|
Re: وُلدنا يوم وُلد الإتّحاد بقلم * أحمد إبرا� (Re: أحمد إبراهيم)
|
أخي الفاضل / الكاتب الإماراتي التحيات لكم وللشعب الإماراتي البطل وللقارئ الكريم . تلك النظرة العميقة في المرآة نظرة سبقتها الأمم والشعوب العربية قبل شعب الإمارات منذ مئات السنين ،، وليست قبل 44 عاماَ كما جرت لأمة الإمارات ،، ( ولا ندري كيف كانت نظرة الناس في نطاق الإمارات قبل ذلك المنحنى التاريخي القصير ) ،، ولكن متى ما كان الحديث عن نظرة الشعوب في ذاتها المعكوس في المرآة دعونا نتجادل تلك الفلسفة بتعمق وتجرد دون المآخذ والتحفظات .. وعندها سوف نكتشف أن ساحات العروبة عبر التاريخ لا تتحدث إلا عن الخصومات والعداوات .. ورمال العروبة في أرض الجزيرة العربية حسب أحداث التاريخ مشبعة بنزعات العداوة والخصومات والبغضاء .. وحيث سيرة الحروب والغزوات والاعتداءات ،، والمشاهد التاريخية كلها تتحدث عن تعدي القبائل على القبائل طوال الحقب والسنين .. وتلك سيرة البطولات وسيرة الأبطال حيث مفاخر عنترة بن شداد والآخرين .. وكيف أنهم كانوا يمجدون التعدي والتحدي .. وتلك أيام الحروب حيث تعد مفخرة في ماضي العروبة .. أيام داحس والغبراء .. وأيام كذا وكذا .. وتلك حرب البسوس .. وفي المحصلة نجد أن بطولات العرب في الماضي والحاضر كلها تتجلى في ساحات الوغى والموت .. ومفاخر العرب تتجلى في الحروب والانتصارات .. وأشعار العرب تتحدث عن الحروب والغزوات والبطولات .. فإذن رمال العروبة في الجزيرة العربية مشبعة بذلك القدر الهائل من الرواسب والإرث العدائي والخصومات ،، ذلك الإرث الذي أصبح ضمن محتويات الدماء في الأوردة والشرايين ،، وبالبحث والتنقيب نكتشف أن الشعوب العربية مكتفية ذاتياَ بصور العداوة والبغضاء ،، وهي في حاجة شديدة إلى الأصدقاء .. وفي حاجة شديدة إلى حالات الوفاق والاتفاق .. وهي عندما تنظر في المرآة وهي تبحث بشوق عن الأصدقاء تجد أن المرآة تعكس نفوساَ مشبعة بالعداء في صورة الأصدقاء .. وتلك علة يحسبها البعض عيباَ في المرآة ولكن العيب يتواجد في ذات الملامح العربية .. فالمرآة لا تكذب ولا تخون حين تعكس وجوه الأعداء في صورة الأصدقاء .. وتلك الحقيقة القاسية سرعان ما تتجلى عند المحن وعند المحك .. حيث تنبري نزعة العداء من جوف الأصدقاء !!.. وتلك سيرة الحروب في الخليج ما زالت قريبة عن الأذهان .. عندما استعان البعض بالأعداء الصرحاء لمحاربة الأصدقاء الخبثاء .. نزعة عداء كانت كامنة في نفوس الأصدقاء زعماَ ثم تجلت فجأة تقاوم النفاق . وتجربة الشيخ زايد رحمه الله هي تجربة رائدة وناجحة للغاية حتى الآن ،، ولكن العمر الزمني للتجربة لا يعطي الطمأنينة في النفوس بذلك القدر الذي يستلزم المدح أو الذم ،، وخاصة ونحن نعلم أن تجارب الأمم الناجحة تستلزم المئات من السنين حتى تدخل في مفهوم النجاح ،، ولاسيما إذا علمنا أن الإنسان الإماراتي هو أيضا يحمل ذلك الإرث من الماضي حيث مورثات العداء التي تجري في الدماء ،، وذلك الإرث في إنسان الإماراتي قد يكون في سبات وبيات لدى الجيل الحالي ،، ولكن ما الذي يدرينا بما سيقوله مستقبل الأيام ؟؟،، ورغم أننا نعلم جيداَ أن نزعة العداء موروثة ومتعمقة ومتأصلة في فطرة الإنسان العربي أينما يتواجد إلا أننا نسأل الله العلي القدير أن ينجي شعب الإمارات العربية المتحدة من ذلك الداء العضال .. وأن يحفظها من عودة تلك النزعة البغيضة في ساحاتها ،، وتجربة الإمارات حاولتها الكثير من الدول العربية إلا أنها وقفت عاجزة أمام ذلك الإرث من العداوات الكامنة في أعماق النفوس .. والتي تتجلى وتطفح في السطح متى ما يلوح بوادر الوفاق والاتفاق لدى شعب من الشعوب العربية ،، ولو كان يحق لنا أن نوصي أحدا فنحن نوصي شعب الإمارات العربية المتحدة بالتمسك بشدة على ذلك الإنجاز الكبير الباهر ،، كما نوصى الشعوب العربية الأخرى أن تتخلص من ذلك الإرث البغيض ،، حيث إرث العداء والتناحر الكامن والمستأصل في النفوس .. وجزا الله ماضي العروبة حيث حروب التاريخ والغزوات والعداوات والمشاحنات والبطولات والعنتريات .
|
|
|
|
|
|