|
Re: على ضوء الإنتخابات القائمه الأن ...قراءه ت� (Re: ياسر قطيه)
|
الأخ الفاضل / ياســر . تحية لكم وللقراء الكرام . أثابكم الله خيراَ ،. لقد نقلت لنا مشهداَ مبكياَ للأوضاع السياسية في السودان ، وقـد قيل للقوم لما الإفراط في السلبية وعدم الاهتمام بمجريات السياسة في البلاد ؟؟ ، فقالوا أشغلتنا مصائب الحياة عن توافه الأمور ، والجوع كما يقال كافر ، والمحاجر تفقد الدموع من كثرة البكاء ، وفي الماضي كنا نرقص طرباَ لمجرد الآمال في جديد يعني الرخاء والعافية والأمن والسعادة ، وتلك الآمال كانت تمثل حافزاَ قوياَ للإقدام والموت في ساحات الانتفاضات وتقديم الأرواح الغالية فداءَ للوطن ، ولكن أثبتت التجارب أن تلك التضحيات كانت ثورة أغبياء يضحون من أجل الأذكياء !! ، تلك التجارب التي أكدت بأننا مجرد مطية للطامعين من العسكر والأحزاب ، فنحن مجرد دمى تحركها الأنامل في طاولة الشطرنج ، وأي طموح لنا يدخل في خانة الحرث في الهواء ، تعودنا البكاء من ويلات الحياة والظروف القاسية طوال سنوات السودان ما بعد الاستقلال ، وتعودت النخب السياسية العسكرية والحزبية أن تتمتع بخيرات البقرة الحلوبة ، ونحن الغالبية من الأمة السودانية مكتوب علينا أن نمثل تلك المطية الخاضعة التي تلبي نداء الفداء والتضحيات حين ينادي المنادي ، وكنا في الماضي نلبي أية صيحة سياسية في غباء وبلادة شديدة ، كما كنا نصدق أي شعار يرفع في الساحات ، ورقصنا مع البشير سنوات طويلة ونحن جياع حفاة عراة حين رفع شعار الإنقاذ من حمم الجحيم ، ولكنه خان العهد حين أقفل الأبواب في وجوهنا ليتمتع بخيرات البلاد مع النخبة الخاصة ، ومن قبل كم وكم رقصنا مع الأحزاب ثم وجدنا أنفسنا ننقب اللقمة في براميل النفايات في حين أن أهل الخاصة من رجال الأحزاب يترفلون في نعيم الأحوال ، وكل تلك الترسبات في النفوس من الماضي والحاضر جعلت من القوم ذلك اليائس البائس السالب الذي لا يفرح لفرحة نظام قائم متسلط جبار ، ولا يبكي لبكاء معارضة هزيلة ضعيفة طامعة في فتات الخيرات ، والسواد الأعظم من الشعب السوداني اليوم ليس بذلك الحريص الذي يخوض في سيرة الانتخابات الجارية ، وليس بذلك الحريص الذي يقف في خنادق المقاطعين للانتخابات . إنما هو ذلك البعيد والبعيد جداَ عن ساحة السياسة والسياسيين ، والذي يركض لتوفير المقدور من الخبز واللقمة التي تسد الرمق ، وهو لا يبالي كثيراَ للأوضاع السياسية والانتخابات التي تجري في البلاد ، وكأنها تجري في دولة أخرى غير السودان ، فإذن المشهد السياسي في السودان اليوم مجرد زوبعة في فنجان ، فالقابض بالزمام يفقد ذلك السند الجماهيري الكبير . والمتربص باسم المعارضة أيضاَ يفقد ذلك السند الجماهيري الكبير ، مشهد من أغرب المشاهد السياسية في العالم . وكالعادة فالسودان دائما يمثل دولة العجائب والتناقضات !! ، والمعروف في يوم من الأيام أن الشعب السوداني كان من أكثر شعوب الأرض طموحاَ وخوضاَ في السياسة والنضال والانتفاضات ، واليوم أصبح الشعب السوداني من أكثر شعوب الأرض تزهداَ وسلباَ في السياسة والسياسيين !! .. وأكثر الشعوب يأساَ وحرماناَ وعذاباَ وجوعاَ وضياعاَ ، فجزا الله تلك النخب السياسية الحزبية والعسكرية التي أوصلت الأمة السودانية إلى حافة الزهايمر والتوحد !! . وقد أصبح الإنسان السوداني العادي اليوم مجرد فار للتجارب يتواجد في معامل الفحوصات ، عليه فقط أن يعطي المطلوب من الدماء والأعضاء عند اللزوم لينتفع بها الآخرون من النخب وأبناء النخب ، وحتى تلك الدموع التي تذرفها عيون الجائعين من الأمة السودانية تمثل المياه التي تسقي بها حدائق المتسلطين من سدنة النظام والأحزاب ، حالة من اليأس الشديد والقنوط وعدم التفاؤل ، وأصبحت سيرة السياسة اليوم ذلك الكريه الممقوت ، كما تمثل رموز السياسة في البلاد اليوم تلك النتانة التي تجلب الغثيان في النفوس !!. محمد إسماعيل الطاهر
|
|
|
|
|
|