من يصدّق أنك لم تعد هناك؟ تمضي بخطواتك ومرحك الفياض، تقطع الدروب المتربة التي تعمّرها بكرم ودادك وأخلاقك، وكيف سيغيب وجهك عن مصافحة الوجوه الطيبة التي أدمنت أنت وأدمنت هيّ حبك ورفقتك النبيلة؟كيف أصدّق أنك لم تعد موجودا في هذا العالم، وصورتك تملأني وتفيض لتغرق حتى العالم الغارق في مطر الحنين من حولي.كيف أصدّق أنك في الموت؟ ولا حياة أمامي أكثر من دفء صورتك . لا حياة أكثر من صدى صوتك المثقل بوداد وتذكارات السنين، يتسرب عبر الأزمنة، يغرق كل شئ في حنين التذكارات . مثله مثل ذلك الفيضان الذي أغرق أرقو أواخر القرن المنصرم، ورأيتك (للمرة الأخيرة) تقف في الصفوف الأولى كالعهد بك، تحارب تغوّل النهر على القرية الوادعة التي كنت تعمّرها بفيضان كرمك وطيبة قلبك ومرحك ومحبتك. والموت نقّاد على كفه جواهر يختار منها الجياد،وأي جوهرة كنت يا صديقي؟جوهرة في أخلاقك الكريمة، وروحك الطيبة المرحة التي تعبر مثل النسمة ودون حواجز الى قلوب كل الناس.جوهرة في أدبك الجم، وإحترامك النبيل للصغير والكبير. كان قلبك مثل بيتك، مشرعة أبوابه للجميع.منذ عودتك لتستقر في أرقو بعد الرحيل الفاجع لشقيقك الراحل فيصل عليه رحمة الله ورضوانه، كان رحيله فاجعا، لا يدانيه سوى فداحة رحيلك الموجع .منذ ذلك الحين وأنت أصبحت جزءا من كل تفاصيل الحياة هناك.كان قلبك الكبير مثل بيتك المفتوح لإكرام الغريب والضيف وصاحب الحاجة.قلب كبير، ظل ينبض بحب الخير لكل الناس. لا توجد كلمات تصف حجم الفقد.ولا حتى دموع تترجم حجم الفجيعة.لكنها إرادة الله.وإن باعد الموت بينك وبين من أحببت وأحبوكفإن سيرتك العطرة باقية بين الناس.وذكراك النبيلة تبقى فينا وفي وجدان كل من عرفك. أحدث المقالات
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة