|
هزموا اليأس ..!! بقلم الطاهر ساتي
|
09:54 PM Jun, 22 2015 سودانيز اون لاين الطاهر ساتي -الخرطوم-السودان مكتبتى فى سودانيزاونلاين
:: وفي الخاطر ( العزيزة أ)..بالعزوزاب، قبل تسع سنوات، بعد أن مات والدها بداء القلب، لم تجد العزيزة (أ) حلاً لمجابهة تكاليف دراستها ودراسة شقيقها ورهق الحياة غير أن تساعد والدتها في ( المهنة المرهقة)..قبيل المغرب، تقف المركبة العامة بمحطة الدباسين، فتترجل منها العزيزة (أ)، ولاتقصد منزلها كما تفعل زميلاتها، بل تقصد جدار النادي حيث تتكئ والدتها وتبيع الشاي..تبقى معها لحين موعد صلاة العشاء، ثم ترافقها إلى دارهما العامرة بالصبر الجميل..تخرجت العزيزة (أ) في جامعة السودان وإلتحقت باحدى شركات القطاع الخاص وإستقرت مهنياً وإجتماعياً..ومن ذكريات رحلة بحثها عن العمل : ( تذكر يا الطاهر لمن قلت لي أكتبي في السي في : ست شاي، خبرة 3 سنوات ؟)، وتضحك ونشاركها وكذلك زوجها وشقيقها طبيب الإمتياز..!! :: وفارس .. إبن الجزيرة الذي أخرجته الحاجة من الفصل الى رحلة البحث عن العمل .. لم ترحمه المدينة، فكان يغسل العربات أمام المحكمة بكلاكلة نهاراً، ثم يذهب إلى سوق الكلاكلة ليعمل جرسونا بمطعم عم إبراهيم الشعبي..وينام أينما يدركه النعاس، بالمطعم أو في كشك الخضار المجاور ..عم إبراهيم - طيب الله ثراه- يؤانسه ذات يوم بالمطعم ثم يدمع ..وبعدها باسبوع يكتفي فارس بالمطعم ويودع غسيل العربات..وتمضي الأسابيع والأشهر ثم سنة و أخرى، ويتفاجأ رواد المطعم بالحلوى و العصائر، يوزعها فارس و عم إبراهيم يبتسم للناس والحياة .. (فارس نجح، جاب 76.7%)، إنها مناسبة العصائر والحلوى..ومن جامعة جوبا إلى مدينة أبها السعودية، وقبلها كانت محطتي ( المطعم والمحكمة)..!! :: ومساء السبت الفائت، بالصحيفة، تبادل الزملاء التهانئ فيما بينهم بكل الحب والسعادة..(خميس نجح، جاب 57%)، إنها مناسبة التهانئ ..قبل أربع سنوات، تعرضت قرية النعيم بغرب كردفان إلى آثار حرب أهلية أحالت الإستقرار إلى نزوح وإرتباك، وكان خميس سالم قد أكمل مرحلة الأساس بنجاح ويتأهب للمرحلة الثانوية.. ولكن الحرب وآثارها أرغمت خميس سالم - كبير البيت - إلى النزوح والعمل بالخرطوم وفي قلب حسرة على تعليم لم يكتمل..و المدينة لمترحم إبن المسيرية الباحث عما يسد (رمق أسرته)، فالصغير دخل عالم البناء بحي المعمورة ك (طُلبة)، ولكن أرهقه العمل الشاق .. فالتحق عاملاً بمصنع بلاستيك، فأضناه التعب والسهر ..!! :: وجاء به القدر النبيل إلى الصحيفة، ليلتحق بالبوفيه وصار إبناً وأخاً وصديقا للزملاء والزميلات..ثم كان القرار والتشجيع، فالتحق بمدرسة الخرطوم الأميرية ليمتحن الشهادة السودانية، وهو الذي لم يدرس الفصلين الأول والثاني..كان القرار تحدياً، ليس لخميس فقط، بل للزملاء عبد الحميد عوض، محمد عبد العزيز، محمد حمدان، لينا يعقوب ونبيل سليم ووجدان طلحة و تغريد وتسنيم وآخرين كانوا هم أساتذة خميس طوال العام الفائت.. بالتناوب إستقطعوا من أوقاتهم لمراجعة الدروس مع خميس، وبطيب الخاطر إدخروا من أموالهم ليمدوه بالكتب والمذكرات..فاجتهدوا جميعا، وإجتهد خميس .. ونجح بفضل الله، ليواصل بذات العزيمة، وليصدر المدير العام للصحيفة توجيها بدعم ورعاية المسيرة التعليمية لخميس سالم ..فالحياة عزيمة، والتحيات لمن هزموا اليأس بالعزيمة، وما أكثرهم ..!!
أحدث المقالات
- تداعيات فضيحة جنوب أفريقيا في الداخل السوداني 06-22-15, 05:20 AM, أحمد عثمان عمر
- مسيحي يتمني .. ياريت رمضان يبقى 12 شهر / رفيق رسمي بقلم رفيق رسمى 06-22-15, 01:36 AM, رفيق رسمى
- إلا أن يكون معه نبيّ! بقلم محمد رفعت الدومي 06-22-15, 01:22 AM, محمد رفعت الدومي
- المساومة على حساب شعوب المنطقة بقلم فلاح هادي الجنابي 06-22-15, 01:19 AM, مقالات سودانيزاونلاين
- الكلام المرسل في الدفاع عن الوالي الخضر الذي ذهب بما حمل.. ! بقلم عثمان محمد حسن 06-22-15, 00:35 AM, عثمان محمد حسن
- هل إعتقال أحمد منصور هو بداية النهاية للجزيرة ؟ بقلم أكرم محمد زكي 06-22-15, 00:32 AM, اكرم محمد زكى
- حرام يهان هذا الشعب بقلم عمرالشريف 06-22-15, 00:31 AM, عمر الشريف
- ما تقوله الصحافة الكندية حول أزمة : الاتحاد الافريقي والمحكمة الجنائيّة الدوليّة والرئيس عمر البشير 06-22-15, 00:28 AM, بدرالدين حسن علي
- كل ميسر لما خلق له بقلم نورالدين مدني 06-22-15, 00:26 AM, نور الدين مدني
- استقالة الرئيس الفلسطيني بين الجبر والاختيار بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي 06-22-15, 00:25 AM, مصطفى يوسف اللداوي
- طانطان مصيبة المصائب ومن زمان بقلم مصطفى منيغ 06-22-15, 00:24 AM, مصطفى منيغ
- فرنسا بين الموقف الفلسطيني الواقعي، والموقف الإسرائيلي المستحيل بقلم د.مازن صافي 06-22-15, 00:22 AM, د.مازن صافي
- رسالة الى شباب الإخوان...أفيقوا وحاسبوا أنفسكم قبل أن تُحاسبوا بقلم رحاب أسعد بيوض التميمي 06-22-15, 00:19 AM, رحاب أسعد بيوض التميمي
- ماهر جعوان /يكتب/ ميزان الآخرة 06-22-15, 00:17 AM, ماهر إبراهيم جعوان
- التفريق بين النظام الحاكم والوطن السودان.. بقلم نور الدين محمد عثمان نور الدين 06-21-15, 11:01 PM, نور الدين محمد عثمان نور الدين
|
|
|
|
|
|