منذ الاستقلال والشعب الشعب السوداني يفقد الحقوق بسبب التهاون والاستهتار والبلادة والغباوة الزائدة عن حدها ،، شعب يتساهل ويتنازل عن حقوقه بمنتهى السذاجة والبدائية في المفاهيم ،، فذاك صاحب المتجر يزيد أسعار السلع المتواجدة في الأرفف حسب المزاج عند طلوع كل فجر ،، وعندها قد يحتج أحد المواطنين الغلابة على تلك الزيادات ،، ثم فجأة بنبري أحد المواطنين ليدافع عن ذلك التاجر الجشع ،، وذلك فقط حتى يظهر أنه ذلك السوداني الفاهم الواعي !! .. وهو بغباء شديد يدافع عن التاجر ولا يدافع عن ذلك المستهلك التعبان ،، وكذلك الحال في وسائل المواصلات العامة والخاصة فبرغم تلك التسعيرة التي حددتها الدولة نجد أن أصحاب تلك الوسائل تطمع ويأخذها الجشع عند ذروة الحاجة من الركاب فيفرضون تسعيرة جديدة على الركاب المضطرين ،، وعندها قد يحتج البعض من الركاب على ذلك الإجحاف والظلم الكبير ولكن من العجيب أن السواد الأعظم من الركاب يقف بجانب صاحب الوسيلة مدافعاَ ويقول ( يا جماعة بطلوا النقـة وخلونا نصل أهلنا بسلامة !!) ،، ( مش الكويس لقينا لينا شخص يوصلنا !! ) ،، هكذا بمنتهى البلادة الفطرية السودانية ،، وبمنتهى الحماقة الجماهيرية الغير مسئولة !! ،، والصورة تتكرر في كل المواقف التي تجمع الجمهور السوداني ،، وذلك الجزار يبيع اللحوم بأسعار خيالية وبزيادة يومية حسب المزاج وحسب علمه لنفسية المستهلك السوداني ،، وعندها نجد الغالبية من الشعب تقف عاجزة عن شراء اللحوم ،، ثم فجأة تطل تلك الفئات المستبدة من الشعب السوداني والتي لا تبالي كثيراَ بارتفاع الأسعار ثم تشتري ما يلزمها من اللحوم دون أية مساومة أو احتجاج !! .. تلك الفئات التي تفتقد الضمائر الإنسانية الواعية ،، وهي فئات بمنتهى الأنانية المفرطة ،، وما كان يضيرها لو أنها تعاطفت وتعاضدت وتكاتفت مع الغلابة من الشعب السوداني وامتنعت عن شراء اللحوم ،، وعندها لبارت تلك اللحوم ولا تجد من يشتريها ،، ولتراجعت الأسعار وتوفرت اللحوم للجميع بالأسعار المعقولة ،، والحكاية تجري في كل أسعار السلع الاستهلاكية .. ومحلات الغاز رغم تلك التسعيرة الغير فعالة من الدولة نجد أن أصحابها يستغلون غباوة المستهلك السوداني ويفرضون الأسعار الخيالية ،، حيث تلك الندرة المفتعلة في الغاز ،، ومع ذلك نجد المستهلك السوداني يتهافت للحصول على طلبه بأي سعر متاح ،، ففي هذا السودان لا نجد إطلاقاَ ذلك التكاتف وذلك الاتحاد وتلك الوقفة الواحدة من الشعب السوداني في مقاومة ومحاربة الغلاء ،، تلك الصورة والوقفة المعروفة لدى الشعب المصري ،، وقد عشنا في مصر وشاهدنا كيف أن الشعب المصري يتكاتف مع البعض ( الغني والفقير ) ( الوزير والخفير ) ( القادر والعاجز ) ،، وكل فرد في المجتمع المصري يقاوم الابتزاز والجشع والاستغلال من التجار ،، والمحلات التجارية والمخابز ومحلات اللحوم في مصر تخاف من الجمهور المصري أكثر من خوفها من السلطات ،، أما هنا في السودان فكالعادة فهو ذلك الشعب السوداني المتهاون المتخاذل دائماَ وأبدا ،، المتهرب عن حقوقه إفراطاَ وبلادة وغباءَ ،، فهو دائما وأبداَ يظن أن السلطات هي التي يجب أن تكفل له الحقوق .. وحتى إذا تكفلت السلطات بتحديد الأسعار كما هو الحال في تسعيرة المواصلات العامة والخاصة نجد ذلك الجمهور السوداني المتهاون يتنازل عن حقه بمنتهى السهولة تحت مبررات ومقولة قبيحة للغاية وهي مقولة ( باركوها يا جماعة وخلونا نصل بسلامة !!!) ،، وعندها تتمثل في الأذهان صورة أغبى وأبلد شعب عرف فوق وجه الأرض !! .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة