سيطرةالمؤسسة العسكرية على كل مفاصل الدولة ،وأن الحقِب العسكرية الثلاثة التى تعاقبت على حكم السودان ولازالت تٌسيطر ،أنها تميزت بتعميق دور جهاز الدولة كوسيلة النهب الاساسية لصالح طبقة التجار والبيروقراطين ،ويعتبر النظام المايوى في وقتِ سابق هو الشكل الأكمل لهيمنة الفئات العليا من طبقة التجار ،وأثبت أن قيام الرأسمالية الطفيلية امكانية كامنة في بنية طبقة التجارهذه،وجاءت الانقاد بعد سخف وبؤس النظام الديمقراطي والذي كان يتضعضع أساساُ بسب جشع ذات الطبقة التجارية ،جاءت لانقاذ وضعية النهب هذه ،وضعتني هذه الحقائق واعلان الفريق ادم حامد موسي في المشهد كله ، بعد تملص وتأكيد رئيس الحزب عن رفض نشر تكذيب لما صدر في الاعلان بدعوى أن هدف النظام احراجه واشانة السمعة السياسية وماالى ذلك من فذلكات،فالمشهد وضعني أمام تسائل واحد عن كيف أبدو لو صدقت هذا التبرير،هل ممكن؟هل يستقيم عقلا أن تنفصل سلطات الهيمنة هذه عن بعضها البعض،في ظل حالة الارتباط الاستثنائي بين المال والسلطة ،دعك من مقولات ابكر أدم اسماعيل حول ميكانيزمات التمركز والتهميش ،واسعفتنى مقولة تصف حقيقة أن مايحدث دوما ًفي الحياة هو غير مايظن المرء حين يحسب أنه يمثل دوره في تمثيلية معينة ،فلا يخطر بباله انهم بدلوا الديكور سرا ،ويغدو يمثل مشهدا آخر دون أدنى شك. فهل ياترى اختار أن أمثل دور الولد العبيط الذي يؤكد الولاء للرئيس وينزهه بالتالي عن كل نقيصة؟. أسعفني التأمل الى أن التبريرات المُساقة تنطوي على بعض الغموض ،فاذا افترضنا انه يمكن التحلل من قيودجهازالدولة بحيث لا تتضرر المصالح الاقتصادية ،ويمكن أن تنجح المسيرة السياسية لخطابنا السياسي في نفس الوقت ،يظل رغم ذلك فرضية التعرض للابتزاز قائمة وبشدة بفرضية أضعف الايمان ،وهي ماتضعف بالتالي فرص القيادة السياسية "الرشيدة" طالما هي معرضة للابتزاز والتخويف ، فهي غير مأمونة الجانب ،وبالتالى انهزام كل التوقعات والمواقف السياسية "للحزب" هي نتيجة طبيعية ،وتفسير طبيعي لعدم تطوره،وستخيب كثير من الآمال المعقودة على قيادته لو ظلت مثل هذه القضايا مسكوتا عنها ،أو لم يخرج ماظل مهموسا الى العلن ،فالصورة معكوسة ،وماظل يتردد عن المؤتمر السوداني باعتباره انعكاس لظل الرئيس رجل الاعمال الجسور المعبر عن تطلعات التغيير هوكوهم النظر الى مرآة خادعة ،طالما أن ألطفيلية كامنة في طبقة التجار،يبقى الرهان عليهم سحابا خادعاَ . بدون تعميق التأمل في حقائق الحياة أتفق مع الجميع أن المصالح وقائع لا يمكن القفزُ عليها، ومنها المصالح التجارية بالذات لأنها محرضة على التربُح والانتفاع ،حتى لا أُتهم بالتجني وعدم الواقعية ،بعكس المصالح السياسية التى تسعي الى خدمة والتعبير عن مصالح آخرين ليس الربح قيمة في معادلتها وبالتالي غير خاضعة لأي شكل من أشكال المساومات والابتزاز،ومصالحنا السياسية تقوم على تقويض هذه الوضعية تماما حتى لوأجبرتنا الحياة أن نعمل في التجارة ومافلح التجار في التعبير عن مصالحنا بل تذداد شراهة التموُل فيهم على حساب حسن ظننا بهم وهذاماعلمتنا له التجربة وحقائق تاريخنا ،وبتساؤلات بسيطة حول أرجحية المصلحتين لوخيُرالسيدالرئيس ،وبما أننا نعيش في الواقع وتحليلنا مستمد منه توجه ناظري صوب القيادة العامة و المنشئات العسكرية المهولة التى قام بها عبدالرحيم محمدحسين وزير الدفاع في ذلك الوقت(صاحب لجنة مناصرة رجال الاعمال)،والذي سُخر بالتالى لخدمة البيروقراطية العسكرية والتجارية بالتعهدات وعقود المقاولات ،فالى أي مدي أستفاد رئيس الحزب من الفرص الاقتصادية التى تتيحها مثل هذه المنشئاآت من أطنان السيخ والأسمنت فقط ؟لابأس من الفوائد اذا تحققت فيها بعض أشراط الشفافية اذا كانت عطاءات معلنة في الصحف مثلا،ولكن هل ذلك ممكن ؟للاجابة على هذا التساؤل أقترح تقليب احتمالات الاجابة في أعلان الفريق أدم محمود لمناصرة وزير الدفاع ، طلب عمولةالمبيعات أو المشتروات اجبارية.(لننتظر وثائق ويكيليكس السياسة السودانية ). ولكن السيد رئيس الحزب كأنما أراد أن يترفق بنا من متاهة التساؤلات والاستنتاجات هذه ،فإذا به ذات يوم منقولا على شاشة قناة النيل الأزرق في مشهد أرادوه بديكور مكتمل ،وفي منصة واحدة مع عبدالرحمن الخضر والي ولاية الخرطوم وبجانبهم فتاةُ غيداء تنشُدُ في مديح البشير قصيدة "البشيرالأسدالحصور "،ويقول ابراهيم الشيخ في فقرات احتفاله أن السوق "يجمعنا جميعا "وبعبارة أخرى أكثر صراحة نحنا مع "الكاش سمن على عسل "،وكان ذلك قول الختام في افتتاح أسواق أمدرمان الكبرى الذي تم بشراكة بين رأس المال والسلطة ،"أسواق أمدرمان نموزج صارخ للمؤسسات الرأسمالية المدعومة من الدولة والتي يتم تكريسها من حيث المبدأ لتحقيق أرباح خاصة ،تصلُح هذه الشراكة أن تحكي قصة الارتباط الاستثنائي بين المال والسلطة التي أشرنا اليها سابقاَ، تلك الشراكة التى مافتئت عُراها تتصل ولاتنفصل ،بينما عقود الاجتماع والسياسة وكل جوانب الحياة في السودان تتمزق وتتشظى ،وماذلك الا لغلبة منطق التبرير والنفعية في الممارسة السياسية ،بل الكذب والخداع ،ربما من سخرية الاقدار أن أصبح عبدالرحيم في مكان عبدالرحمن ،وذات العبدالرحيم يشكو لطوب الأرض وأسمنتيها بقوله أن عبدالرحمن لم يترك في ولاية الخرطوم قطعة أرض يمكن بيعها أو أستثمارها،وهذامايقودنا الى قطاعات استنزاف الموارد والنهب في دولة الهيمنة التى ازدهرت فيها غابات الاسمنت ،وأبراج عبدالرحيم ،وماخُفي كان أعظم ،ورب سائلا عن خلاصة الأمر الذي يبدو موغلا في يساريته فأجيب بما تناقلته شفاهة السياسة السودانية عن الدكتاتور جعفر نميري مستأسداَعلى الشهيد عبدالخالق محجوب بقوله نحنا عملنا الكباري والطرق "وانت عملت شنو "فكان رد عبدالخالق الوعي ماأستطعت. أقول الوعي ماأستطعت .يُتبع
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة