وجه البروفيسور أليكس دي وال بجامعة لندن يوم 20 يناير انتقادات حادة لجماعة " كفاية الامريكية " لإطلاقها إدعاءات غير دقيقة عن السودان وتعاملها بإنتقائية في الشأن السوداني ، وانها تتحاشى إنتقادات الحركة الشعبية وحكومة جنوب السودان . سلط أليكسي الضوء على تاريخ العلاقة بين منظمات المجتمع المدني الغربية والافريقية ، مبدئاً بالعلاقة والدعم المقدم لحركات التحرر الافريقية أبان الحرب الباردة أمثال المؤتمر الوطني الافريقي ومنظمة شعوب جنوب غرب افريقيا والحركة الشعبية لتحرير انغولا ، وقال في الندوة التي انعقدت يوم الاربعاء الماضي بجامعة لندن مركز ( SOAS ) بواسطة الجمعية الملكية الافريقية ، قال " قديما كانت السياسة ترسم وتوجه من افريقيا ، وانها تعرضت لمتغيرات عبر السنين بمقتضاها ، ويبدو أن المنظمات المدنية الغربية تملي هذه السياسات ليس فقط على الحكومات الغربية ، بل ايضا على المعارضة فيها ، في محاولة لتغيير السياسة الخارجية لتلك الحكومات . واكد أليكسي ان هذه التغيرات تاثرت خلال الانتقال من الحرب الباردة الى الحرب على الارهاب ، مثال على ذلك عندما نادت المنظمات المدنية مثل اوكسفام خلال حقبة التسعينات الى التدخل الانساني في الصومال ، والتي قال أليكسي دي وال انه كان معترضاً عليه ، وبالفعل تحول ذلك التدخل الى كارثة . وركز اليكسي بصورة اكبر على السودان خاصة حول دارفور وجنوب كردفان وجبال النوبة ، ووجه إنتقادات حادة لجورج كلوني وحملة " كفاية " والمشاركين فيها لإدعاءاتهم بوقوع إبادة جماعية دارفور عام 2006م في حين توقف القتال هناك في ذلك الوقت ، وارتباطهم بأوكامبو وتحريف الحقائق واعترافهم بأن عدد ضحايا الكونغو فاق ضحايا دارفور التي وصفوها بأنها تعاني من الشر الحقيقي أي أبتداع لفظة جديدة هي نفسها استخدمت في وصف الارهاب . ويواصل أليكسي انتقاداته لحملة " كفاية " التي يقوم بها جورج كلوني وزملاؤه متجاهلين تورط جوبا والحركة الشعبية في معارك كردفان ليس فقط بتسليح متمردي الشمال ، بل من خلال ارسال قوات عبر الحدود وتصوير ضحايا المجاعة على اساس ان الخرطوم تسببت فيها . لكن ! بعد العام 2013م أصبح كلوني وجماعته مدافعين عن سلفاكير وحكومته ، ورافضين انتقاده عن اعمال لو قامت بها الخرطوم لما التزموا الصمت . وفي خواتيم الندوة واجه ( دي وال ) اسئلة وانتقادات من الحضور ، اهمها تلك التي وجهها ناشط من الحركة الشعبية " موان مورتات " والذي حضر برفقة روزا لندا مارسدن – السفيرة السابقة – الذي نفى صحة حديث دي وال عن الحركة الشعبية . واعقب دي وال بقوله " ان الحكومات والامم المتحدة تجاهلت تقارير مجموعة الازمات الدولية ، منتقدا إتهام الغرب للمنظمات المدنية الاسلامية ، مثل الاغاثة الاسلامية في الصومال وسوريا بأنها تدعم الارهابيين . تميزت الندوة بحضور كبير من الاوساط الافريقية والمهتمين بالشأن الافريقي ، وعدد من بعثات جنوب السودان والصومال واثيوبيا ويوغندا ، وكان الحديث ايجابياً عن قضايا السودان .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة