إذا كنت تعرض سلعتك في الأسواق فأقبل الحجـة من الآخرين !!
هي تلك النزعة التي تضايق بعض الأنفس .. حين تريد من أقلام الآخرين أن تجاري الأهواء .. ولكن قد تكون للناس آراء وأفكار ونظريات مغايرة كلياَ .. وبتلك الزاوية المنفرجة البعيدة .. والناس تختلف في اتجاهاتها وميولها وأفكارها وآراءها .. والحروف التي ترد هنا تحت عنوان ( آراء حـرة ) هي تمثل تلك الآراء لأصحابها بغض النظر أنها توافق آراء الآخرين أو لا توافق .. وبغض النظر أنها توافق الصواب أو لا توافق الصواب.. وما دام أن صاحب المقال وصاحب الرأي يريد أن يسمع صوته للآخرين وهو يعرض سلعته لعامة القراء فعلية أن يتوقع ردود الأفعال من الآخرين .. بغض النظر أن تلك الردود توافق مزاجه أو لا توافق مزاجه .. أما إذا أراد أن يعطي من الحروف كيف يشاء ثم لا يريد من الآخرين أن ينازعوه بالرأي المناقض فهو ذلك المتسلط الديكتاتوري الذي يتسم بالأنانية المفرطة .. يريد أن يحتكر ساحات الكتابة بأفكاره وآراءه دون أن يقبل أي نوع من أنواع النقد أو دون أن يسمع آراء وأفكار الآخرين عن كتاباته .. ومثل ذلك الإنسان الأفضل له أن يبتعد عن ساحة الكتابة للعامة .. وأن يحتفظ بأفكاره في أضابيره الخاصة دون أن يشارك الآخرين في الصفحات العامة المفتوحة .. لأن تلك الصفحات متاحة للجميع وهي مبذولة للأخذ والرد .. كما أنها مفتوحة لنشر الرأي ثم الرأي الآخر مع توقع ردود الأفعال .. وتقع المعضلة عندما يميل البعض للعدوانية حين يجد الرأي يخالف هواه .. فهو يطمع أن تكون المساحة متاحة فقط للآراء التي توافق أمزجته .. وذلك من سابع المستحيلات .. لأن تلك المساحات مفتوحة لجميع الآراء ولا يملك أحد حق الإملاءات على الآخرين .. ولا يمكن منع الآراء والأفكار بالتأفف والاحتجاج .. أو بإزالة تعقيب الآخرين بسبب أن التعقيب يناقض الفكر أو الرأي المكتوب !! .. وتلك الخطوة تعتبر من أجبن الخطوات التي يلجأ إليها صاحب قلم حين يفشل أن يقارع الحجة بالحجة .. فالسبيل الوحيد لإخراس الأقلام المخالفة هو الحوار بسلاح الحجة والمنطق والأدلة والبراهين .. أما بخلاف ذلك فكاتب الرأي مجرد مجتهد ضمن المجتهدين في ساحة الكتابة .. إن أراد أن يواكب ديمقراطية الأخذ والرد بذلك الصدر الرحب يجد الترحيب من الجميع .. وحينها يقول له الآخرون : ( أهلاَ وسهلاَ يا صاحب الرأي !! ) .. بالرغم من أن الآخرين قد يختلفون معه في ذلك الرأي أو قد يتفقون معه .. أما إذا أظهر ذلك النوع من الضجر والملل والتأفف والتزمجر فعند ذلك يقول له الناس : ( أذهب وأشرب كل ماء البحر ) .. وحتى لو شرب كل مياه البحر فإن ذلك لا يوجد في الصدور ما يغيظ !! .. وليس في غضبه ذلك ما يزعج الآخرين !!.. وقد يقال له تلك المقولة المشهورة ( أعلى ما في خيلك أركبه ) .. حتى ولو ركب أعلى ما في خيله فهو ذلك الخاسر في نهاية المطاف .. والحياة ليست بتلك السهلة التي تجاري الأمنيات والأمزجة .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عمر عيسى محمد أحمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست