|
Re: المعارضة السودانية المآلات والمستقبل بقل (Re: أبو الحسن فرح)
|
الأخ الفاضل / أبو الحسن فرح التحيات لكم وللقراء الأعزاء • لقد سافرت وأبحرت بالقدر المسهب في مآلات المعارضة السودانية ،، كشفت أولاَ جبهات المعارضة في السودان ،، حيث تلك المسميات التي أوردتها ،، ثم كشفت ثانيا مواقف تلك الجهات المعارضة اتفاقاَ أو اختلافاَ في الوجهات ،، ثم كشفت ثالثاً إيجابيات توحيد شمل المعارضة وسلبيات عدم توحيد شمل المعارضة ،، ثم كان إشاراتك لمواقف بعض رموز المعارضة المتناقضة ،، ثم كان تركيزك بسرد تلك البنود تحت عنوان ( بعض نقاط ضعف نظام الإنقاذ ) ،
• نقول لك أنت تخاطب الشعب السوداني صاحب تلك التجارب الطويلة منذ استقلال السودان ،، وكل تلك الحيثيات التي أوردتها والتفاصيل الطويلة المملة عن المعارضة السودانية لا تهم الشعب السوداني كثيراَ ،، ولا تسعد الشعب السوداني لا من بعيد ولا من قريب ،، ولو توحدت المعارضة السودانية على قلب رجل واحد لا تظن أن ذلك يفرح الشعب السوداني ،، لأن الشعب السوداني أدرك أخيراَ أن العبرة ليست في قوة أو ضعف المعارضة ،، كما أن العبرة ليست في قوة أو ضعف نظام ( الإنقاذ ) الظالم الغاشم ،، فتلك الولائم قد حضرها الشعب السوداني من قبل مراراَ وتكراراَ وخرج منها جائعا خال الوفاض ،، وهي تلك الولائم لأهلها من رموز الأحزاب أو لنخب النظام القائم الظالم .
• كل تلك الحيثيات التي أسهبت فيها لا تسهم في رفع معاناة الشعب السوداني ،، ولا توفر له قدراَ من الخبز الضروري الذي يسد رمق الجوع ،، ولا توفر له الحياة السعيدة الكريمة ،، ولا توجد الفرحة في قلوب الشعب السوداني ،، والعبرة بالتجارب السابقة بصحبة تلك الأحزاب والرموز والمسميات التي تقود المعارضة اليوم ،، فهي تلك التجارب التي ما زالت تدمي القلوب ،، وويلاتها لا تفارق الأذهان ،، والعبرة كذلك بتجربة الشعب مع نظام البشير حيث الويلات والأوجاع ،، تلك التجارب أصبحت مكروهة بالقدر الذي لا يهم الشعب السوداني تفاصيل المعارضة ومسمياتها أو تفاصيل النظام الظالم ونخبه .
• الشعب السوداني يدرك جيداَ مقدار المعاناة وتردي الأحوال وانتشار الفساد المالي والأخلاقي في ظلال حكم ( الإنقاذ ) ،، كما يعلم جيد مقدار المعاناة وتردي الأحوال في ظلال تجارب الأحزاب السودانية في الماضي .. ومن المضحك حقاَ أنك تجتهد في إسقاط النظام القائم ثم تطلب من النظام أن يعتذر للشعب السوداني عن كل تلك الجرائم التي ارتكبها في حق الشعب السوداني ،، ونقول لك ذلك الكلام طيب وجيد .. ولكن الشعب السوداني قبل ذلك يطلب من المعارضة السودانية ومن الأحزاب السودانية أن تعتذر للشعب السوداني عن تلك الإخفاقات تلو الإخفاقات في التجارب السابقة ،، حيث حياة الجحيم التي مرت على الأمة السودانية .
• كم كان يطيب للنفس لو أنك تحدثت بشجاعة فائقة عن تجارب وإخفاقات وسلبيات المعارضة السودانية في ماضي السودان ،، بدلاَ من تضيع وقت الشعب السوداني في الخوض في سيرة ( أبو زيد الهلالي ) ،، تلك السيرة الممجوجة المكروهة .
• من يريد الانتفاضة الثالثة أو يريد بديلاَ للنظام القائم عليه أن يملك الشجاعة الكافية ويعترف بأخطاء التجارب السابقة ،، وعليه أن يبرر أسباب فشل الانتفاضات السابقة .. وقبل كل ذلك عليه أن يضع برنامجاَ واضحاَ يمنع تلك التجاوزات المخزية القاتلة التي تقع في أعقاب كل ثورة أو انتفاضة ،، أما السير بنفس المنوال وبنفس النمط السابق حيث التضحيات بالأنفس والاجتهاد في إسقاط النظم الديكتاتورية ثم الدخول مرة أخرى في مراسيم البكاء والنحيب مع تلك المجموعات التي تسمي نفسها المعارضة فلن يحدث مرة أخرى في هذا السودان .
• الشعب السوداني يريد من هذا النظام القائم الظالم أن يغادر الساحات بأي حال من الأحوال .. وفي نفس الوقت يريد بديلاَ منقذا للوطن ليس بالصورة المعهودة في تجارب الماضي .. فهو يريد ذلك البديل الذي يقود البلاد إلى الأمام وإلى بر الأمان ،، ولا يريد العودة لتلك التجارب السابقة الفاشلة كماَ ونوعاَ ،، حيث ( الطينة من العجينة ) .. ويتعجب الشعب حين يريد البعض أن يدخل في نفس تلك التجارب السابقة !! ،، العقل والمنطق والحكمة لا تبرر ذلك ،، إلا إذا كان الغباء هو المستحكم في العقول ،، وعندما اجتهد البعض في تكرار نفس التجارب السابقة وبنفس النمط ونادي بذلك لم يجد الشعب السوداني يقف بجانبه ،، فهو ذلك الشعب الذي وقف تلك الوقفة السالبة العجيبة ،، فهو لا يؤازر نظاماَ قائماَ فاشلاَ قاتلاَ ،، كما أنه لا يؤمل في مقدم معارضة مجربة فاشلة قاتلة مخزية .
|
|
|
|
|
|