بعد إنفصال دولة جنوب السودان عن شمال شماله بموجب اتفاقية نيفاشاء في 9 يوليو 2011م هضمت حكومة المؤتمر الوطني ما تبقى من بنود الاتفاقية في منطقتي جبال النوبة وجنوب النيل الآزرق هما شركاء أصليين في عملية النضال مع الجنوبيين وتحت مظلة واحد تعرف باسم الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان بقيادة زيعمها الراحل دكتور جون قرنق دي مابيور وسعت حكومة المؤتمر الوطني سعيها لخراب الجزء المتبقي من جسم الحركة والجيش الشعبي إغلاق مكاتب الحركة ومطاردة قياداتها وايداعهم في معتقلات وتصفية كل من له علاقة بالحركة مستهينة بقوتها وعزمها وظنت أنها تستطيع انهاءها في اسابيع قليلة ولكن كانت المفاجاءة اصتدام النظام بجسم صلب قوي هو كان العماد والدعامة الرئيسية التي حقق جنوبيين دولتهم لقد استطاع الجيش الشعبي الباسل وبكل شجاعة الزود عن اراضيه والدفاع عن مكتسباته في جبال النوبة والنيل الازرق وبقوته وصمود رجاله المقاتلين الاشاوس استطاعوا تدمير الترسانة العكسرية لحكومة المؤتمر الوطني وتفكيك استراتيجياته العسكرية لدرجة التقهقر والانزواء مما اجبر المؤتمر الوطني الاستعانة بالمرتزقة والمأجورين وافدين من خارج الوطن ولكن هولاء ( الجنجويد وقوات الدعم السريع ) لا عقيدة لهم سوى جنى المال والغنائم من دماء الابرياء من ابناء الوطن الأمر الذي جعلهم عرضة للهزائم النكراء المتكررة امام قوات الجيش الشعبي لتحرير السودان في جبال النوبة وجنوب النيل الازرق واصبح هولا المعضلة التي تستنزف أموال الشعب السودان من يد المستاجرين ( الحكومة ) وتقتل المواطنين خارج القانون تحرق القرى وتغتصب النساء وتذبح الاطفال وبهذه الصورة البشعة تصمت الحكومة خوفا منهم بل وتتستر على جرائمهم إعلاميا بالنفي والتكذيب وبهم تصبح السودان لقد فقدت صفة الدولة ذات سيادة بل هي دولة فوضى في كل شيء لأن حتى ما تبقى من جيشها اصبح مهمش بل مهان وافرغت صلاحياته التي اقسم بها عند تخرجه الدفاع عن الوطن من محتواها واصبح ومعرض للإنقراض بيد هولاء الماجورين . هولا المرتزقة بالطبع لا دين لهم اطلاقا وهم تتار السودان واسواء من الدواعش في تعاملهم مع البشر ويتصفون الجبن والخوف وقتناص الفرص في الاحتماء داخل المدن للتنكيل بالمدنيين العزل حكومة الخرطوم بقيادة المؤتمر الوطني فاقدة الآهلية لأن لا سلطان لها في بسط أمن المواطن حتى في عقر دارها الخرطوم اصبحت الحكومة محاطة بمهددات هولاء الغزاءة الذن يتعالون على قيادات الجيش ويستحكمون على القبضة الأمنية بعد أن اطلقت لهم كامل السلطات ليعسوا في الأرض فسادا لقد جلبوا بافكار شيطانية من قبل حكومة المؤتمر الوطني لقطع الطريق امام اي محاولات لتغيير النظام حيث سلطوا لقمع اي تظاهرات في عواصم البلاد واطلاق لنار على المواطنين العزل حتى في حالة الاحتجاج السلمي وهم الكارثة الحقيقية التي تنتظر الشعب السوداني على الوجه الخصوص بعد انفكاك المناطق الملتهبة دارفور وجبال النوبة وجنوب النيل الازرق من الخرطوم . هذه الحرب المدمرة التي اكتوى بها الهامش كله حققت نجاحا كبيرا في فكر الإنسان من حيث الوعي المتنامي والشعور بالوطنية والغيرة على الحقوق والدفاع عنها بشتى السبل في تلك المناطق المهمشة على العكس من تجار الدين في الخرطوم ومدمني السلطة الذين تركوا الوطن وعمدوا إلى نهب خيراته والاستئثار بها هولا الجوعى المقطعين ما صدقوا وجدوا وليمة يأكلونها من الحجرحتى الثرى. مما لا شك فيه أن السودان سيتفكك إلى دويلات وكل المؤشرات تشير إلى تحلل الدولة السودانية القائمة حاليا بصرة واضحة حيث لا يوجد بصيص أمل لتماسك ما تبقى من دولة تعرف بالسودان الشمالي لأن القائمين على ألأمر في الخرطوم مصرين على عدم ترك البلاد إلا بعد تفتيتها تماما الخراب الذي نشهده في مناطق النزاعات في دارفور وجبال النوبة وجنوب النيل الازرق دليل على فقدان النظام السيطرة على ما تبقى من وطن بل عدم الجنوح والرغبة في إرساء قواعد السلام وافعال الحكومة والانتهاكات المتكررة تدفع بقوة الشعوب المهمشه الأنفصال عن هذا الجسم الهولامي المترهل المتأكل الأطراف . بالنسبة لشعب النوبة لقد قطع شوطا كبيرا في بلورة فكره وفهمه في مسالة تقرير مصيره وانفكاك من دولة الظلم والطغيان التي ما انفكت تحمل الحقد وتشحن بقية الشعوب في الشمال ضد النوبة في ممارسات عنصرية بغيضة وانتهاكات ضد شعب النوبة تحديدا تحارب فيها الإنسان في دينه وجنسه ولكونه لا يشبه العرب وهو هكذا خلق فأنى له أن يختار خلقه من خالقه بهذا المعنى لا يؤمن هولا بان الله خلق الناس جميعا وجعلهم شعوبا وقبائل واختلاف في الوانهم والسنتهم هذا النظام العنصري لقد اقنع المجتمع السوداني الشمالي لكي لا يتعاطفوا مع المهمشين الفور والنوبة وابناء النيل الازرق لذلك يتعاطف المجتمع الشمالي مع السوريين والفلسطينيين والعراقيين واليمن ويتظاهرون بذلك في كل حدث ولا يستنكرون المجازر والانتهاكات التي ترتكب ضد أخوانهم مواطنين معهم على نفس الأرض صم بكم عمي فهم لا يبصرون صحفهم وإعلامهم يسبح في الفضاء البعيد ويجهل ما حوله . في ذات السياق لقد اقتنع 90% من شعب جبال النوبة بعدم جدوى بقاءه في دولته ووطنه الأم حيث يشعر الإنسان النوباوي فيها بالذل والهوان وليست له فيها حقوق بل الحكومة تسلط كلابها لأصطياده في اي موقف واهانته حتى وقتله داخل العاصمة بدم بارد مثال لذلك مقتل الشهيدة عوضية عجبنا وشهداء ام دوم وتبعها مقتل الشاب رمضان كابشع جريمة تمارسها سلطة امنية ضد مواطن متهم زورا وكل ذلك لم يتم فيها القصاص وما صدر فيه الحكم الحكم القضائي ظل معلقا وسوف يظل إلى يوم الدين ما دام الظلم قائم. دولة فاقدة لأبسط معايير العدالة والانصاف يحاكم النوباوي في جرم يحاك ضده ظلما وعدوانا ويوقع عليه العقاب مثال ذلك الفتيات المسيحيات تم جلدهن في تهم باطلة وتلفيق فقط المقصود اهانة النوبة كعنصر افريقي اسود ونحن نشاهد يوميا بنات الوزراء والولاءة يرتدين ملابس تنافي قيم الاسلام اي تظهر مفاتنهن يتحاشها رجل الأمن عندما تترجل عن سيارتها بل ويفسح له الطريق وهذا ليس في ماليزيا او دبي بل في الخرطوم والبيب بالإشارة يفهم . عندما كان النوبة يحاربون المتمردين الجنوبيين منذ أواسط القرن الماضي جنبا إلى جنب مع اخوانهم من القوات المسلحة السودانية بحجة أن الجنوبيون متمردين وخارجين عن القانون فاستبسل النوبة في الدفاع عن السودان ترابه وشعبه مدافعا عن شعارات قياداته وكان مؤمنا بها ولكنه بعد اكثر من خمسين سنة من الدفاع عن الوطن ومناصر الحق يكتشف ان في الوطن جسم غريب يريد ان يصفيه ويبيده عن الوجود بعد أن استنفد أغراضه استخدمته الحكومات المتعاقبة على كرسي الحكم في الخرطوم طيلة التاريخ لغاية الوصول إلى مرحلة التمكين والسيطرة المنفردة على يد نظام المؤتمر الوطني . يقال رب ضارة نافعة الآن لقد تطور الوعي لدي شعب النوبة وستدرك مآرب الطغاة المحتلين للوطن لذلك قرر النوبة أن يواجهوا مصيرهم بقوة في ان يكون صلبا لتحقيق ذاتيهم والحفاظ على كيانهم المستهدف بالإبادة من قبل النظام الحاكم في الخرطوم حيث يقوم النظام الحاكم في الخرطوم بحملات عسكرية مسعورة ضد الاهالي العزل في جبال النوبة في شكل حشود من الجنجويد والمدججة بالسلاح وقصف بالطيران على قرى وبلدات المواطنين يوميا لإحداث المزيد من الدمار في حرق المزروعات وقتل الأنسان او دفعه إلى الهجرة خارج بلده هذه الحالة تتكرر منذ اربعة سنوات يعاني شعب جبال النوبة من صلف نظام المؤتمر الوطني الظالم . المفاوضات وآلياتها تراواح مكانها بسبب تحكم النظام القائم على مجريات العملية مستخدما نفوذه كنظام حكم منتخب ولديه الحق في إدارة بلاده وأن من يحاربهم خارجين عن القانون ، لقد استمرت المفاوضات منذ تكوين الآلية الافريقية رفيعة المستوى برئاسة ثامي امبيكي ولكنها لم تحرز اي تقدم يذكر وكأن شيئا لم يكن وومنذ اربعة سنوات كل يوم تزداد معاناة المواطنين المحرومين من نعم الحياة حتى من تنفس الهواء حيث يختبؤن في الكهوف تفاديا لما تلقيه علىهم طيران النظام من قنابل وبراميل متفجرة ويبدو أن الآلية الافريقية عاجزة من الضغط على الطرفين أو هناك من احب فنادق اديس والضيافة فيها والحكومة السودانية تعرف من اين تأكل الكتف وألا لماذا كل هذا الوقت والمماطلة في مسألة واضحة أقلها أيصال المساعدات الإنسانية للمحتاجين ثم نواصل المفاوضات مع يقيننا أن النظام القائم في الخرطوم لا يمكن ان يوقع اتفاقا لسلام مع الحركة الشعبية لأن النظام يعرف حجم الحركة والجيش الشعبي فان قياداته ما زالوا يتخيلوا تلك الصورة العظيمة لتعاطف الشعب السوداني مع زعيم الحركة دكتور جوت قرنق عندما حضر إلى الخرطوم عقب اتفاق السلام وان الواحد وعشرون يوما من وجود دكتور قرنق في الخرطوم مسحت وجود النظام بالكامل واصبح قرنق هو الرئيس الفعلي حسب الظهور حيث كانت الوفود الذين يحضرون إلى السودن يجلسون مع قرنق في مكتبه لساعات طويلة وهو نائب الرئيس بينما يزورون مكتب الرئيس البشير كمرور الكرام ثواني وخروج . جماهير شعب النوبة في كل مكان تراقب الوضع من كل زوايه وغالبيتهم يرون أن اي اتفاق بين الحركة الشعبية الممثل الشرعي لشعب النوبة وحكومة السودان أو اي تسوية لا تتضمن حق تقرير المصير لا تحقق طموح شعب جبال النوبة ولا تعادل ثمرة النضال المبذول لأن الدولة القائمة على علاتها لقد عملت على رفض الأخرين وعدم قبولهم كمواطنين فيها يتساوا معهم في الحقوق والواجبات ويكفي ان النوبة في المهجر لقد فقدوا الثقة في الخرطوم ويتطلعوا لوطن جديد مثلهم مثل غيرهم والانعتاق من الذل والعنصرية ناهيك عن أبناء اللاجئين في معسكرات اللجوءفي الدول المجاورة للسودان الذين لا يعرفون عن الخرطوم غير انها ترسل لهم جيوش وجنجويد تقتل وتنهب وتغتصب وطائرات ترمي عليهم القنابل تهدم المساجد والكنائس والمستشفيات والقطاطي هولا الأطفال نشأوا على فهم بأن لا صلة لهم بالخرطوم وأن عدوهم وقاتلهم ياتي من هناك لذلك 90% من شعب جبال النوبة يريد تقرير المصير و10% هم المتوجسين الذي يضعون اياديهم على ايد النظام الملوثة بدم رقاب آهلهم مع علمهم أن النظام يفعل ذلك لتقوية جانبه وكسر حدة وقوة الثورة في جبال النوبة وثني النوبة عن مطالبهم المشروعة فقط يريد النظام ان يخضخ النوبة ويعيشوا اذلاء تحت رحمة المستعربين والغزاءة. الحل الشامل وما ادراك ما الحل الشامل شعار استفادت منه حكومة المؤتمر الوطني في نكران وعدم الاعتراف به كمكون سياسي بديل لحل قضية المنطقتين وهو في الواقع خدم النظام الحاكم كثيرا وامد في عمره لأنه محور التفاف حول قضية المنطقتين بالنسبة للحكومة ومخرج لها للتملص من التفاوض وحتى اجهاض اي اتفاق يمكن ان يكون كما أن الغالبية العظمى من ابناء الشمال لا يرغبون في الحل الشامل صراحة بزعمهم أنه سوف ينزع منهم السلطة ويعمل على تغيير البنية التحتية لسياسة السيادة المطلقة لاقتسام السلطة والثروة والمشاركة الفعلية في المواطنة وكذلك سوف يعمل على تفكيك الموروث الثقافي الأحادي التوجه وهمية الثقافة العربية على كون السودان دولة عربية بجلد افريقي اسود وانف مفلطح وفائف غليظة وشعر مجعد وعليه مقولة الحل الشامل بالنسبة للحركات المسلحة حلم صعب المنال وبالنسبة الحكومة مطية يركبها النظام توصله إلى مبتغاه أخر محطة وهي تقسيم السودان أو اخضاع المهمشين لدولة افريقية معربة وبدون حقوق . م/ توتو كوكو ليزو
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة