هل ستستمر الانقاذ ام ستسقط عبر الاحزاب او عن طريق مشروع غاندي اللاعنفي اوجيفارا الدموي اوعبر ثورات الربيع العربي ؟ بقلم / ذاكر عبد الله مصطفي
مايميز الانظمة الديكتاتورية هي انها تتميز بتمكينها المنهجي في مؤسسات الدولة و تدخلها المباشر في المجتمعات وهذا التمكين هو الفيروس الذي يقتل الروح الوطنية و يمزق الوحدة فيها ويقلل التنافس بين افراد الشعب الواحد ، اذا الديكتاتورية لا يمثلها افراد بعينهم اذا سقطوا سقطت الديكتاتورية بل هي عبارة عن مشروع متوسع و ذو فكرة و مبادي متجزرة في الدولة ، ولازاحة النظام الديكتاتوري لابد من منهج وطريقة استراتيجية متكاملة حيث تكون قصيرة وطويلة التنفيذ وتشمل كل مكونات المقاومة الاقتصادية و السياسية و الامنية و الثقافية والاهتمام بالثقافة هو الأهم في مرحلة ما بعد الديكتاتورية ، هنا بيت القصيد والسؤال الاهم هو كيف تسقط الديكتاتورية و باي طرق يمكن استخدامها؟ لقد وجدنا عديد من الطرق و الكيفيات التى استخدمت في اسقاط الأنظمة الاستبدادية و لكن لا يمكن ان تطبق اي طريقة في اي دولة ولكل الأنظمة ، فبعد الحرب العالمية الثانية اقتصرت الطرق في الانقلاب العسكري و الثورة الشعبية او بحرب عسكرية ضد النظام وما تعرف بالحروب التحررية ، لكن قد أثبت التأريخ ان الانقلاب و الحروب الثورية التحررية لا يمكنها إزالة الفكر الديكتاتوري الاستبدادي من الحياة السياسيه وقد تاتي ببديل اكثر ديكتاروية وقد تكون امتداد للانظمة الظالمة و الغير ديمقراطية ، فمثلا الحرب الكوبية بزعامة كاسترو و جيفارا لقد مكنت الديكتاتورية لنصف قرن نعم هي كانت بجهد الشعب الكوبي ولكن كان الشعب ضد اعداء الوطن و التدخل الخارجي فساعد الثورة و الاحرار و بعد ما سقط النظام قام نظام اخر مثله بل اكثر استبدادا .!!..ومثلا الانقلاب العسكري في ليبيا الذي قام به العقيد معمر القذافي وكذلك في السودان مايو و الانقاذ اما مثال للثورة فهنا يوجد قسمان للثورات ، ثورة جماهيرية شعبيةو ثورة حزبية فالثورة الحزبية هي التى يقوم بها افراد يحملون فكرة سياسية معينة دون النظر في تنفيذ مبادي وافكار الناس في الحرية والديمقراطية المستقبلية ونجد مثال لها الثورة البلشفية الروسية التى تميزت بالدمويةو هي استقلت طبقة العمال في تلك الفترة وكان شعارها هو الشوعيه المخلصة و الاشتراكية التى يمكنها حل كل مشلكه اقتصادية و اي تنوع طبقي ، ولكن هي كانت افكار سياسية ولا تحمل في كينونتها اي مبادي فلسفية حقيقه ففشلت في تحقيق اهدفها الثورية و اصبحت ديكتاتورية بحته اما الثورة الشعبية الجماهيرية ، فعندما نقول جماهيرية هي التى يقوم بها الشعب باكمله و بكل مكوناته المتنوعة و ليس هدفها اسقاط اشخاص بل اسقاط نظام و قيام دولة الحرية و المساواة والعدالة الاجتماعية بمعناها الفلسفي لا السياسي ونجدها لا تمتلك قائدا معينا حزبيا كان او غيره بل كل الشعب هو القائد و المحرك للنشاط الثوري ، فمثلا ثورات الربيع العربي والتى رسمت فكرة جديدة في كيفية اسقاط الانظمة الاسبتدادية و محت فكرة الديمقراطية الليبرالية ،فهي قامت بتغيير ثقافة المصطلحات الفلسفية و السياسية و ادخلت مصطلح الثورة ليكون معني ثقافيا تتغير به معاني المصطلحات القديمة فهي كانت نقطة تحول او مرحلة فصل الثورة الحزبية المحدودة للثورة الجماهيرية الشعبية ولكن لم تكتمل بنيويتها فكانت الثورة في بعض البلدان تتميز بالعنف كما قامت الثورة البلشفية و الفرنسة فكانت تستخدم العنف في تنفيذها كما في الحاله الليبيه والسوريه اما الثورة الجديدة في عقل كثير من المثقفاتيه اصبحت ثقافة و فكرة فلسفية حديثة تستشعر وتستفيد من كل التجارب السابقه لتقول ان غاندي كان على حق وليس جيفارا فحالة غاندي كانت سلمية جماهرية اصبحت ثقافة للشعوب و ليس معني ايديولوجيا بل قيمه انسانية و ثقافه حيويه ، فهي فتحت الافاق للتعدد لانها لا تحصر المجال بمقولات مسبقه ولا بنظام مسبق ولا بتصور مقنن او ايدلوجيا بعينها وانها تفتح المجال للشعب ليختار ويعمل لبناء دولته بنفسه وهي سبقت كل النظريات و قامت بكسر القيد الايديولوجي المتحزب و الديني المبرمج سياسيا واقتصاديا ،اذا لا بديل يمكن ان يستخدمه الشعب السوداني غير ثورة شعبيه سلميه ثقافيه علي طريقة غاندي من اجل ان تاسس قاعدة لدولة الحرية و المساواة و لابد من التشبع بهذه الافكار و ان تكون هي الاهداف الاولى للثورة الثقافيه السودانية المقبله ، وهنا نتحدث عن الحريه كما قال برتراند " ان الحرية لا تستقيم كمعني فلسفي ذي بعد اخلاقي الا أذا كانت في خط مستقيم يبدا من الذات الي الغير و الى الخارج وليس العكس اي ان تكون بمعني المنح وليس بمعني الاخذ فلا تطلب الحرية لنفسك ولكن لاتعطيها لغيرك" اذا نعم لنهج غاندي وللسلميه نعم لكلمة الشعب و اختياره ولا والف لا لجيفارا والحرب و الدمار و لا لثورة يقودها رجال من اجل ان يصلوا للحكم وقيام نظام يتمنوه لانفسهم ، ليس احلام رومانسيه او فردية بل هي الحقيقه و الواقع السياسي السوداني وهي الضرورة للوطن ان الثورة العسكرية و الانقلاب ماهي الا مسكنات مؤقتة وليس دواء للمستقبل ، الان نضع السلاح و نرفع لافتات نكتب فيها للحرية والحرية للشعب السوداني جميعا بكل مكوناته ونزرع الورود على مقبرة التاريخ القديم ، نعم نسقط الاستبداد والظلم والفساد ولكن لاجل الوطن ومصلحة المواطن . أحدث المقالات
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة