهود كانت موجهة لاغاثة الساغب و المفجوع أثناء تفاقم الأوضاع الانسانية للاجئين فى ذلك الوقت.
لا بدّ للتنويه الى أنّ مولانا الطريفى يونس كان يشغل نائب المدير العام بالشواك طيلة هذه الفترة. و قد أشتهر الطريفى ببراعته اللغوية,سرعة البديهة و بروح الدعابة. كنت من الذين يستمتعون بتجليات مولانا الطريفى عندما يصادفه الفطحل بابكر عوض الكريم فى ردهات مكاتب الادارة بالشواك. دعونى أدلف بكم الى أقسام الادارة الأخرى بالشواك.
قسم الحسابات: جعفر الشورابى (مدير القسم) يعاونه عدد من كوادر السلك الحسابى أذكر منهم, عادل عوض الجاك,عماد عبد الحفيظ, اسماعيل يوسف التوم, عبد العزيز جعفر, عبد الحفيظ محمد, المرحومة نجوى عباس العوض, حواء, فاطمة, عثمان عبد الرحمن, و غيرهم (لا ننسى الحاجة بخيتة التى لطالما ضبطت الأمزجة بالشاى و القهوة). قسم المراجعة: كان يعمل بهذا القسم كل من اليسع, عمر الماحى و آخرين.
قسم المياه :أشرف عليه الباشمهندس سليمان عثمان (الشهير بسليمان موية). من الذين عملوا بهذا القسم فى تلك الفترة أذكرعبد الله الريّح, عبد الاله, ملهم, يعقوب,محمد كرار, كمال كيكى, المرحوم كمال كوكو و غيرهم.
قسم المبانى: الباشمهندس الهادى عثمان صالح, معاوية, محمد على , المرحوم على اليمانى و آخرين.
الادارة العامة: كانت تحت اشراف المرحوم الطيب زروق ( الذى كان يتحدث الانجليزية بطلاقة), -من أبرز معاونيه صالحين, أبو القاسم الياس, الهادى أبو, أحمد قوى (لاحقا), جون سيجا, فوزية و فاطمة. اضافة الى التاية فضل الله, ود التقى و المرحوم محمود أوهاج (رئيس العسس) . فنيو جهاز اللاسلكى: ابراهيم العاز, خالد (كلو شى) و موسى.
الوحدة الصحية (الصحة العلاجية و الوقائية): د. عمر مكى, المرحوم الباقر (الذى كان حاذقا للانجليزية),الطاهر امام, الفاضل, زهراء, عفاف و عائشة. الخدمات البيطرية: د. محمد خير, د. ناجى, د. بلال و مصطفى أنور. قسم الخدمات الزراعية: تعاقب عليها كل من عثمان المكى, عمر خالد (قرزة) و قاسم الريّح (فى الارشاد الزراعى).
شُؤُون الأفراد: ميرغنى اليمانى, محمود الصافى,عثمان حسين,الجزولى, أبو نفيسة و عز الدين حامد. قسم التعليم: الاستاذ ابراهيم بشير, الأستاذ بابكر عوض الكريم (الموسوعة الأدبية و الأديب النحرير الذى سطع نجمه فى ذلك الزمان), و المرحوم عمرجامع. وحدة تنمية المجتمع: ابراهيم عمر, حسن عبد الرازق, عصام محمد اسماعيل, انصاف, المرحوم الأمين و جيروم (لا ننسى البريطانيين كريس و زوجته و وطفلهما –جميعهم قضوا فى حادث تفجير فندق الاكروبول).
الورشة المركزية: تعاقب على ادارتها عدة أشخاص أذكر منهم سلمان محمد (ود العكد), قاسم الريّح و أسعد حسن ادريس (على ذكر الباشمهندس أسعد لا بدّ من ذكر د.عبد العزيز المدير الطبى لمستشفى الشواك). من الذين كانوا يعملون بالورشة فى تلك الفترة: المهندس نصر الدين, ود العمدة ,حمد,نصر الدين عربى, عادل جلال, محمد فقيرى, على حسن, آدم رباط,عبد الرحيم الله جابو, على وقر و آخرين. أما محطة الوقود التابعة للادارة فكان يقوم بتشغيلها كل من ابراهيم ود الجاك, وسمير(ابضراع).
وحدة الامدادات: كان يديرها المرحوم عبد الجليل كربوس. من الذين عملوا بهذ القسم أذكر: جمال محمد الحسن, فخر الدين,على, محمد عبد العزيز, ناصر, المرحوم طلال, حسن أبو سفيان و غيرهم. من أشهر سائقى الشاحنات بالقسم: محمد قالو, موسى الخال, موسى ايّان, عبيد الله, اسماعيل يس, المرحوم يعقوب, المرحوم حسن لهوى و غيرهم.
قسم المنظمات: اليكس و الفاتح أبّو .خدمات الجرارات الزراعية: المرحوم عبد المنعم المبارك, مبارك عوض, المرحوم سليمان عبد القادر, أبو سمرة, معاوية, سلوى, نجاة و غيرهم. التعاون حمد الحاج. الاعلام برهانى ولداقيبرايل و عثمان الهادى.الكمبويتر: يوسف (أم شجرة) و كمال عثمان.
برنامج الاتحاد الاوروبى: د. ضياء, المهندس سعيد و غيرهم. برنامج منظمة العمل الدولية: فيصل السيّد (مديرا), شول وليم, الركابى خليل, منير, عثمان بشير, آدم كير وعرفة وغيرهم.
معظم هؤلاء الشباب كانوا َQuick learners و ذوى قدرات ذهنية عالية, الشىء الذى ساعدهم على استيعاب ما هو مطلوب منهم بسرعة مذهلة.
يبدو أنّه كانت هناك رؤية ثاقبة وراء انتقاء الكوادر التى شاركت فى ادارة البرنامج و الذى كان أضخم برنامج لمساعدات اللاجئين فى المحيط الاقليمى ان لم يكن على مستوى العالم. لذا لم يكن مستغربا استيعاب الكثيرين من أبناء و بنات جيل العصر الذهبى الذين تلقفتهم المنظمات الدولية التى جاءوا اليها بخبرات طوارىء ود كولى و غيرها من برامج مساعدات اللاجئين التى ابدعوا فى ادارتها بصورة أبهرت الأجانب الغربيين الذين شاركوا فى هذه البرامج فى الفترة المذكورة. على سبيل المثال لا الحصر أدناه أسماء موظفى ادارة اللاجئين السابقين الذين تم توظيفهم بوكالات الأمم المتحدة المتخصصة:
1. موظفون دوليون: د. عمر مكى, حسن عبد الرازق, عصام محمد اسماعيل, عز الدين كير, عمر سعد, على مصطفى, زهراء ميرغنى, محمد عبد القادر ساتى, طارق كردى, زهراء ميرغنى.
2.أمّا قائمة الذين تم توظيفهم بوكالات الأمم المتحدة المتخصصة محليا فقد ضمّت كل من: فخر الدين اسحاق, عبد القادر, فاطمة التوم, عثمان سانتو, المرحوم سليمان عبد القادر, المرحوم الطيّب, عثمان الزاكى و غيرهم. هذا بالاضافة الى صلاح كشول و قاسم الريّح.
لم تتجلى عظمة ذلك الجيل فى الكفاءة و القدرات الذهنية العالية, بل تعدتها الى خصائص انسانية و اجتماعية لا تفى الكلمات بوصفها. فعلى الرغم من أنهم تفرقوا أيدى سبأ, الاّ أنّ حميمية أواصر الصلات الاجتماعية بين أفراد ذلك الجيل لا زالت مستمرة خاصة بعد أن تمت الاستفادة من ثورة الاتصالات الحديثة. انّ ذكريات ما قضيناه من أيام فى الشواك* لا زالت عصيّة على النسيان (على الرغم من صقيع المنافى). هذا بمثابة تحريض على كتابة هذا التاريخ الذى صنعه جيل قلّ أن يجود الزمان بمثله.
أختم بهذا البيت من رائعة عثمان الشفيع:
فذكرياتنا جميلة و كم نبيلة و أحبابنا وين الليلة فى أى ليلة
طارق مصباح- ايرلندا
*يمكن الرجوع للمقال المذكورعلى هذا الرابط:أيام حسن محمد عثمان في شرق السودان بقلم د. طارق مصباح يوسف* أمّا أهل الشواك الكرام أذكرمنهم, عبد الرحيم المشمش, حامد (صاحب المطعم), حريقة, المرحوم ابكريك, المرحوم عثمان حاج عمر و آخرين.أحدث المقالات- طارق الطيب دبلوك كان بدري عليك الرحيل بقلم عصام علي دبلوك
- تنظيم داعش الإرهابي ( الأمريكي).......!!!!؟؟؟؟ بقلم محمد فضل - جدة
- الكونفدرالية مع الاردن مالها وما عليها بقلم سميح خلف
- الدولة المدنية كلام فارغ..ولا مفر من العلمانية بقلم صلاح شعيب
- الفنان الذري .... عشر سنوات علي الرحيل بقلم صلاح الباشا
- بيانات مجلس السفهاء!!! بقلم عبد الغفار المهدى
- إن لم تستح فأصنع نفرة!! بقلم حيدر احمد خيرالله
- كيف انجرفت سوريا بفعل تجار الموت بقلم ألون بن مئير
- عطاء بلا ضوضاء ..!! بقلم الطاهر ساتي
- ونتألم !! بقلم صلاح الدين عووضة
- امتحان أمام السيد الوزير..! بقلم عبد الباقى الظافر
- الدوائر بقلم أسحاق احمد فضل الله
- عثمان ميرغني والعدالة الاسرائيلية! بقلم الطيب مصطفى
- الخرطـوم عاصـمة بـلا محاســن ولا رتــوش !!
- السودان والقانون الدولي للبحار (2) بقلم فيصل عبدالرحمن علي طه
- مسؤولية الدولة تجاه المحامين بقلم نبيل أديب عبدالله
- التأميم والمصادرة: تتابع تهاوي الشركات والمؤسسات بقرارات المصادرة العاصفة-المقالة الثامنة
- لا تخدعنَّك اللِحى و الصورُ.. تسعةُ أعشارِ من ترى بقرُ! بقلم عثمان محمد حسن
- وكأن الإختناقات المعيشية وحدها لاتكفي بقلم نورالدين مدني
- ليبرمان خيال مآتة حكومة نتنياهو بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي
(عدل بواسطة بكرى ابوبكر on 05-22-2016, 11:56 PM)
|
|
طارق مصباح يوسف
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست