|
Re: شعبنا سيسقط النظام ولو حاورته تراجى- قريم� (Re: عائشـة أحمد سليـم)
|
الأخت الفاضلة / عائشة أحمد التحيات لكم وللقراء الكرام . قبل أيام تناقلت الأقوال بين الناس قصة المرأة السودانية التي طالبت بعودة المستعمر للسودان !! ، قصة فيها الزيادات وفيها نوع من المبالغات ، ولكن في النهاية فإن المغذى يؤكد نفس فكرة العيوب في الإنسان السوداني ، وكثيراَ ما نسمع من الكبار حين يغضبون عبارة : ( الاستقلال كان بدري عليكم يا الشعب السوداني !!! ) ، والحقيقة القاسية أن الإنسان السوداني في حاجة شديدة إلى التنويم في عنابر ( العناية المركزة ) لتلقي الكثير والكثير من الفحوصات والعلاجات ، شعب يفتقر لأدنى مقومات الوطنية والإخلاص ، وهو شعب اتكالي بالمعنى الكبير ، شعب يجيد النقد وتوجيه اللوم للآخرين في الوقت الذي فيه هو ذلك الشعب الذي يمكن أن يتنازل عن حقوقه وواجباته بمنتهى التساهل وعدم الغيرة ، ورغم الإدعاء بالمثل والأخلاقيات نجده يقبل التعامل حتى مع الشيطان نفسه إذا وجد الفرص المتاحة وهو لا يبالي ، وفي كل بلاد العالم فإن الإنسان يتعامل بالقدر المتاح المقدور ، ولا يتهافت للوصول إلى أهدافه عن طريق الحلال أو الحرام !! ، ودون أن يتهمنا احد بأننا في خندق النظام القائم نرد هنا مثالاَ فقط لتأكيد أن الإنسان السوداني غير مسئول وغير فعال عند المواقف الوطنية الملحة الضرورية . وهنالك تجربة اليوم قائمة في شمال البلاد حيث أن الدولة أوجدت الطاقة الكهربائية في الكثير من مناطق الزراعة , وفي منطقتنا أحضرت الدولة البوابير الكهربائية الكبيرة للري والزراعة .. وجهزت كل شيء استعدادا لموسم الزراعة الجديدة ، ومع ذلك هل تصدقون أن المزارعين في معظم المناطق هجروا الزراعة وتوجهوا لمناطق البحث عن الذهب . ومعظم الأراضي الزراعية في هذا العام لم يتم زراعتها ، في الوقت الذي فيه نجد أن المواد الغذائية في الأسواق ارتفعت أسعارها , ولمن يفكر ويعقل فإن الأرباح المتوقعة من الزراعة قد تعادل وتفوق تلك الأرباح المتوقعة من الذهب !!!!. فهو ذلك الشعب السوداني الغير مسئول ، والذي يشتكي من سوء الأحوال ليلاَ ونهاراَ ، وفي الحقيقة هو المتسبب الأول والأخير في تردي الاحوال في البلاد ، شعب يركض بأنانية شديدة من أجل الذات ومن أجل الثراء السريع ، وفي نفس الوقت يشتكي من الغلاء الفاحش ومن سوء الأحوال ، كما يضع كل اللوم على عاتق السياسة والسياسيين وهو يشتكي من انتكاسات النظم ، والشعوب في العالم المتقدم والمتحضر هي التي تبني أوطانها وليست النظم والحكومات .سكينة خالد مهدي
|
|
|
|
|
|