د. على حمد إبراهيمموقف رئيس الوزراء العراقى ، السيد حيدر العبادى ، الرافض لدخول أى قوات أجنبية الى العراق لتشارك فى القتال ضد تنظبيم الدولة الاسلامية يذكرنا بحكاية الشخص الذى دسّ المحافير عن الذين جاءوا لمساعدته فى حفر قبر والده التى يجسدها المثل الشعبى المطروق . صحيح أن موقف السيد العبادى هو الموقف الانبل والاسلم لو كان السيد العبادى يملك الادوات التى تحقق له تنفيذ مشروعه الخاص بتحرير مدنه المحتلة دون اللجؤ الى طلب عون الآخرين من خارج الحدود العراقية . ولكن الأمانى شئ . وتحقيقها شئ آخر. الحقيقة الماثلة تقول أن تحقيق أمانى السيد العبادى بتحرير مدنه المحتلة بقوة جيشه الذاتية دونها خرط القتاد. بل ربما ساعد موقف السيد العبادى فى ضياع المزيد من مدن العراق واراضيه لصالح تنظيم الدولة الاسلامية بسبب التلكؤ فى بداية حملة التحرير ضد تنظيم اصبحت نجاحاته فى خلق المفاجآت العسكرية لخصومه ، اصبحت سؤالا محيرا فى حد ذاتها مثل كيف توفرت هذه الامكانيات العسكرية واللوجستية والتنظيمية لجماعات هى ليست اكثر من مليشيا مسلحة لا يعرف لها تاريخ عسكرى ، ولا مصدر تمويل مالى محدد ومعروف ولا عقيدة مرجعية قتالية يعتد بها. ومع ذلك نراها تقاتل فى شراسة وعناد وتحقق مفاجآت يعبر صداها الفضاءات الاعلامية . ولا مجيب على هذه الاسئلة المهمة . قد يجد المراقبون العذر للسيد العبادى اذا قال صراحة أنه يشك فى جدوى عنتريات الرئيس الامريكى و توعده لتنظيم داعش بالابادة بقوة فنية لا يزيد تعدادها عن مائة فرد من الجنود المشاة مثل ما ظل الرجل يردد و يهّرف بهذا الكلام غير المفيد حتى لحظة اعداد هذا العمود مثل تهريف وزير خارجيته المرتبك تماما الذى يقول فى لحظة واحدة الجملة ونقيضها ويمضى دون أن يأبه بالضررالذى يلحقه بالدولة القطب . ألم تسمعوا بعد كيف طلب الوزير المرتبك من المعارضة السورية الاشتراك مع الرئيس الاسد فى مقاتلة تنظيم داعش فى ظل وجود الرئيس الاسد فى السلطة قبل ان يختم تهريفه بالقول أنه يشك فى أن تقبل المعارضة السورية اقتراحه ذاك . نعم لا جدوى من التعويل كلية على هذه الادارة الامريكية المرتبكة فى الحرب ضد داعش . ولكن لا جدوى كذلك من دس المحافير عن كل من جاءنا يعرض المساعدة فى دفن داعش الكريهة! أحدث المقالات
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة