|
Re: أسوأ ما لحق بنا: اغتيال الخضرة و الخُدرة ف (Re: الريح عبد القادر محمد عثمان)
|
الأخ الفاضل / الريح عبد القادر السلام عليكم ورحمة الله وللقراء الكرام . طوال قرن من الزمان ونحن نخدع النفوس بأن السمرة هي الجمال ،، وكنا نتغنى بذلك كثيراَ ،، وتلك كانت حيلة لمجرد تغطية الحقيقة ،، والحقيقة أننا كنا نغطي ذلك العجز في إيجاد لون بديل للسمرة ،، ذلك اللون المفروض علينا .. وذلك العجز أجبرنا أن نكذب على الآخرين ونتغنى بالسمرة حتى لا نقف مكتوفي الأيدي أمام خيار لا بديل له .. والآن عندما وجدنا بديلاَ يحول السمرة إلى البياض فما الداعي أن نواصل الكذبة على أنفسنا ؟؟،، وسبحان الله فإن الأيدي حين تمد إلى سلة الفواكه فهي تتناول تلقائياَ تلك الموزة البيضاء الخالية من عيوب السواد ،، ويعني ذلك أن النفوس في كل أرجاء العالم ترى أن الجمال في البياض وأن الشوائب في السواد ،، وتلك فطرة متأصلة في الإنسان .. أنا إنسان بلون السمرة ( لون السودانيين ) وبمنتهى الصراحة والصدق أقول : إذا طلب مني الاختيار بين فتاة سمراء بمنتهى الجمال وبين فتاة بيضاء بمنتهى الجمال فما كنت أتردد لحظة في اختيار تلك البيضاء لمجرد لونها ،، بغض النظر عن باقي الصفات ،، وتلك حقيقة قاسية لا يريد البعض أن يسمعها ،، وعندها لا نلوم السودانية حين تحاول أن تهرب من لونها الطبيعي ،، فهي بذكائها الفائق أدركت أن تلك الأغنيات التي كانت تروج للسمرة كانت مجرد تعزية لها في محنتها ،، وكانت تعلم جيداَ أن نفوس الرجال في الأعماق كانت مجبرة على قبول تلك السمرة على مضض !! .
وأنت الآن أمام خيارين : إما القبول بالمرحلة القديمة المعروفة حيث الكذب على الأنفس والإدعاء بجمال السمرة ولو ( زوراَ وبهتاناَ ) ،، وإما أن تقبل بطاقم المضيفات السودانيات الجميلات البيضاويات رغم الزيف في البياض ،، وذلك هو قدرنا ،، فإما أن نقبل بهذا وإما أن نقبل بذلك !!! .. والدليل والبرهان على ذلك فإن المرأة في العالم لم توحي مرة من المرات بأنها تريد أن تبدل لون جسمها من البياض إلى السواد وعندها لكانت تلك الدهانات التي ترغب في السواد .. ولكن العكس هو الذي يحدث في العالم ،، فإن الجميع يرغبون في ذلك البياض ويتهربون من ذلك السواد ،، وتلك حقيقة ماثلة أمام أعيننا إن شئنا أم أبينا ،، وفي السودان فإن الأمر قد خرج من الأيدي ومن الصعب جداَ إقناع الأخوات السودانيات بالتمسك بلون السمرة ،، وذات مرة سألتني إحداهن من السمراوات هل ترى الجمال في المرأة البيضاء أم في المرأة السمراء ؟؟ ،، فقلت لها : أنا بالصراحة لا أحب الحديث في السياسة !! ،، ولو كنت منافقاَ لسارعت للدفاع عن لونها ثم كذبت على نفسي ،، ولكنها بالفطرة أدركت الحقيقة ثم ذهبت لتشتري دهانات التبييض .
|
|
|
|
|
|