|
Re: السودان ،،، أشلاء مبعثرة في نفق مظلم بقلم (Re: علي الناير)
|
الآن قد وجب الإقرار بأن النظام التربوي والتعليمي والثقافي في السودان منذ استقلال البلاد قد أخفق كثيراَ في إيجاد ذلك الإنسان الذي يعني المواطن الصالح المخلص .. ومدارس النشء للأبناء والبنات رغم كثرتها في كل أرجاء السودان إلا أنها أصبحت جدلاَ فارغاَ يسقط عند الوهلة الأولى عندما تعاد قراءة المحصلات .. تلك المؤسسات التي فشلت فشلا مريعا في خلق ذلك المواطن الصالح .. ذلك المواطن الذي لا ينطلق من منطلقات العنصرية والقبلية .. وحيث المفترض من تلك الجهات التربوية أن تغـرز في نفوس أطفال السودان معاني الوطنية والإخاء والتعاضد .. ولا يكفي فقط ترديد تلك الكلمات الصباحية الروتينية القاحلة التي تعرف بنشيد الوطن .. كلمات مع مرور الأزمان فقدت عمقها في الأفئـدة .. وأصبحت مجرد روتين ليـس إلا !! .. وجوهر التعليم والثقافة في السودان يجب أن تتغير كلياَ بذلك القدر الكبير المكثف الذي يربط الإنسان السوداني بالوطن الأم أولاَ .. وثانيـاَ يربط الإنسان السوداني بالإنسان السوداني بذلك القدر الهام العظيم .. حيث الإخاء والمحبة والتواد والمساواة بالقسط والميزان .. كما يجب تكثيف المناهج التربوية والتعليمية في السودان بتلك الإرشادات الصارمة التي تندد بشدة كل ألوان النزعات القبلية والعنصرية والمناطقية والجهوية .. والتي ترفض مسميات الأجناس والألوان .
لقد سقط القائمون بأمور التربية في السودان منذ استقلال البلاد في إيجاد المناهج التعليمية المكثفة التي تعظم وتقدس معاني الوحدة والوطنية والإخاء والتواد .. والآن جاء الوقت لتجلس تلك الجهات بهدوء تام وتجتهد بجدية في تعديل مسارات التربية في السودان .. والكل يعلم أنه في بدايات مراحل ما بعد الاستقلال كانت هنالك تلك النزعات القليلة التي كانت تحث على الوحدة والوطنية في المناهج التعليمية والتربوية .. حيث تلك الأناشيد التي كانت تنادي بالسودان وتنادي بالوطن قبل كل شيء : ( أنت سوداني وسوداني أنا .. ضمنا الوادي فمن يفصلنا ) .. ولكن مع مرور الأزمان اختصرت المسافات والمفاهيم الوطنية لنجد أن تلك الجهات همومها تركزت كليا في تكثيف المناهج الأكاديمية التعليمية .. وقد أهملت كليا الجوانب التربوية والوطنية .
|
|
|
|
|
|