|
Re: ما هو الحل وماذا نحن فاعلون؟؟؟؟ بقلم صفيه (Re: صفيه جعفر صالح)
|
الأخت الفاضلة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : مقالك يقف ضمن المقالات العديدة التي تضع الأصبع فوق الداء دون أن يجد أفضل الدواء .. ( ما هو الحل .. وماذا نحن فاعلون ؟؟ ) .. والحقيقة الشعب السوداني لا يلام إطلاقاَ .. وقد عرف دروب ( الربيع العربي ) قبل العرب بسنوات عديدة .. وهو ذلك الشعب المثقف العالي الذي سبق شعوب العرب في إشعال الانتفاضات ضد الديكتاتوريات ،، وبالأمس كنت أسمع أحد الإخوة العرب من دولة ( تونس ) يقول أن الشعب التونسي هو أول شعب عربي قام بحركة الانتفاضات ضد الديكتاتورية في الدول العربية !!!.. وتعجبت من ذلك القول .. هل تعمدوا التهميش أم أن معلوماتهم ضحلة للغاية ؟؟ .. وضحكت في نفسي وقلت سبحان الله حتى في عالم البطولات والنضال الشعب السوداني يفقد الحقوق ويهضم !! .. ثم كانت الخيبة الكبرى عندما ضاعت ثمرات تلك الانتفاضات العظيمة بأيدي الأحزاب السودانية ،، ولذلك فإن اليأس والقنوط أصبح ذلك البعبع المخيف الذي يمنع تكرار الانتفاضة للمرة الثالثة .. ومجرد التفكير في انتفاضة ثالثة يضع الشعب السوداني أمام مليون ومليون سؤال وسؤال !! .. ( ما الفائدة وما الفائدة ؟؟؟؟؟؟؟؟ ) .. والشعب السوداني أصبح لديه كراهية قوية للغاية وحساسية مفرطة ضد الأحزاب السودانية .. وعندما نقول الأحزاب السودانية فنحن نعني جميع الأحزاب وفي مقدمتها ( حزب المؤتمر الوطني ) حزب البشير ( أو النظام القائم ) .. فإذن حين نقول الشعب السوداني يكره الأحزاب السودانية فلا يستثني ذلك حزب المؤتمر الوطني .. ( رأس النظام القائم ) .. فهو حزب من أحزاب السودان .
ثم نأتي لنقف معكم في خندق السؤال .. ( ما هو الحل ؟؟ ) ، فالقيام بانتفاضة ( ثالثة ) يعني إسقاط حزب قائم أذاق الشعب السوداني كل ألوان العذاب والشقاء والمعاناة ليحل محلها أحزاب سودانية أخرى وهي بدورها أذاقت الشعب السوداني كل أنواع الأوجاع والويلات في تجارب سابقة كثيرة و كثيرة .. ولا يعقل إطلاقاَ أن يدخل الشعب السوداني في تجربة الانتفاضة الثالثة لتأتي تلك الأحزاب الخائبة الممقوتة لندخل البلاد في نفس الدوامة الخاسرة للمرة العشرين !! .. والمؤمن العاقل لا يمكن إطلاقاَ أن لا يلدغ من نفس الجحر مرتين ناهيك عن عشرات المرات .. وهنالك من يظن أن مجرد إسقاط حزب قائم فاشل لتحل محله أحزاب بديلة فاشلة سوف يدخل البلاد في نعيم الجنان والرخاء والنماء والتنمية والبناء ،، ويجهلون أو يتجاهلون أن تلك الأحزاب السودانية التقليدية الهالكة المهلكة المعروفة قد تعودت أن تقتل الانتفاضات في مهدها .. وهي الآن تتربص وتتلهف بالمرصاد للانقضاض على الانتفاضة الثالثة .. وهمها الأول والأخير هو فقط الوصول لكراسي العرش لتعبث وتفسد كيف تشاء .. ومتلهفة لتأكل باقي فتات القصعة .. ويجهلون أن حزب المؤتمر قد لهف ونهش اليابس واللين في البلاد .. والحل الوحيد أن يفكر السودانيون في نهج سياسي جديد في حكم السودان ,, وحين تقوم الانتفاضة الثالثة يجب أن تقوم تحت شعار ( فلتسقط جميع الأحزاب السودانية ) ،، وعلى النخب السودانية التفكير في نهج سياسي جديد لحكم السودان .. وكمجرد مثال اجتهادي ( قد لا يكون هو الأمثل ) فليختار الشعب السوداني كبداية والمطالبة بقيام مجلس وطني عام .. الأعضاء فيه يتم اختيارهم من أبناء السودان المستقلين المؤهلين من جميع ولايات السودان المختلفة ،، حيث يحدد لكل ولاية من ولايات السودان عددا من الأفراد الذين سوف يمثلون العضوية في ذلك المجلس ،، ويختارهم سكان الولاية أنفسهم دون تدخل الولايات الأخرى .. والمجلس الوطني المركزي ( المشكل بالكامل من الأفراد المستقلين المؤهلين ) هو الذي يضع الدستور الدائم للبلاد .. وهو الذي يحدد آلية الحكم في السودان بالقدر الذي يعطي الخيار للولايات السودانية .. ليختار كل ولاية نوع المنهج الدستوري الذي يتماشى مع رغبة سكانها .. ( منهج إسلامي / منهج علماني / منهج ليبرالي / منهج اشتراكي /منهج بعـثي .. الخ ) .. وعلى جميع سكان السودان احترام منهج الولاية المطبقة في حال التواجد بالولاية .. وقد يختار سكان ولاية من الولايات المنهج الإسلامي .. ويختار سكان ولاية أخرى المنهج العلماني ،، فتلك هي الديمقراطية حيث لا إلزام مركزي يفرض على كل ولايات السودان ،، وحيث الرغبات المتاحة لسكان السودان حسب التنوع في اختيار ما يناسبها في منهج الحكم .، وهنا مجرد تلميحات قد تناسب الفكرة الجديدة في حكم السودان .
|
|
|
|
|
|