|
Re: الوسط المفترى عليه بقلم دكتور محمد زين ال� (Re: محمد زين العابدين عثمان)
|
الدكتور / محمد زين العابدين التحيات لكم وللقراء الكرام أثابكم الله خيرَاَ ،، لقد أحسستنا بتلك الوطنية العميقة التي تجيش في صدركم ،، وأنت مثال فاضل لذلك السواد الأعظم من السودانيين الأحرار الذين يتمسكون بالروابط التي تقي البلاد من شرور الفتن والشتات ،، ونحن نعلم علم اليقين أن أبناء السودان الأحرار يتواجدون بكثرة في جميع مناطق وربوع السودان ،، وهم أحرص الناس على وحدة وسلامة هذا الوطن العزيز ،، وتلك شرذمة قليلة نشطت في السنوات الأخيرة وهي تحاول أن تظهر نفسها بحجم أكبر من حجمها كثيراَ ،، واتخذت شعارات العنصرية والمركزية والوسطية حججاَ حتى تفرق بين القلوب السودانية التي توحدت في بوتقة السودان الواحد منذ الاستقلال ،، وعزة الله عاشت البلاد في سلام ووئام بعد الاستقلال ،، دون تلك النزعة في التفرقة بين أبناء السودان ،، وكل المحافل والمناطق والمدارس وأماكن العمل كان يتعامل على أساس السوداني هو السوداني ،، دون الرجوع لأصله وفصله وقبيلته وإقليمه ،، ثم ظهرت في الساحات تلك الفئة الحاقدة المكروهة الممقوتة التي تحمل في جوفها كل إشارات العنصرية والتطرف ،، وهي فئة أثبتت الدراسات أنها قادمة من دولة أفريقية مجاورة ،، وفي تعدادها هي لا تعادل واحد في المائة من تعداد السودانيين .. فئة متأخرة حضارياَ وثقافياَ وعقلياَ ،، فئة لا تملك تاريخاَ مجيداَ مثل باقي القبائل السودانية الأصيلة ،، فئة تحس في ذاتها أنها دون الناس في المقام والمكانة ،، وذلك إحساس كامن ومتوارث في أجدادها الذين لم يتواجدوا في ساحات الحضارات الإنسانية في يوم من الأيام ،، تلك الفئة وجدت نفسها بين السودانيين اقل الفئات شأناَ ومجداَ وتاريخاَ ومقاماَ ،، فهي تفقد الماضي وتفقد الحاضر وتفقد المستقبل ،، ووجدت نفسها أقل الفئات السودانية حين يعاد التاريخ ،، ولذلك فإن تلك الفئة الحاقدة بدأت تنشر الفتن العنصرية بين السودانيين الأحرار بتلك الحجج الواهية الغبية ،، فبدأت أولاَ بتلك النغمات الممجوجة البليدة حيث ركزت على نغمة أن أبناء مناطق معينة في السودان هم الذين يحتكرون الساحات السودانية ،، ولما تكشفت الحقائق وظهرت أباطيل وزيف تلك الافتراءات ،، لجئوا إلى فرية أخرى وهي فرية أن العناصر ذات الأصول العربية في السودان هي التي تحتكر على الساحات ،، وتلك كانت فتنة خبيثة للغاية في خلق الشقاق بين السودانيين من أصول أفريقية صرفة وبين السودانيين من أصول عربية صرفة أو أصول عربية متداخلة ( عربية أفريقية ) ،، ولكن بفضل الله سبحانه وتعالى رغم تلك الكثافة في محاولات بث ونشر المفاهيم العنصرية بين السودانيين فإن الساحة السودانية ظلت متماسكة للغاية ،، ولم تتأثر إطلاقا بتلك المحاولات العقيمة .. والمجتمع السوداني ما زال بخير ،، وهو ذلك المجتمع الرحب الكريم الذي يجمع الجار من غرب السودان مع الجار من شرق السودان مع الجار من شمال السودان مع الجار من جنوب السودان مع الجار من وسط السودان ،، ومع الجار من كل مناطق السودان ،، وهو ذلك المجتمع الذي يجمع الجار من أصول عربية مع الجار من أصول أفريقية ،، تلك الجيرة السودانية السمحة التي تجمع الناس في السراء والضراء .. دون إظهار التفرقة والعنصرية في أي لون من ألوان التعاملات ،، وكل ذلك يدل على أن تلك الفئة الحاقدة التي نشطت في السنوات الأخيرة قد فشلت فشلاَ تامـا في خلق ذلك الشرخ العميق بين أبناء السودان الواحد ،، والسبب في ذلك أن الوطنية الصادقة مستأصلة في كل السودانيين ( من أصول أفريقية أو من أصول عربية أو من أصول أخرى ) ،، وحتى أن تلك الجاليات الغير سودانية تجد المعاملة الكريمة في هذا السودان المضياف ،، والإشارات كلها تدل على أن العقول السودانية الأصيلة هي أكبر من عقول تلك الفئة القزمية الهزيلة .. والتي تهدر عمرها سدا وهباءَ وهي تنبح الليل والنهار نباح الكلاب الضالة ،، ولا نامت أعين الخبثاء والحاقدين والأغبياء .
|
|
|
|
|
|