|
Re: الإنقاذ عليها الرحمه بقلم عاطف ابوعوف.....� (Re: مقالات سودانيزاونلاين)
|
الأخ الفاضل / عاطف أبو عوف تحية طيبة لكم وللقراء الكرام . نلتقي معكم في كل كلمة وفي كل حرف ، ولكن أين الجديد في كل ذلك ؟؟ ، وهل يكفي أن نهدر السنوات والسنوات في سيرة ( أبو زيد الهلالي ) ؟؟ ، وما الجدوى من طمأنة النفوس بأن النظام قد فشل في إدارة البلاد كلياَ في كل صغيرة وكبيرة دون الخوض في البديل ؟؟ ، ونحن في ذلك المنوال العقيم منذ عشرات السنين وعمر ( الإنقاذ ) يطول ويطول حتى زاد عن ربع القرن ، وسوف نستمر في تكرار نفس المنوال ونعيد تشغيل نفس الأسطوانة الممجوجة المشروخة لمئات المرات والمرات ، و( الإنقاذ ) ماض في سلامة العمر وطول البقاء !! ، ولو عدنا لعشرة سنوات سابقة سنجد الملايين من تلك الحروف التي تؤكد أن نظام ( الإنقاذ ) عليها الرحمة ، وأن ( الإنقاذ ) يواجه سكرات الموت ، وأن ( الإنقاذ ) يتنفس الأنفاس الأخيرة ، مجرد ثرثرة أقلام تدخل في خانة ( تحصيل حاصل ) !!! ، وتدخل في خانة ( سلاح الضعفاء ) الذين لا يملكون إلا الأمنيات ، والحياة لم تكن في يوم من الأيام بمجرد الأمنيات !! ، وإذا كتب أحدهم يوماَ وقال : ( نظام الإنقاذ خلاص على وشك الرحيل ) سوف نضحك كالعادة من هشاشة المقال وسوف نقول له : ( كفانا المهاتر والمهازل ) ، الأمور ليست باللسان وكثرة الحروف في المواقع ، ولكن الأمور بالحركة والتخطيط العالي السليم الذي يحرك الشارع ، أنت تقول ( الإنقاذ عليها الرحمة ) وأنا أقول ( الإنقاذ ينتظر الموت البطيئ ) ، مجرد أناس لا نجيد إلا ذلك اللسان وذلك القلم !! ، و ( الإنقاذ ) لم يحتل ساحة السودان بمجرد اللسان والأقلام ، ولكنه أحتل ساحة السودان بالتخطيط القوي السليم حيث الانقلاب العسكري المستوفي لشروط النجاح والبقاء ، وهنا يتجلى الفرق بين الناس الذين يزرعون ويحصدون بمجرد اللسان والأقلام والأمنيات والأحلام وبين من يحرثون الأرض فعلاَ ويزرعونها فعلاَ ويحصدونها فعلاَ ، وهنالك في السودان مثل شعبي مشهور يقول : ( فلان حشاش بذقنه ) أي إنه يقف يوميا عند حافة الحقل الزراعي ثم يشير بذقنه بأنه غداَ سوف يأتي من الصباح الباكر ويحش كل المحصول من بداية الحقل وحتى نهايته ، ثم يأتي للحقل في اليوم التالي ليقول نفس الكلام باللسان ، وهو لا يزال كذلك حتى ينتهي العام الزراعي !! ، ولذلك يسمي مثل ذلك الإنسان بأنه ( حشاش بذقنه ! ) ، وكل الذين يطمئنون الأنفس بمقال أن ( الإنقاذ عليها الرحمة ) هم يدخلون في خانة ( حشاشي الذقون ) ، وما أطال عمر الإنقاذ إلا أمثال هؤلاء !! ، ولكن جاء الوقت لنخرج من تلك الدائرة المملة الممجوجة ، وندرس الأمور دراسات منطقية سليمة صحيحة ، ما الذي يطول بقاء ( الإنقاذ ) ؟؟ ، ولماذا لا يتحرك الشارع السوداني ؟؟ ، وهو شعب عرف بالانتفاضات ، والإجابات متوفرة على ذلك بالجملة والقطاعي ، والشعب السوداني ردد مراراَ وتكراراَ تلك المقولة المشهورة ( لو كنا نعلم بديلاَ جديراَ بالثقة لما لبثنا في العذاب المهين !! ) ، مقولة قوية وسليمة وصحيحة مائة في المائة ، فالشعب الذي استطاع أن يسقط أقوى نظامين ديكتاتوريين لا يعجزه هذا النظام القائم ، ولكن العلة والمعضلة الكبيرة القائمة تتمثل في ذلك البديل المتربص ، فهو ذلك البديل الهزيل الضعيف الممقوت المكروه الذي أهدر الانتفاضات السابقة وقتلها في مهدها !! ، ومجرد ورود السيرة السابقة في أذهان الناس فإن السيرة تلهم أنفس الناس بالويلات والأوجاع والضياع والحسرات ، وعندها يرى الشعب السوداني أن بقاء ( الإنقاذ ) أفضل كثيراَ وكثيراَ من إعادة تلك التجارب القاسية المريرة برفقة تلك الرموز التي أهلكت السودان باسم الأحزاب السودانية ، ويدخل في السيرة طبعاَ سيرة حزب المؤتمر الوطني المتسلط الحالي ، والذي مارس السياسية تحت مسميات عديدة ، وقد شارك الحزب مع الأحزاب السودانية الأخرى في ضياع السودان وتفتيته وتشتيته ، فإذن السيرة السابقة المتمثلة في تلك الأحزاب السودانية التي تترصد باسم المعارضة لتدخل في جولة جديدة بجانب سيرة ( الإنقاذ ) النظام الحالي المتسلط باسم حزب المؤتمر الوطني كلها يسبب الحساسية المفرطة للشعب السوداني ، ويتمنى الشعب السوداني أن يتخلص من كامل السيرة برمته ، ولذلك نجد الشعب السوداني الآن لا يكترث كثيراَ ويقف بعيدَاَ يتفرج على المهازل ، بالرغم من أنه كالعادة يعاني الويلات والأوجاع ، تلك الويلات والأوجاع التي لم تفارقه منذ استقلال البلاد ، في معيـة الأحزاب في تجارب سابقة ، أو في معية حزب المؤتمر الوطني الذي يقبض بزمام الأمور الآن .
|
|
|
|
|
|