مهرجان البركل في بدايته الثانية اختتم نسخته الثانية قبل أيام قليلة، وأقول بدايته الثانية لان هذه الدورة هي الأولى لهيئة المهرجان بعد تكليفها بتنظيمه من قبل السيد رئيس الجمهورية، حيث النسخة الأولى نظمت بواسطة لجنة مجتمعية شعبية غير رسمية كان لها الفضل في وضع اللبنات الأولى لهذا المهرجان العتيق ولها الشكر في ذلك وسيحفظ لها التأريخ هذا الجهد، وقد سطره بمداد من ذهب.
هيئة مهرجان البركل أيضاً لها الشكر في أنها أقامت النسخة الثانية في توقيت مقارب لتوقيت النسخة الأولى لتأكيد سنوية المهرجان، وحقيقة تقال أن المهرجان تحرك كثيراً وتطور كثيراً وتم تلافي الكثير من السلبيات التي لازمت النسخة السابقة وكنا قد رصدنا بعضها في مقال اعقبها جاء تحت عنوان (مهرجان البركل .. الحساب ولد)، فمن ضمن تلك السلبيات نقل الفعاليات الكبيرة للمدينة الرياضية بكريمة، وتحسين شبكة الانترنت.
أما نسختها هذه فقد تابعنا ما دار فيها لنعرف ما على هذا المهرجان وعليه، ووجدنا أن به الكثير من الايجابيات كما أن به العديد من السلبيات التي نتمنى أن يتم تلافيها المرات القادمات، ولضيق المساحة ندلف مباشرة لإيراد السلبيات والايجابيات التي رأينا ايرادها للدفع بعجلة المهرجان للامام في مقبل النسخ.
من الايجابيات لهذه النسخة هي اقامة الندوات، واستيعاب المهرجان لكل ضيوفه خصوصاً الاعلاميين والصحفيين الذي غطوا فعاليات هذا المهرجان، التنظيم الدقيق للمعارض وإشادة الزوار بذلك، وكذلك التنظيم المنضبط لليالي الثقافية التي اقيمت بساحة الجبل.
من سلبيات هذه النسخة هي غياب تام للإعلام الاجنبي وغلاء أسعار المحال التجارية وعدم وجود برمجة ثابتة للفعاليات والبرامج إلا بعد انقضاء عدة أيام من المهرجان، وعدم وجود رسالة يومية، كما أن توقيت المهرجان لم يكن موفقاً إذا نظرنا للمهرجانات الأخرى الجارية إضافة لمعرض الخرطوم الدولي وكذلك الوضع المناخي حيث تصادف مع (أم شير) ونحن نعلم تغلب طقسها وصعوبته، كذلك خلو ندوات المهرجان من مناقشة القضايا التي تشغل بال مواطن المنطقة الآن مثل السرطان والمخدرات وخلافه.
وكان الفشل الكبير وهو عدم مقدرة الهيئة على اقناع المجتمع أن هذا المهرجان منهم وإليهم، عكس النسخة الأولى التي كان يحس أي فرد من مجتمع المحلي ان المهرجان ملك له، وبذلك كان العطاء غير المحدود وكان النجاح رغم الاخفاقات التي لازمت النسخة الأولى، الهيئة اختطفت المهرجان بعد أن كان وليد مجتمعي يهب الجميع لرعايته، ليختفي عن الأنظار ويظهر بساحة البركل مولوداً أخر، استبعد منه كل الذين نعرفهم يتصدون لمثل هذه الأنشطة الثقافية الأدبية المجتمعية في مجتمع مروي.
نقترح على الهيئة طالما انها مكلفة بتنظيم المهرجان سنوياً في شهر (12) وذلك المهرجان الجديد وهو مهرجان كرمة في شهر (6) نقترح عليها المحافظة على تشكيلها وكوادرها التي عملت على تنظيم هذه النسخة لأنهم الآن اكتسبوا خبرة كبيرة وتزداد مع كل دورة لهذه المهرجانات، ولا بأس من تدريبهم كل في مجاله من دورات تعامل مع الجمهور وتنظيم المعارض وإدارة الحشود وغيرها وكذلك زيارة مهرجانات نظيرة داخلية وعالمية حتى يقفوا بأنفسهم أين وقفت المهارات العالمية لتنظيم مثل هكذا مهرجانات.
هيئة المهرجان بكل كوادرها انجزت نسخة أكدت استمراريته مع فوائد أخرى أجلها ان شهدت موافقة الرئاسة على انطلاقة قناة الشمالية الفضائية، وتسليط الضوء على مشكلة تدني أسعار التمور، وهي نسخة نحسب أنها خطوة كبيرة في خطوات هذا المهرجان العريق نحو العالمية، نحي أعضاء الهيئة وكل لجانه وأعضائه فهم قدموا لنا جهد كبير لمسناه ولابد أن نحيهم ونشكرهم على جهودهم ونطمح في ان نراهم في ثوب أكثر جمالاً المرة القادمة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة