الابن العزيز / عبد العزيز شداد التحيات لكم وللقراء الكرام هذه الحروف التي أبذلها هنا فقط للتأكيد بأني أملك تلك السنوات الطويلة من العمر ، وأفنيت جل حياتي كطرف محايد يراقب الأمور السودانية عن كثب ، مجرد هواية لرجل يحب أن يقرأ ويسمع ما يقال عن أحوال السودان الثقافية والاجتماعية والسياسية وغيرها ، وطوال السنوات مررت بالآلاف والآلاف والآلاف من المقالات والمواضيع المتنوعة ، وتلك الهواية أوجدت بالصدفة أن أقرأ مقالكم هذا هنا ، ثم وقفت فجأة متعجباَ ومذهولاَ للغاية !! ، فقرأت المقال مرة أخرى ثم أخرى ، وقلت في نفسي : عجباَ ويا عجباَ من مقال !!، فلأول مرة في متابعاتي للمقالات أصادف مقالاَ يشخص الداء السوداني بمنتهى المهارة والدقة والنظرة العميقة والعميقة جداَ ، وما ظننت يوماَ من الأيام أن يتواجد في السودان ذلك الشخص الذي يملك المقدرة في تشخيص الداء السوداني تشخيصاَ موفقاَ وصادقاَ للغاية ، فتلك الأقلام السودانية عودتنا أن تخوض مع الخائضين ثم تجتهد مجرد اجتهاد في التشخيص ، تصيب أحياناَ وتخطأ في أغلب الأحيان ، فهي تعودت أن ترضع من أثداء السهل المتاح ليكتب للناس ذلك السهل المتاح ، ثم ذلك الغث من الحروف دون ذلك التعمق والإبحار في الأسباب ، والمحصلة تؤكد مريضاَ يجتهد في علاج الأصحاء !! ،
وهنا في هذا المقال نجد التشخيص بغاية المهارة ، ذلك التشخيص الذي يؤكد العيوب في مسارات السودان منذ الاستقلال وقبل الاستقلال ، في كل صغيرة وكبيرة ، وفي كل خطوة ومشوار ، وفي كل سيرة ومقدار ، فتلك العيوب القاتلة في المخطط السوداني منذ النشأة ، تلك العيوب القاتلة المتوفرة في كل الحكومات ، وتلك العيوب القاتلة في كل الإدارات وفي كل الأزمان ، وتلك العيوب القاتلة في كل القيادات السودانية التي مرت على البلاد بعد الاستقلال , وتلك العيوب القاتلة في مقدرات الإنسان السوداني وزيراَ أو حارساَ ، وتلك العيوب الكامنة القاتلة في المقدرات الإدارية والخدمية ، وتلك العيوب القاتلة المتوفرة في المقدرات الوزارية والسلطوية .، وتلك العيوب القاتلة في مستويات الأذهان ، حيث التفكير السوداني الضحل الذي ما زال يراوغ في متاهات البدائية ، دون تلك المهارة العقلية الجبارة ، وعند المحك نجد كل المستويات العقلية في السودان تشتكي من قوة الابتكار والتفكير ، وتتساوى في الضحالة والبساطة ، والإنسان السوداني ما زال في غاية البعد عن الحداثة في التفكير والتنفيذ ، وفعلاَ كما أشار صاحب المقال فإن الإنسان السوداني اليوم لا يملك ( مصادر التفكير والتحليل ) ، وإن وجدت ( فهي مجرد مسميات ديكورية ) ، فما أقسى تلك الحقيقة !!! ، نعم وألف نعم فإن العالم المتقدم يفوقنا بمئات السنين في نواحي التفكير والتخطيط والبناء ، وفي السودان لا يمكن أن تتواجد صناديق العقل كما هو الحال في الولايات المتحدة وغيرها من الدول بدأت تتفوق على السودان في كل المسارات ، ويدخل ذلك في خانة المستحيلات هنا في السودان .
والشكر الجزيل لكاتب هذا المقال فإنه قد أوجد الكثير من الآمال في صدورنا .. ومجرد أن يتواجد شخص سوداني يملك المقدرة في تشخيص الأمراض بتلك المهارة هو فخر للسودان ، ويعني أن أبناء السودان بدئوا الآن يفكرون بعقلانية علمية سليمة مائة في المائة ، وتلك الخطوات هي السليمة لمن يريد أن ينقذ السودان من برك الجهالة والتخبط والحرث في الهواء .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة